عندما يأتي الشتاء يزداد »زلف البحر» علي الشواطئ،بعد أن تضرب العواصف أعماقه،وتقلب الأنواء البحرية رماله،وتخرج ما فيها من صدف وقواقع،لتقذف بها الأمواج إلي أقرب شاطئ تصادفه،ومن بينها شاطئ العريش،ويجد »الزلف» كما يسميه أهل شمال سيناء من يجمعه ويضيف إلي جماله جمالا،وتحول أناملهم موارد الطبيعة مثلهم مثل معظم ابناء مدن السواحل إلي لوحات فنية طبيعية وغير ذلك من التحف والمجسمات وأشكال الزينة والديكور،فلم تمت أبدا مهنة تزيين الصدف،منذ أيام الفينيقيين وحتي هذه الايام،فهي لازالت موجودة ولكنها من المهن التراثية قليلة الانتشار في سيناء.. وعلي مر السنين كان »زلف البحر»أو أصدافه المادة الأساسية التي يعمل عليها مدرسو التربية الفنية لاستثمار طاقات وابداعات التلاميذ في المدارس،وجاء قصر ثقافة المساعيد بالعرش شمال سيناء ليجدد ماكان يقوم به المدرسون فيما مضي،وأقام ورشة عمل لتلاميذ الإعدادي تناولت الرسم باستخدام الصدف لاكتساب مهارات فن الرسم باستخدام موارد الطبيعة المتوافرة علي شاطئ البحر في سيناء،وانتاج مجموعة من اللوحات الفنية المعبرة عن الطبيعة ومدي حب التلاميذ للوطن.. ويقوم التلاميذ بجمع الأصداف البحرية من ساحل البحر وينظفونها لازالة أي شوائب عنها،ويتم صناعة الأساور وتزيين علب المناديل الورقية والتحف ومجسمات السفن الصغيرة المصدفة لتزيين صالونات المنازل، ومجسمات أزهار ونباتات وأسماك وحيوانات، وكذلك علب حفظ المجوهرات.ويلفت احمد صابر » المشرف علي ورشة العمل» إلي أنه يتم خلال فصل الشتاء البحث عن الاصداف وزلف البحر علي الشاطئ، خصوصاً بعد العواصف والرياح، موضحا أن تزيين بعض القطع قد يتطلب عدة ساعات، في حين لا يحتاج بعضها الآخر إلي أي لمسة فنيّة لجمالها الطبيعي،ويوضح ياسر دبور مدير قصر ثقافة مساعيد ان فنون الرسم باستخدام الصدف تتطّلب »نَفَساً طويلاً وإرادة،ويلفت إلي انه يتم مراقبة الموضة والمناسبات بشكل دائم وخصوصاً الولادة، والخطوبة، والأعراس وحفلات الزواج. • صالح العلاقمي