لا يختلف اثنان علي اخلاقيات وكفاءة الكابتن اسامه نبيه المدرب العام ورجل المهمات الصعبة في جهاز المنتخب الوطني الاول لكرة القدم» هو الرجل الصامت والصامد في الكواليس» يحبه كوبر المدير الفني وباقي أفراد الجهاز المعاون» ويحترمه ويقدره اللاعبون لأنه لا يحب النفاق ولم يرجح كفة لاعب لا يستحق علي كفة لاعب يستحق يوما ما. كثيرون لا يعجبهم صمت اسامه نبيه» وعندما سألته عن تعليقه علي ذلك قال وماذا أقول ؟! طالما انني أري مديرا فنيا عبقريا هو مستر كوبر يفعل ما ينبغي أن يكون ويبذل مع معاونيه محمود فايز وفانتا وانطونيو كل ما في وسعهم للقفز بمصر ولاعبيها نحو منطقة احترافية جديدة في عالم التدريب الحديث. ويقول اسامه نبيه كانت لدينا طموحات بالوصول إلي أبعد نقطة بالبطولة وتحقق الحلم» والآن نحن في النهائي ومازلنا ننتظر النقطة الأبعد» ما نريده ونحلم به هو التتويج والعودة إلي مصر بالكأس..وواصل اسامه نبيه كلامه ل "الاخبار" في حوار شامل جاء علي النحو التالي : انا في غاية السعادة بالتأهل للمباراة النهائية خاصة اننا لم نكن في الصورة والكل توقع لنا العودة من الادوار الاولي وتعرضنا لحملة انتقادات حادة جدا.. قبل البطولة لم يرشحنا أحد حتي لتخطي مرحلة المجموعات.. الآن الكل يتحدث عن إمكانية فوزنا باللقب.. تعهدنا منذ البداية بأننا سنصل إلي أبعد نقطة ممكنة في البطولة..الآن نحن في أبعد نقطة بالبطولة ونسعي في النهائي اليوم للوصول إلي أبعد نقطة في النهائي وهي العودة بالكأس إلي مصر واسعاد الملابين من الجماهير المصرية. كنت اتحدث مع اللاعبين عقب صلاة الجمعة امس الاول علي ضرورة العودة بالكأس خاصة أنهم أصبحوا في النهائي.. اللاعبون جميعا نجوم» ولعبوا بشكل رائع وقدموا واحدة من أروع البطولات» وحالة الحب والتعاون والانسجام بينهم في تخيلي هي التي صنعت الفارق.. أصعب مباراة من وجهة نظري كانت أمام المغرب» بسبب الضغوط النفسية الرهيبة التي أحاطت باللقاء وكثرة الكلام عن العقدة النفسية والزمنية منذ 31 سنة». سعادة بالغة غمرتنا جميعا بعد الخروج من عنق الزجاجة» واحراز الفوز الغالي علي المغرب واسعاد الجمهور الذي بدأ الدخول في أجواء البطولة بشكل كبير بعد التفوق علي المغرب.. كانت لحظة فارقة بين وداعنا للبطولة أو مواصلة المشوار. وها نحن هنا. مواجهة بوركينا فاسو كانت صعبة جدا وفي اجواء قاسية» وامام منافس شرس وعنيد وقوي بدنيا ولديه مجموعة من اللاعبين كالخيول حقا. في رأيي هذه البطولة واحدة من أقوي البطولات القارية» قوية وناجحة للغاية علي الصعيد التنافسي وليس التنظيمي» حينما تخرج منتخبات مثل الجابون (المضيفة) وكوت ديفوار (حاملة اللقب) والجزائر (المرشح الأول) من مرحلة المجموعات» وتلحق بهم السنغال بما تضمه من نجوم كبار وبوركينا فاسو وتونس..ثم تجد الكاميرون ومصر يضربان كل التوقعات ويصعدان إلي النهائي فهذا دليل أنه لا مجال للتوقعات» وأن كل الفرق التي أتت إلي هنا كانت لديها فرصة للتتويج. توقعت أن ينافس علي البطولة كل الفرق المشاركة قبل انطلاق المنافسات..وأعتقد أن البطولة أثبتت صحة كلامي بدليل خروج المصنفين وبقاء من لم يرشحهما أحد للنهائي. سر التفوق والنجاح يعود لوجود جهاز فني متعاون ومنسجم ومتكامل وعلي أعلي مستوي ومدرب محترف هو مستر كوبر..وضع" سيستم " للفريق واحدث نقلة نوعية للمنتخب» بالاضافة إلي ترسيخ قواعد ومعايير عادلة مع الجميع» وطبعا الأساس في ذلك وجود لاعبين بدرجة محاربين لديهم دوافع كبيرة ليكونوا السبب في اسعاد الجماهير المصرية المتعطشة للفرحة والاحتفالات ونأمل في اكتمال الفرحة. لم أشك لحظة واحدة في قدرات أي لاعب» وجئنا لنلعب بدون أي ضغوط» وها نحن الآن علي بعد خطوة واحدة من اللقب. في مرحلة خروج المغلوب لا يمكنك توقع أي شيء. هي فرصة تستغلها أو لا تستغلها» وهذا يصنع الفارق في النهاية. ربما لم يرشحنا أحد لكن هذا لم يكن يعني شيئاً بالنسبة لنا. حالة القلق الايجابي لدي جمهور مصر شئ يدعو للحماس والاصرار علي تحقيق السعادة للجماهير» اما توقعات المتخصصين لذلك فأنا أراها فأل حسن بالنسبة لنا. الكاميرون فريق قوي ومنظم ولديه حلول فردية كثيرة ويجيد اللعب الجماعي وبدنيا مستواه أعلي» لكن هذا كان الحال أيضاً مع بوركينا فاسو» وكان الحال قبلها مع المغرب وغانا. ما يهمني هو أن يلعب المنتخب بالطريقة التي وضعها كوبر واتفقنا عليها» ووقتها سيمكننا تحقيق كل ما نريد. الكاميرون كما قلت لك هو اسم كبير وذو تاريخ مشرف في البطولات الافريقية وكأس العالم ومن اكثر الفرق الافريقية حصولا علي بطولات بعد مصر ، هو منتخب منظم ولديه مدرب جيد نجح في الوصول بهم إلي النهائي...مباريات النهائي تعني الكثير ان كل فريق لعب 5 مباريات فالفريق الذي يصل إلي النهائي بطل في حد ذاته حتي قبل لعب المباراة...فالفريقان هنا بطلان. نحترم كل المنافسين ودائما لدينا اهداف نريد تحقيقها وكنا نحققها من مباراة لاخري حتي وصلنا إلي المباراة النهائية...هذه المباراة هي للتاريخ..ومن ابرز اهدافنا كانت العودة المشرفة للمنتخب لهذا الشكل الرائع وقد تحقق ذلك بنسبة كبيرة...فبجانب حلمنا بالكأس» يهمنا ان نضع بصمة وعلامة جيدة مع اكبر الفرق الافريقية مثل غانا واوغندا والمغرب وبوركينا فاسو التي اصبحت من اكبر واقوي الفرق الافريقية ونتمني تحقيق هذا مع الكاميرون ايضا وان شاء الله تكون من نصيبنا..المباراة ستكون صعبة وشرسة...اللي محضر ومركز وعنده التوفيق اثناء كل ثانية من المباراة سواء في ال90 او 120 دقيقة او ضربات الجزاء الترجيحية هو من يفوز..ويارب اللاعيبة تنجح في ان تسطر تاريخا لانفسهم ولمصر في هذه البطولة بالفوز بها. المباريات الكبيرة بين المنتخبات القوية من الصعب التنبؤ بنتائجها» وانا اعتبر منافسات الامم الافريقية وبالتحديد من دور الثمانية بمثابة نهائي مبكر» ولذلك لا يوجد من يستطيع التنبؤ بنتيجة نهائي بطولة بحجم امم افريقيا او ما يشابهها» انظر لنهائي يورو 2016. تسعة من كل عشرة قالوا أن فرنسا ستفوز» ربما لم يرشح أحد البرتغال للوصول لهذه المباراة» وفي النهاية البرتغال هي بطل أوروبا. هذه هي المرة الثالثة التي تلتقي فيها مصر مع الكاميرون في نهائي كأس الأمم وفي المرتين السابقتين فاز المصريون» وهذا يزيد من العبء النفسي علي اللاعبين ويحملهم المزيد من المسئولية ويحمسهم علي مواصلة التفوق» في الوقت نفسه فإن هذا الانجاز يضع الاسود تحت ضغط ويولد بداخلهم حماسا واصرارا..المباراة صعبة جدا ومعقدة. نتمني اسعاد الجمهور المصري والعودة بالكأس لدينا مجموعة فرسان نثق فيهم» هم يمتلكون القدرة علي تعزيز انتصاراتهم والعودة بالبطولة الغالية» ونتمني أن تكون الليلة ليلة المصريين.