المنتخب »مصهلل» ولافت للأنظار بقوة في كأس الأمم الافريقية »الكان 2017» المقامة في الجابون وتختتم منافساتها بعد غد بتحديد البطل والعريس لهذا المعترك القاري الرهيب..هذا هو ملخص ما حدث ليلة أمس الأول.. نجح منتخب مصر في ركوب الخيول البوركينية المتوحشة بركلات المعاناة الترجيحية من نقطة الجزاء 4 / 3 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والاضافي بالتعادل 1 / 1 وتألق الحضري حارس مصر الظاهرة في تصحيح الأوضاع بالتصدي لضربة غريمه كوفي حارس بوركينافاسو قبل أن يتصدي لضربة ثانية رجحت كفة الفراعنة وقادتهم إلي النهائي القاري. كانت ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة، بمجرد اطلاق حكم المباراة صفارة الفوز، انفجرت الأفراح في كل مكان، وعجت الشوارع بالمصريبن في مختلف دول العالم وبمختلف انتماءاتهم احتفالا بالنصر الغالي الذي قاد الفراعنة لنهائي البطولة لأول مرة منذ عام 2010 الذي شهد احراز مصر لآخر ألقابها القارية. لعب نجوم مصر برجولة وفدائية وصمود رغم حالة الإجهاد والتعب التي لازمتهم بسبب ضغط المباريات وتواصلها وصعوبة الأجواء في الجابون وارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، وضيق الفترة الفاصلة ما بين رحلتهم من بور جنتي إلي ليبرفيل العاصمة عبر الطيران الداخلي واستقلالهم للأتوبيس من فندق اقامتهم في بورجنتي إلي المطار ومن المطار في ليبرفيل إلي مكان اقامتهم بالعاصمة، كل هذا تسبب في حالة إجهاد وعناء ومشقة للاعبين وكان من الممكن أن يهدد مسيرتهم نحو اللقاء النهائي. وأبلي جيل كوبر المدير الفني للمنتخب أو كوبرا الفراعنة كما تطلق عليه الصحافة الجابونية بلاء حسنا منذ بداية المنافسات بالمجموعة الرابعة التي اعتلوها عن جدارة واستحقاق برصيد 7 نقاط بالتعادل السلبي مع مالي والفوز علي أوغندا بهدف عبد الله السعيد وعلي غانا بهدف محمد صلاح الصاروخي، وواصلوا الزحف بعد ذلك وكسروا عقدة المغرب التي ظلت تتوارثها الأجيال منذ امم افريقيا 1986 وأطاحوا بأسود الأطلسي بعد الفوز عليهم بهدف كهربا في دور الثمانية وكانوا أمس الأول علي موعد مع قطع تذكرة التأهل إلي النهائي الحلم بتجاوزهم محطة الخيول البوركينبة المتوحشة، وبغض النظر عن حالة الاجهاد البدني التي عاني منها غالبية اللاعبين إلا أنهم نجحوا في تحقيق الهدف من المباراة وتجاوزوا المحطة نحو اللقاء النهائي. وبمجرد اطلاق الحكم صفارة النهاية تحول الملعب إلي ساحة للاحتفال والأفراح، وسكت أنصار الخيول في المدرجات من صدمة الفراعنة الذين التقطوا تذكرة التأهل بجدارة واستحقاق وصمود لا يتحمله إلا الفرسان الشجعان..وتبادل نجوم المنتخب التهاني والقبلات الحارة والأحضان الغالية احتفالا بالنصر والتأهل، واستكملوا احتفالاتهم داخل غرفة خلع الملابس مع مسئولي بعثة المنتخب بقيادة المهندس هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة والكابتن حازم الهواري رئيس بعثة المنتخب بالجابون والمهندس أحمد مجاهد عضو محلس الإدارة، ورقصوا وغنوا وتبادلوا القفشات وسط أجواء عمتها البهحة والسعادة وهتفوا لأبوريدة والهواري لحظة دخولهم إلي غرفة الملابس. كان مشهدا مشرفا ورائعا في الجابون، واكتسب نجوم المنتخب ثقة واحترام الجميع بمن فيهم الكاميروني عيسي حياتو الذي تابع المباراة من المقصورة الأمامية.. واستمرت افراح واحتفالات نجوم المنتخب من ملعب المباراة إلي فندق اقامتهم وسط هتافات جماهير الجالية المصرية المصرية. وبعد كل هذه الرحلة الحافلة بالانتصارات والتي كشفت عن مشروع جيل فرحة جديد في الجابون تعالت الترشيحات للمنتخب بالعودة للجلوس علي العرش الإفريقي، ومن أجل هذا الحلم القاري العزيز علي قلوب المصريبن واصل لاعبوا المنتخ تدريباتهم اعتبارا من الامس ودون راحة استعدادا للقاء العمر بعد غدا، وهي مباراة بطولة ويعي ويقدر نجوم المنتخب ما هو المقصود بأنها مباراة بطولة ويتطلعون بقوة لتعزيز مسيرتهم بإحراز اللقب القاري مهما كانة العقبات.. وحصل الفريق علي راحة من التدريبات أمس واكتفي بالاستشفاء والتدريبات الترويحية في حمام السباحة ومنح كوبر اللاعبين حرية في تناول الإفطار امس ويبدأ المنتخب اليوم الاستعداد للنهائي.