المشاركة في الاستفتاء تعني استعادة حق اتخاذ القرار وإعادة الاعتبار ل (صوت المصري)، وإرادته الحرة.. الخميس: كما كان يوم الثلاثاء 25 يناير يوما تاريخيا في حياة المصريين، سيمثل -بمشيئة الله- يوم السبت 19 مارس حدثا مهما في طريق التطور الديمقراطي وإعادة بناء مصر، وبعث حلم النهضة من جديد. الاستفتاء علي التعديلات الدستورية المقرر إجراؤه غدا يمثل نقطة فارقة بين عهدين، ويشكل معني لافتا، أكبر من كونه اختيارا بين (نعم) و(لا). الاستفتاء يعني أن الشعب هو صاحب السلطة العليا في اتخاذ القرار في مصر، وهو ما لم يكن موجودا قبل 25 يناير، وبالتالي فإن المشاركة في الاستفتاء تعني أن المصريين "بحق" هم أصحاب البلاد وملوكها ومُلاّكها؛ لذلك أدعو الجميع للذهاب إلي اللجان والإدلاء بأصواتهم؛ لإثبات حق الملكية في مصر. المشاركة في الاستفتاء تعني استعادة حق اتخاذ القرار، وإعادة الاعتبار ل (صوت المصري)، وإرادته الحرة.. لن نحتاج بعد ذلك إذا رفضنا أمرا ما في بلدنا أن نعبر عنه بأي مظهر غير مقبول؛ لأن الاستفتاء يحافظ علي حقنا في أن هذه بلدنا "احنا"، وبالعكس فإن عدم مشاركتنا في الاستفتاء تعني التراجع لخطوات ما قبل 25 يناير. أما عن رأيي الشخصي، فأنا سأذهب إلي لجان الاستفتاء لأقول (لا) للتعديلات الدستورية المقترحة، بصرف النظر عن المواد المعدلة علي دستور 1971ونصوصها، فأنا أرفض هذا الدستور من حيث المبدأ؛ لأن معني قبول التعديلات الدستورية القبول الضمني بذلك الدستور، وهو بكل المقاييس دستور مرفوض لأنه ضد المبادئ الأساسية التي قامت عليها ثورة 25 يناير، ولا يليق بالمصريين بعد هذه الثورة العظيمة أن يكون هذا هو الدستور الحاكم لهم، ولا أريد أن يكون هذا الدستور المعيب هو الذي سيقسم عليه رئيس الجمهورية القادم. أنا سأقول (لا) للتعديلات الدستورية.. وهذا رأي شخصي.. لا أحجر فيه علي آراء الآخرين، وبعد إعلان نتيجة الاستفتاء -أيا كانت- سنتوجه جميعا لخدمة الوطن، وهذا هو المفهوم الحقيقي للديمقراطية. ميدان.. بلا فتنة الأحد: سألني بعض الإخوة المسيحيين: ما الضمانات التي تكفل حقوق المسيحيين في مصر؟ وأضافوا: بعيدا عن نصوص القوانين، وبخلاف ضمانات الحكومة وجهود الجيش والشرطة.. ما الذي يضمن حقوق المواطنة للمسيحيين علي أرض وطنهم؟ هل يكفي الكلام المعسول والوعود البراقة في طمأنة الجميع بعدم وقوع أية حوادث تنذر بفتنة طائفية؟ بثقة مطلقة، وبيقين صادق أجبت هؤلاء، وأرد علي من يطرح نفس تساؤلاتهم قائلا: الضمان الحقيقي للحفاظ علي الوحدة الوطنية هو الشعب المصري نفسه؛ الشعب الذي وقف في ميدان التحرير بمسلميه ومسيحييه، تحت علم واحد، رافعين شعارا واحدا، وأجمعوا علي هدف واحد، في موقف جسّد أسمي معاني الوحدة الوطنية. أخلاق المصريين الطيبة السمحة، وقيم ميدان التحرير المستمدة من الثورة، تكفل الحفاظ علي وحدة بلدنا، تلك القيم التي تمثلت في إنكار الذات والتجمع والالتفاف والتكافل والقبول والتعايش. عندما أطلقت حملة (انترنت بلا فتنة) عقب الحادث الإجرامي الذي وقع في الإسكندرية أمام كنيسة القديسين، كنت أحذر من فتنة تشتعل علي الشبكة، وعندما وقفنا صفا واحدا في ميدان التحرير زالت الفتنة، والتف المصريون تحت علم مصر، وتحول (التحرير) إلي ميدان بلا فتنة.. أخلاق الميدان أكبر ضامن للوحدة الوطنية. هدف النهضة الإثنين: مصر بدون هدف منذ 30 عاما. دول كثيرة سبقتنا نحو الاتفاق علي هدف وطني مشترك يتحد عليه كل أبناء الشعب، ويتشاركون في تحقيقه، مثل ماليزيا وكوريا والبرازيل وتركيا، أما مصر فظلت لأكثر من 3 عقود بلا هدف.. حتي جاء شباب 25 يناير فأوجدوا هدفا مشتركا للمصريين، خلال فترة 18 يوما.. رفعوا جميعا شعارا واحدا أجمعوا عليه، وتكاتفوا من أجل تحقيقه حتي تكلل نضالهم السلمي العظيم بنجاح الثورة. الآن نحتاج إلي هدف جديد يجمع المصريين ويوحدهم كما وحدتهم الثورة.. هدف قومي يتسم بالواقعية والطموح والقابلية للتحقق.. هدف يمكن من خلاله تجميع طوائف الشعب كله حوله، ويستوعب طاقات وإمكانيات كل المصريين ليكونوا شركاء في تحقيقه. أنا شخصيا أحلم بنهضة مصر لتكون واحدة من أرقي عشر دول علي مستوي العالم اقتصاديا وتنمويا وعلميا.. هذا الحلم كان بعيدا حتي أشهر قليلة مضت، لكنني أري الآن هدف النهضة لم يعد بعيدا كما كان قبل الثورة المصرية العظيمة. التجربة أثبتت أننا نستطيع. التجربة الكوبية الثلاثاء: تحدثت في أكثر من مقابلة تليفزيونية عن مشروع محو الأمية الذي دعوت إليه بالمشاركة مع اليونسكو وشركة محمول كبري، وقلت في معرض حديثي التليفزيوني إننا في مصر ليست لدينا تجربة نجاح نستند إليها في بناء نموذج فعال للحملة، حيث كانت كل المحاولات التي جرت في ظل النظام السابق محدودة النجاح والنتائج والتأثير. قلت ذلك في اللقاء التليفزيوني داعيا الجميع للبحث عن تجارب من دول العالم يمكن الاستفادة منها. فوجئت صباح اليوم باتصال تليفوني من سيادة السفير خالد عمران سفير مصر في الكونغو، يخبرني أنه علي دراية بتجارب عدة دول في أمريكا اللاتينية في مجال محو الأمية بحكم منصبه السابق كمساعد لوزير الخارجية لشئون أمريكا اللاتينية، كما لمس بنفسه عندما كان سفيرا لمصر في كوبا تجربة رائعة قامت بها الحكومة هناك، حققت نجاحا مبهرا في محو الأمية للمواطنين، حتي أن صدي نجاحها امتد لدول مجاورة، وتم تطبيقها في فنزويلا والأرجنتين، وصارت (التجربة الكوبية) نموذجا في القارة التي تتشابه دولها مع بلادنا في الظروف الاقتصادية والمعيشية والثقافية. لم يكتف السفير خالد عمران بذلك، بل قام مشكورا بتوصيلي بالسفير الكوبي بالقاهرة للبحث في إمكانية الاستفادة من التجربة الكوبية في حملة محو الأمية في مصر. أحكي هذه التجربة ليس فقط من أجل تجربة محو الأمية، ولكن ما استوقفني كثيرا روح هذا الرجل الرائع.. فقد شعر السفير المصري أنه يستطيع أن يخدم بلده بخبرته.. بموقف.. بتجربة.. باتصالات دبلوماسية.. ولم يتوان عن تقديم هذه الخبرة؛ لأنه شعر أن هذا المشروع يمكن أن يساهم في نهضة بلادنا. نريد هذه الروح في بناء مصر (ما بعد الثورة)، ولو أن كل مصري يجد في نفسه أو في غيره إمكانيات أو خبرات يمكن أن تفيد مصر، فبادر بالمشاركة الإيجابية الفعالة، سيتغير شكل البلد. علي حائط ال »فيس بوك« لا تنس آداب يوم الجمعة: قراءة سورة الكهف - الغسل - التطيب -التبكير لصلاة الجمعة - كثرة الصلاة والسلام علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. هناك حكمة تقول: "ليس من الضروري أن تطفئ نور الآخرين لتجعل نورك يضئ". أسوأ صناعة في الحياة هي صناعة الأعداء، وهي لا تتطلب أكثر من سوء تعامل وافتعال المشاكل لتجميع الخصوم والكارهين. وقد علمتني الحياة ان الصبر علي المخالفين وطول النفس معهم وعدم استفزازهم هو أفضل دواء لهم "ادفع بالتي هي أحسن".. هل تقدر أن تحول عدوا لك هذا الأسبوع إلي صديق؟ أرجوك حاول.