ظهر حوت الزعنفة في الساحل الشمالي ليفجر مفاجأة، حيث كشف ان هناك عجزا واضحا في امكانيات جهاز شئون البيئة المختص برصد ومتابعة هذه الحيوانات. حيث يقوم افراده بمهمتهم بالعين المجردة! وفي احسن الاحوال يتم استئجار مركب لاداء عملهم، مثل ذلك الذي يظهر في الصورة وهو يحمل شعار «ماشي بنور الله»! ولا ينقذ الموقف في اوقات كثيرة إلا قوات حرس الحدود، التي رصدت الحوت علي شواطئ مارينا اخر مرة في التاسعة من صباح امس أول الجمعة. وعلي مستوي محاولات تفسير أسباب ظهور الحوت بالقرب من الشاطئ، تنافست سيناريوهات وسائل التواصل الاجتماعي مع تلك التي تطرحها وزارة البيئة التي خصصت عددا من تصريحاتها للرد علي احتمالات النشطاء المفترضة، اكدت فيها أن ما يتم تداوله عبر صفحات التواصل عن ظهور سمك القرش غير صحيح ولا يعكس حقيقة الوضع بصورة أو بأخري، وأضافت ان السواحل المصرية تعتبر من أقل سواحل العالم من حيث التعرض لهجوم اسماك القرش.. وكانت الوزارة ترد بذلك علي ما تردد عن قيام جهات أجنبية بادخال انواع مفترسة من القروش إلي المياه الاقليمية المصرية. بينما رد الدكتور محمد سعيد رئيس قطاع التنوع البيولوجي بالوزارة علي الربط بين ظهور الحوت واشلاء ركاب الطائرة المصرية المنكوبة واكد ان هذا النوع من الحيتان لا يتغذي علي لحوم البشر أو الجثث المتحللة في البحر، واضاف انه لم يتم رصد أي اشلاء لجثث ركاب الطائرة في موقع رصد الحوت. واوضح ان بيئة البحر المتوسط تضم انواعا متعددة من الحيتان منها انواع مقيمة مثل حوت الزعنفة الذي ظهر بالمنطقة وانواع اخري زائرة منها حوت العنبر وغيرها لكنها تعيش في البحر المفتوح علي اعماق كبيرة. وأضاف أن هناك عدة سيناريوهات لوجود الحوت بهذه المنطقة منها دفء مياهها أو خروجها للوفاة بالقرب من الشواطئ أو للتزاوج، لكنه اشار إلي أن هذه المنطقة ليست بيئة تزاوج.. وقد تم تشكيل غرفة عمليات مركزية بجهاز شئون البيئة من المختصين بقطاع حماية الطبيعة والإدارات المعنية وتم الدفع بمجموعات علمية متخصصة للرصد والمراقبة والتتبع لحركة الحيوان والتنسيق مع الجهات المعنية لمساعدته علي الخروج من السواحل الضحلة التي جنح اليها واعادته إلي بيئته الطبيعية في المياه العميقة ويجري مسح المناطق التي شوهد فيها الحوت والأماكن التي يتوقع تواجده فيها للتعامل الفوري مع الموقف من قبل المتخصصين حيث يتم الرصد حاليا بالتعاون مع قوات حرس الحدود وبعض النقاط التي تتواجد علي الشواطئ من خلال افراد وزارة البيئة وبالعين المجردة.. وكشف د. خالد فهمي وزير البيئة انه قرر تشكيل فريق عمل توجه الي المنطقة لتفقد الوضع والتواصل مع المواطنين المتواجدين في المنطقة حيث تم الحصول علي مقاطع فيديو تم تصويرها للحوت خلال اقترابه من الساحل. بتحليله تبين أنه أحد أنواع الحيتان البالينية «عديمة الأسنان» والمعروف باسم حوت الزعنفة.. من الحيتان المسجلة المقيمة في المياه المصرية والمصنف عالمياً كأحد الحيوانات المهددة بخطر الانقراض طبقاً لقاعدة بيانات الاتحاد الدولي لصون الطبيعة «IUCN». وأضاف د. محمد سالم رئيس الادارة المركزية للتنوع البيولوجي بالوزارة انه يتم حاليا تنفيذ برنامج رصد الثدييات البحرية في منطقة البحرالمتوسط لجمع معلومات قيمة تسجل لاول مرة بصورة موثقة رسمية في هذا المجال وذلك من خلال البرنامج الذي اطلقه قطاع حماية الطبيعة لاول مرة في مايو الماضي بمنطقة عزبة البرج برأس البر.. واعلنت وزارة البيئة انها تنفذ حاليا دراسة بيئية عن توزيع وانتشار وسلوكيات أسماك القرش بالسواحل المصرية، مع توجيه اهتمام خاص للأماكن السياحية التي تتردد عليها أعداد كبيرة من المواطنين. واوضح د. جمال جمعة رئيس قطاع حماية الطبيعة ان أنواعا عديدة من أسماك القرش تعيش بشكل طبيعي بالبحرين الأحمر والأبيض المتوسط، وتهاجر سنويا بغرض التزاوج والبحث عن الطعام وهي أحد أهم المكونات البيئية للنظم الايكولوجية البحرية وتلعب دوراُ هاماً في استقرار النظم البيئية البحرية.. وتبذل معظم دول العالم ومن بينها مصر مجهودات كبري للحفاظ علي استدامة أسماك القرش وتلافي خطر انقراضها.