من حقنا وفقا لواقع انتمائنا الإنساني والإسلامي أن نتساءل عن الهدف الذي يحكم ما تقوم به العناصر الإرهابية من أعمال إجرامية ليس من هدف لها سوي الموت والتدمير والتخريب. أشاعوا بالخداع والتضليل ان هدفهم الدفاع عن الإسلام الذي روجوا أنه يتعرض للتآمر. أصبح واضحا وجليا أن ما يقومون به من ممارسات لا تستثني أحداً حتي السعودية دولة المقدسات الإسلامية القائمة علي مبادئ الشريعة الإسلامية. إنهم بذلك يؤكدون فعلا وواقعا أن لا مبادئ لهم ولا دين وانهم ليسوا سوي مجموعة من الخوارج المجرمين الذين يستبيحون كل شيء. كل الأحداث تشير إلي أن دافعهم لارتكابها أهداف مريبة تسعي إلي ضرب أمن واستقرار الدول والشعوب. الشواهد والدلائل والتجارب وما تتعرض له معظم دول العالم كشفت ان قوي أجنبية بعينها كانت وراء ظهور هذه التشكيلات الإرهابية. بالنسبة لنا في مصر ومعنا كل دول المشرق والمغرب العربي فإن بؤرة هذا الإرهاب تمثلت في جماعة الإرهاب الإخواني التي تأسست بدعم ومساعدة الاستعمار البريطاني. الاغتيالات الإرهابية التي وقعت وتبنتها هذه الجماعة علي مدي تاريخها علي الأرض المصرية.. فضحت طبيعتها وأيدلوجيتها القائمة علي سفك الدماء واستخدام الدين للخداع والتضليل دون أي ارتباط أو إلتزام بمبادئه وقيمه. من خلال هذه الجماعة وعمالتها للقوي الأجنبية جري وبطلب من المخابرات الأمريكية.. القيام بأكبر عملية تجنيد للإرهابيين المتطوعين في حرب النفوذ بينها وبين روسيا بأفغانستان حيث انتهت بتحولها إلي ساحة للتقاتل والدمار. وباعتبار أن كل ما تسعي إليه أمريكا هو خدمة مصالحها وليس أي شيء آخر فقد تحول هؤلاء الإرهابيون العملاء إلي أعضاء في «حركة القاعدة» الإرهابية بقيادة بن لادن. ولأنه ليس هناك ما يحكم هذه العلاقة - غير السوية - سوي مصلحة هذه الدول الراعية.. فقد كان متوقعا أن تؤدي إلي الاختلاف علي أساس أن الإرهاب لا دين ولا مبادئ ولا صاحب له. تمثل هذا الواقع في كارثة 11 سبتمبر التي تعرضت لها نيويورك. الصراع المتصل بين زعيم القاعدة وأمريكا نتيجة لهذا الحادث انتهي إلي النجاح في اغتياله علي الأرض الباكستانية بعد عدة سنوات من وقوع هذه الحادثة. في إطار العلاقة الوطيدة بين جماعة الإخوان وروافدها من التنظيمات الإرهابية المختلفة وتفعيلا للأيدلوجية الإرهابية فإنها انقلبت علي المملكة العربية السعودية. حدث ذلك من جانب رموزها الهاربة من مصر رغم قيام الرياض بتوفير الاقامة والتمويل لهم لعدة سنوات. ثبت تآمرهم علي أمنها واستقرارها وفق ما أعلنه الأمير نايف وزير الداخلية الأسبق - رحمه الله - في مؤتمر صحفي عالمي في جدة مع بداية الألفية الثالثة. واصلت الجماعة تبني نفس أيدلوجيتها القائمة علي الغدر والتآمر ضد الرئيس الراحل أنور السادات حيث كانت وراء تدبير عملية اغتياله. سجل وتاريخ هذه الجماعة زاخر بالعديد من هذه السلوكيات الإجرامية المنحرفة. كان من بين مخططاتها السطو علي ثورة 25 يناير واستخدامها للوصول إلي حكم مصر. انطلاقا من هذه الحقيقة فإن الدراسات والأبحاث برهنت علي ان كل التنظيمات الإرهابية خرجت من رحم هذه الجماعة حتي وإن كانت تحمل أسماء مختلفة استمرارا للتخفي والخداع. هذه المسيرة التآمرية الاجرامية اكدت وتؤكد أن الجماعة هي أس البلاء الإرهابي الذي أصبح عبئا علي الإسلام وكل الدول العربية والإسلامية وعائقا أمام تقدمها وانطلاقها. تصاعد فُجر هذا الإرهاب الأسود الذي تربي وترعرع في أحضان جماعة الإرهاب الإخواني وعمالتها للقوي الأجنبية.. إلي درجة توجيه ضرباته الإجرامية إلي واحد من أقدس المقدسات الإسلامية متمثلا في التفجير الذي استهدف الحرم النبوي في المدينةالمنورة. إن هذه الجريمة البشعة والتي شملت أيضا عدة تفجيرات أخري في أرض المقدسات الإسلامية بالسعودية تؤكد أن الدين الإسلامي بريء من هذا الإرهاب وبكل من له صلة به.. ليس هناك أبدا ما يمكن ان يكون تبريرا لهذا العمل الجبان الذي تدينه وتستنكره كل القيم والمبادئ الإسلامية. انهم وبهذه الأعمال التي تتسم بالانحطاط الديني والأخلاقي والإنساني يؤكدون أن من وراءهم متآمرون لا علاقة لهم بالدين من قريب أو بعيد.