ليس هناك ما يمكن أن يقال تعليقا علي قرار اللجنة القضائية بالكونجرس الأمريكي باعتبار جماعة الإخوان التي شوهت دين السلام والسماحة والموعظة الحسنة جماعة إرهابية.. سوي التوجه إلي المولي عز وجل بعبارة «يا كريم يارب». أخيرا وجدنا بين مسئولي الولاياتالمتحدةالأمريكية من يعترف بهذه الحقيقة التي بح صوت مصر بالاجهار بها والتحذير من مساندة ودعم هذا الكيان الذي تربي علي الإرهاب والعنف وممارسة القتل. هذا القرار الإيجابي ما هو إلا اعتراف أمريكي بأن الإدارة الأمريكية التي تدعم وتساند جماعة الإرهاب الاخواني وساعدتها في الوصول إلي حكم مصر. انه يعد بمثابة إدانة لهذه الإدارة بأنها كانت مخطئة بتحيزها لهذه الجماعة الإرهابية التي احترفت التجارة بالدين للتغطية علي انحرافها وعمالتها للقوي الأجنبية. قرار لجنة الكونجرس القضائية لم يصدر من فراغ أو علي غير أساس ولكن المؤكد أنه كان وليد تقارير أمنية. من المتوقع ان يكون لصدوره عن هذه اللجنة المتخصصة انعكاساته علي الأجهزة الرسمية الأمريكية. سيظهر ذلك جليا بعد أن تسلم الإدارة الحالية مسئولياتها لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد المنتخب أول العام القادم. ليس مستبعدا ان تتبني الأغلبية بالكونجرس ما جاء في هذا القرار وهو ما سوف يمثل قيدا علي تحركات الجماعة الإرهابية علي الساحة الأمريكية. هذا التطور في موقف الكونجرس يجعلنا نؤمن بحقيقة أنه لا يصح إلا الصحيح في النهاية كما أنه ينطبق عليه القول الكريم «إن ربك لبالمرصاد» وكذلك القول المأثور «إن الله يمهل ولا يهمل». لا يجب علينا ونحن أصحاب مصلحة وحق ان نستكين لهذا التحرك الإيجابي من جانب الكونجرس الأمريكي. لابد ان يحفزنا ذلك علي زيادة الاتصالات والتواصل مع أعضائه لكشف وفضح السلوك الإرهابي لفكر هذه الجماعة مدعما بالمستندات والوثائق للجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب المصري. شيء هام جدا إعلام الكونجرس ومن خلاله الرأي العام الأمريكي بأن كل التنظيمات الإرهابية خرجت كلها من رحم جماعة الإخوان الإرهابية. من الضروري أن يدخل الأزهر الشريف قلعة ومنارة الإسلام الوسطي علي الخط في هذه المواجهة ليؤكد أن لا علاقة لهذه الجماعة وروافدها بالإسلام من قريب أو بعيد. عليه أن يبين أن ما تقوم به لا هدف من ورائه سوي تشويه هذا الدين العظيم القائم علي القيم والمبادئ التي تعظم وتدعو إلي أمن وسلامة الإنسان وكل شعوب العالم. علي كل حال فإنه لا يسعنا سوي الترحيب بهذا التغيير في موقف الكونجرس الذي عملت إدارة أوباما علي خداعه فيما يتعلق بجماعة الإخوان الإرهابية. الخبراء يتوقعون امتداد آثاره إلي كثير من الدول التي تدور في فلك النفوذ الأمريكي. ليس غريبا أن يري بعض الخبراء أن تفعيل وتعميم هذا التوجه من جانب الكونجرس سوف تكون له ثمار طيبة تجنيها العلاقات المصرية الأمريكية مستقبلا بشكل خاص وأوضاع مصر السياسية والاقتصادية بشكل عام. علي هذا الأساس فلا جدال أن قرار لجنة الكونجرس القضائية سوف يهز أركان جماعة الإرهاب الاخوانية التي تعيش علي مساندة الدولة الأمريكية وعملائها.