النواب الأمريكي يوافق على إلغاء مساعدات خارجية قدرها 9.4 مليار دولار    الأهلى يتحرك لخوض التدريبات استعدادا ل إنتر ميامى فى مونديال الأندية (صور)    «بيطلع عيني».. تعليق مثير من كوكا بشأن مشاركته بدلاً من علي معلول    أعمارهم ساعات وليالي.. ننشر أسماء الأطفال الناجين من حريق المنيا ( فيديو وصور)    لم يفرقهم الموت.. مصرع صديقين تحت عجلات قطار في دشنا بقنا    دخلوه المستشفى بدل عش الزوجية، القبض على 3 متهمين أصابوا عريسا ليلة زفافه بمنشأة القناطر    براد بيت يستخدام اهتزازات iPhone للتعليق على أحداث سباق سيارات في فيلم أمريكي    تدريب على الإنعاش القلبي الرئوي الأساسي (BLS) وفقًا لمعايير جمعية القلب الأمريكية AHA    تعرف على موعد صرف مرتبات العاملين بالدولة والزيادة الجديدة    مريم الثالثة على "ابتدائية الأزهر - مكفوفين": أختي كانت عيني بشوف بيها    وظائف بمستشفيات جامعة عين شمس.. الشروط والتقديم    صورة الوداع الأخيرة.. قصة عائلة هندية قضت في الطائرة المنكوبة    بأغلبية ساحقة.. الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارًا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة    إعلام إسرائيلي: المجلس الوزاري الأمني المصغر يبحث التغييرات التي اقترحها الوسطاء على مسودة ويتكوف    بعروض مبهرة.. الأوبرا المصرية تحتفل بعيد روسيا الوطني في أجواء فنية ساحرة| صور    فلسطين.. 6 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف مدنيين بمخيم المغازي وسط قطاع غزة    جامعة السويس تعلن تفاصيل برامج الجامعة الأهلية الجديدة    عيار 21 يسجل رقمًا جديدًا.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 13 يونيو بالصاغة بعد آخر انخفاض    محمد شكري: لم يتواصل معي أي شخص من الأهلي    محمد هاني يتحدث عن.. المنافسة في المونديال.. وانضمام زيزو إلى الأهلي    كأس العالم للأندية - المجموعة الثالثة.. صراع أوروبي لاتيني وضيف شرف دائم    جمال حمزة: الزمالك واجه صعوبات كثيرة.. ويعاني من مشكلة هجومية    شاهد، لحظة تتويج سيراميكا كلوباترا ببطولة كأس الرابطة للمرة الثالثة    حمدي فتحي: احترم ميسي ولا أخشاه.. ونمتلك فريقًا لا يقل عن أندية أوروبا    بالأسماء.. وزير البترول يصدر حركة تنقلات وتكليفات بشركات القطاع    رسميًا بعد الزيادة الجديدة.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 13 يونيو 2025    بكم الطن؟ سعر الأرز اليوم الجمعة 13 يونيو 2025 في الأسواق    نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 برقم الجلوس محافظة الغربية (فور إعلان الرابط)    «غدروا بيه».. جنازة «أحمد المسلماني» تاجر الذهب في البحيرة (صور)    أب يلقي مادة كاوية على ابنته لشكه في سلوكها بالغربية    شديد الحرارة والعظمى في القاهرة 38.. حالة الطقس اليوم    الأول إعدادي أزهري بالسويس: القرآن سر تفوقي    قمة شباب بريكس للطاقة: دعوة لتحول عادل وشامل بقيادة الأجيال الشابة    منة شلبي ترقص ب"الصاجات" في حفل زفاف منة عدلي القيعي (صور)    محمد دياب عن فوز فيلم «هابي بيرث داي» ب3 جوائز: شكرًا لكل اللي شارك    تعامل بحذر وحكمة فهناك حدود جديدة.. حظ برج الدلو اليوم 13 يونيو    الآلاف يشيعون جثمان تاجر الذهب أحمد المسلماني ضحية غدر الصحاب في البحيرة (فيديو وصور)    تكريم نوال عبد الشافي عن أغنية " هي جت عليا" في مهرجان international fashion awards    سلمى أبو ضيف تعلق على رقصها مع زوجها.. ماذا قالت؟    تحلّ بالواقعية والوعي المالي.. حظ برج الجدي اليوم 13 يونيو    موعد إجازة رأس السنة الهجرية 2025.. عطلة رسمية للقطاعين العام والخاص    محافظ كفر الشيخ: تنفيذ 9 قرارات إزالة على مساحة 800م2 بمركز دسوق    محافظ قنا يناقش تحديات القطاع الصحي ويضع آليات للنهوض بالخدمات الطبية    رغم المراجعة| أستراليا تُشيد بصفقة الغواصات النووية الأمريكية    محلل سياسي: دعم غزة لا يتطلب الوصول لرفح.. قافلة الصمود قد تخدم أجندات خفية    القومى للبحوث يعقد مؤتمره السنوي بشعار «من الرؤية إلى الواقع.. لغد بصحة أفضل»    مدرسة السكة الحديد فى الجيزة.. تعرف على شروط التقديم والمستندات المطلوبة (تفاصيل)    محافظ قنا: وضع لوائح انضباط على مداخل المستشفيات لبيان حقوق وواجبات المرضى    متحور كورونا الجديد «NB.1.8.1».. تحت المراقبة العالمية    الأزهر للفتوى يعلق على شغل الوقت باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي    ضمن المسرح التوعوي.. قصور الثقافة تختتم عرض «أرض الأمل» بسوهاج    وفد عمل مصر الثلاثي يُشارك في منتدى «التحالف العالمي للعدالة الإجتماعية»    وزير الري: مصر تقوم بإدارة مواردها المائية بحكمة وكفاءة عالية    ملك زاهر توجه رسالة مؤثرة من داخل المستشفى    عبد العاطي يؤكد ضرورة الحفاظ على السودان وصون مقدّراته    رسميًا.. رابط الاستعلام عن نتيجة مسابقة تعيين 20 ألف معلم مساعد للغة الإنجليزية    حكم توزيع لحوم الأضحية بعد انتهاء أيام عيد الأضحى    آداب الرجوع من الحج.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النائبة د.آمنة نصير في حوار « الصيام» : خسارة أن نضيع رمضان علي المسلسلات
التطرف «نطاعة» .. والتشدد ليس هو الإسلام الحقيقي الرئيس عبدالناصر تدخل حتي تسمح لنا المدرسة بالصيام ونحن في الابتدائي
نشر في الأخبار يوم 16 - 06 - 2016

د. آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة والنائبة البرلمانية وعضواللجنة الخارجية بالبرلمان..شخصية تعتز بأصولها الصعيدية،وتجمع بين الجدية والمودة مع الناس ولا تقطع المساحة بينها وبينهم، وتتصف د.آمنة بالمرونة لكنها حادة وقاطعة في قضايا جدلية مثل النقاب التي تراه عادة يهودية، ومادة إزدراء الأديان التي تطالب بإلغائها لعوارها القانوني والدستوري ومخالفتها لمقاصد الشريعة الإسلامية. وفي حديث الصيام تستنكر د.آمنة أن طقوس رمضان تحولت إلي مسألة تخزين الطعام، وعرض مسلسلات العنف والضرب والقتل التي تتضاد مع روح رمضان والحكمة من هذا الشهر العظيم الذي يكرم فيه الله سبحانه وتعالي الأمة الإسلامية،وتتمني تضافر جهود أئمة المساجد ووزارة الأوقاف ووزارة الثقافة وأساتذة الجامعات وكل إنسان يضع قدما له في أي موطن من مواطن الثقافة في إعطاء المثال في القيم والوسطية والإرتقاء بثقافة المجتمع..وإلي المزيد في الحوار.
تعلمت شراء الفوانيس بنفس الشكل واللون لأتجنب مشاجرات أولادي
شباب البرلمان نضجوا في فترة قصيرة.. ولسنا
في المدينة الفاضلة
بداية ما ذكرياتك عن شهر رمضان؟
- أنا تربيت في منزل والدي رحمة الله عليه كبير آل نصير بقرية موشا بمحافظة أسيوط..وكان رجلاً بشكل الرجل الصعيدي بقامته وإحتوائه للعائلة الكبيرة من الكبير للصغير..فعلاً كان لديه طاقة من الصبر والثقافة والحصافة والرزانة، ومهاباً من الكبير والصغير وكان عطوفا إلي أكبر حد..وكان من عظام القوم بمعني الكلمة وكان بيت والدي بدواره ومنادره كان مفتوحاً في شهر رمضان ليلاً ونهاراً وفي (الضِيافة) مكان فسيح خارج المنزل كانت تتجمع العائلات التي تأتي من القري المجاورة علي ظهر الأحصنة والحمير لتفطر مع والدي فهولم يكن ليفطر يوم واحد إلا ومعه وفود بينهم العمدة والباشا والفقير والمسلم والمسيحي وكانوا يجلسون حول الموائد الممتدة..كان يذبح كل يوم إما خروف أوجدي وهناك شخص مسئول عن عمل المشروبات وتوزيعها حتي يأتي السحور وأكثر من عشرة خدم من جميع الأعمار يعملون طوال الليل لتجهيز طعام الإفطار ثم تجهيز طعام السحور.. كما كان هناك مقرءاً يقرأ القرآن طوال الليل.
ما أشهر أطباق رمضان الحلوة التي عرف بها الصعيد؟
- (الرشتة) وهي مثل الكنافة لكنها سميكة ومدببة وكانت تحمص في الفرن ثم تسلق قبل الأكل ويوضع عليها السكر والسمن البلدي وتقدم مثل (الكورن فليكس) في القاهرة..وكان يتم تجهيز الرشتة قبل رمضان بالأردب من الدقيق وهي تقدم كطعام رئيسي علي مائدة رمضان.
كيف كان نهارك في أيام رمضان؟
- كنت أقرأ كثيراً وكان خط سير موزع الصحف يومياً يبدأ من عند منزلنا وكنت أختار ما لديه من صحف كالأهرام والأخبار كما كنت حريصة علي قراءة مجلة حواء التي كنت أحبها كثيراً بسبب مقالات أمينة السعيد ومقالات د.عائشة عبد الرحمن التي كانت تبهجني كثيراً بالجامعة ومقالات سهير القلماوي أيضاً..كنت قارئة نهمة وأنا طفلة.
وما حكايتك مع فانوس رمضان؟
- إنشغلت به وأنا أم لأولادي الأربعة فأنا لدي ثلاث بنات وولد وعندما كنت أذهب إلي ميدان الجامع بمصر الجديدة كنت أشتري كل النماذج بألوانها المتعددة فكان أولادي يتشاجرون عليها فقررت أن أشتري كل الفوانيس بنفس الشكل ونفس اللون.
بأمر من عبد الناصر
وما ذكرياتك عن الصيام؟
- كنت طالبة بمدرسة (الأمريكان كوليدج) في أسيوط التي إختارها لي والدي بسبب سمعة المدرسة وإنضباطها وحرصها وحذرها علي البنات وإحترامها لتقاليدنا في الصعيد وفي نفس الوقت علي التعليم الراقي جداً رغم أن الناس كانت تتندر أن الحاج محمد نصير أدخل إبنته إلي مدرسة ويدفع لها ثمن فدانين ونصف طين أي 250 جنيها في السنة..ولأن المسافة بين أسيوط وموشا حيث أسكن حوالي 15 كيلو كان والدي لا يريد أن أمر علي الجسر أمام الناس في طريق ذهابي ومجئ من المدرسة فألحقني بالجزء الداخلي بالمدرسة.
وأذكر أننا كنا نجتمع في غرفة الطعام في الأوقات المحددة وكان لابد وأن تكون معنا مدرسة لتتابعنا وتضبط أي سلوك غير قويم لأي من البنات..وعندما كنت في الرابعة الإبتدائي لاحظت المدرسة غيابي فسألت عليّ فقالوا لها زميلاتي أنني صائمة فسألت لماذا؟ فقالوا لها أنها تصوم رمضان فهرعت إلي غرفتي وسألتني عن عدم وجودي بين زميلاتي في غرفة الطعام فقلت لها لأنني صائمة فقالت لي بنبرة حادة أنت هنا طالبة ولابد من أن تحترمي قواعد المدرسة وأنه لا صوم في المدرسة ثم صرخت فيّ وأنزلتني إلي مكتبها حيث قدمت لي الطعام لأتناوله أمامها.. بعدها تدخل أخي رحمة الله عليه أحمد نصير وإشتكي إلي الرئيس جمال عبد الناصر - فهوصعيدي من أسيوط - كيف تسمح الدولة لمدرسة تمنع بناتها من الصيام فهم عندما ألحقوني بتلك المدرسة كان بسبب تعليمها القوي وإنضباطها وتمسكها بتقاليد الصعيد لكن هذا ليس معناه أن يؤثر هذا علي عقيدتنا..بعدها جاء مفتش من المنطقة إلي المدرسة وتدخل في الأمر وكنت آنذاك في الصف الأول الإعدادي وسمحت لنا المدرسة بالصيام.
عدد كبير من قيادات الجماعات الإسلامية تنحدر اصوله من الصعيد.. فلماذا الصعيد يعد بيئة خصبة للتشدد والتطرف؟
- نحن إبتلينا بهذا التطرف وهذه النطاعة وصدقت يا رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما تصف المتطرفين بالمتنطعين فهو مر علي قوم ألقي عليهم السلام فلم يردوا فسألهم لماذا لا تردون السلام قالوا يا رسول الله هم يصومون اليوم عن الكلام فنظر إليهم وقال هلك المتنطعون أي المتعمقون في عقيدة غير عقيدتنا لأننا نصوم عن الطعام وليس عن الكلام ثم كرر هلك المتنطعون ثلاث مرات.هذا التنطع لم نكن نعرفه في حضارتنا المصرية والسبب في الأصل يرجع إلي ذهاب الكثير من ملايين المدرسين والعمالة المختلفة إلي دول الخليج التي لا تعرف حضارتنا ولا تعرف حياتنا بين المسلم والمسيحي..نحن شعب طوال عمره نشأ في الأرياف أوفي الحضر لم نكن ننظر إلي الشخص علي أنه مسلم وغير مسلم..وأذكر أن فصلي في المدرسة كان به 3 طالبات مسلمات فقط و5 بنات من أكبر عائلات أسيوط المسلمة في مدرسة بها 2000 طالبة وكان يعمل لنا ألف حساب.. كما إنني لم أستشعر أي حساسية أوأي فروق أوأي ضيق من زميلاتي المسيحيات أوهناك فرق بينهن وبين زميلاتي الأخريات المسلمات كنا صديقات في فصل واحد وزميلات تتنافس علي النجاح..لكننا إبتلينا نتيجة الهجرة بالملايين إلي دول الجوار حيث وجدوا هناك التشدد ودائماً النفس تنظر إلي التشدد علي أنه هوالأحق فتصوروا أن التشدد الذي يوجد في هذه البلاد أن هذا معناه الإسلام الحقيقي أوالإسلام الصحيح ورجعوا إلينا بهذه الثقافة في اللسان وفي الفكر والمظهر وفي العواطف النفسية لأن الشعب المصري كان يتحلي بأحلي العواطف الرقيقة الناعمة واللسان الجميل الذي لا يعرف إلا حلوالكلام .. نسينا كل هذا وحل محله كثير من ثقافة دول الجوار مع الأمراض النفسية للشعب المصري نتيجة ضيق المعيشة وضيق الحال وإستهتار بعض الثورات الأخيرة..هذا الخلط كله الذي نراه الآن في الشعب المصري تارة في تعصب وتطرف، وتارة في تطاول اللسان،وثالثة في الغضب من أبسط شيء والتلاسن وبالتالي كل هذه تصرفات سيئة ورديئة لم تكن من طبيعة الشعب المصري.
انفتاح محسوب
في الأيام الأخيرة الماضية ذهب البعض في وسائل الإعلام المختلفة للقول بأن الصعيد تغير.. فما رأيك؟
- بالفعل الصعيد تغير فعندما نزلت في جولتي إلي الصعيد إستعداداً للإنتخابات البرلمانية وجدت أن الصعيد أخذ الكثير من الرقي والبعد عن الإنغلاق الذي كان يعرف في ثقافة وفي قيم الصعيد وهوإنفتاح محسوب بمعني مادام هناك إحترام المرأة وخاصة ً كبيرة السن والتي هي في مرتبة الأم والجدة..هناك لا يمكن أن يأتوا العيب في (شتيمة) المرأة مثلاً أوالتطاول عليها هذا مستحيل..لذلك ما حدث في المنيا أنا أعتبره عار علي صعيدنا أن يوجد أمر مثل هذا لأنه لوكان أحد يمر وتزلف منه كلمة نابية لإمرأة كان من الممكن أن يقتل فيها لأن ثقافة الصعيد في حماية الأعراض وحماية المرأة وحماية عدم التطاول عليها ثقافات مقدسة وأنا لم أسمع ولم أر مثل ما حدث في المنيا مؤخراً في أي تاريخ من تاريخ الصعيد وأعتبره مهانة لثقافتنا ومهانة لقيمة المرأة المقدسة في الصعيد.
الصعيد والأماكن المنغلقة دائماً هي بيئة حاضنة للإرهاب فكيف ننقذ الشباب من التطرف والتشدد؟
- لابد أن نعيد للشعب المصري وسطيته من خلال المساجد..نحن لدينا ما يزيد عن 150 ألف مسجد من الإسكندرية إلي أسوان فما من كفر أوقرية إلا وبها مسجد..إذاً لماذا لا يضطلع أئمة المساجد بهذا الدور؟..ما أراه من أئمة المساجد ليس بالدور التفعيلي لتغيير الثقافة وتغيير قيم ولا يرقي بشعب مرت عليه حقب تاريخية متباينة ما بين الركود والركون ثم ما بين ثورات جعلته يخرج أسوأ ما في داخله وأعطته سلوكا «منفلتا».. وبالتالي لابد من تضافر جهود أئمة المساجد ووزارة الأوقاف ووزارة الثقافة وأساتذة الجامعات وكل إنسان يضع قدم له في أي موطن من مواطن الثقافة في داخل الجامعات والمدارس والمراكز الثقافية وأي مؤسسة ناهيك عن الإعلام الذي له دور عظيم في إعطاء المثال في القيم والوسطية والإرتقاء بثقافة المجتمع.. نحن في حاجة مهمة لذلك في كل الأطراف التي تصنع الكلمة وليس من جانب المسجد والكنيسة فقط.
دراما الصعيد
كيف ترين تناول الدراما للصعيد..هل أنصفته أم أضرت به؟
- أضرت به وبالعكس عمقت مفاهيم تكاد تكون الآن بهتت..حتي اللكنة الصعيدية يتكلم بها بعض الممثلين بشكل مضحك وليست بها إتقان ثم أنه لا توجد لكنة واحدة لبلدان الصعيد..كل قرية لها مخارج للكنتها الصعيدية..الثقافة والقيم الصعيدية أيضا تختلف ليس فقط من محافظة عن محافظة بل من عائلة عن عائلة أخري في نفس البلد.
هل هذا الإختلاف ينطبق أيضاً علي طقوس رمضان؟
- ليس بالشكل الجذري ولكن الملاحظ بشدة في طقوس رمضان هومسألة تخزين الطعام كأنهم يريدون الإنتقام من صيام نهار رمضان بتخزين الطعام ليلاً..وأكثر ما يدهشني أن الدولة كلها في حالة تضافر وكأنها ستدخل الحرب لكي تجهز وتنوه عن توفر السلع الغذائية بالمجمعات والسيارات المتنقلة بشكل يخرج عن طبيعة الصوم..الصوم ليس هلعاً في تخزين اللحوم والأطعمة.
وكيف ترين التكالب من القنوات الفضائية علي عرض عدد لا يحصي به من المسلسلات؟
- هذا يحزنني جداً لأن رمضان له نكهة العبادة ونكهة الطاعة..هذا شهر يأتي من السنة للسنة خسارة أن أضيعه في المسلسلات..لابد وأن نعطي لهذا الشهر من زاده ما يستحقه ويكفي أن نتأمل عندما يقول رب العزة في هذا الحديث القدسي «كل عمل بني آدم له إلا الصوم فهولي وبه أجزي»..لوكل واحد منا تأمل هذا الحديث لأدرك عظم هذا الشهر ولا يجرؤ أن يضيع منه ولوساعة أوحتي دقيقة.
كيف تفسرين غياب العمل الدرامي الديني وسط ما تبثه الشاشات الفضائية حالياً؟
الجانب الفني تراجع عن القيمة الفنية في الكلمة والأداء وأصبح الغالب عليه الأسلوب الذي يحتوي علي ثقافة العصر وهي العنف والضرب والقتل وهذا الشيء يزعجني جداً لأن هذا مفهوم غير قويم لتربية أطفالنا وتربية مجتمعنا كما أن عرضه في رمضان يتضاد مع روح رمضان والحكمة من هذا الشهر العظيم الذي يكرم فيه الله سبحانه وتعالي الأمة الإسلامية.
حصيلة 6 شهور
منذ يناير الماضي وحتي اليوم ما حصيلة ما قدمته في البرلمان؟
- لقد إنتهيت منذ أيام قليلة من تقديم القضية الجدلية الرهيبة وهي قضية إزدراء الأديان التي أطالب بإلغائها فهي مادة هلامية بها عوار قانوني لأنها أرفقت بالمادة 98 من قانون العقوبات وتختلف عنها في طبيعتها القانونية، وبها عوار دستوري وتخالف مقاصد الشريعة الإسلامية.. عدا ذلك نحن نستهلك وقتنا جميعاً.. فعلي مدار شهر ونصف إنتهينا من توثيق 445 قراراً جمهورياً صدرت منذ عهد المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي..ثم إنتهينا من إعداد اللائحة الداخلية لأننا دخلنا علي برلمان صفر ليس به شيء وإستغرق منا الأمر شهرا.. ثم دخلنا في توزيع وتشكيل اللجان.
ولكن البرلمان تعرض لنقد شديد بسبب بطء الأداء حتي إنتهي من لائحتة الداخلية وتشكيل لجانه الفرعية؟
- أبداً.. هذا شغل يحتاج لشغل كثير.. مثلا: إن تشكيل 28 لجنة بأعضائها وقوانينها وموادها هوشغل رهيب لكن لأن الناس ليست بالرقي الثقافي الذي يمكنهم من فهم طبيعة تشكيل هذه الأعمال لا يعرفون حجم العمل الذي ننجزه .. وهذه هي الفجوة الموجودة حالياً بين المجتمع وبين عملنا في صمت داخل البرلمان.. حتي ننتهي من تشكيل هذا البرلمان بلوائحه ومواده وإعتماد قوانينه وتشكيل مستقبله هذا كان يحتاج علي الأقل من 5 إلي 6 شهور عمل.
هل عدم بث الجلسات أسهم في توسيع تلك الفجوة بين المجتمع وبين نوابه في البرلمان؟
- عدم بث الجلسات كان مطلبا شبه جماعيا بسبب تربص وتصيد الإعلام لكل ما يصدر عن أي نائب وأنا لا مانع عندي من عودة بث الجلسات مرة أخري.
طفرة رائعة
هل أنت راضية عن أداء نواب البرلمان؟
- إلي حد كبير..دعينا من تصيد الكاميرا ففي البرلمان 100 شاب وشابة قليلي الخبرة ولم ينضجوا بعد وهنا أتكلم كأستاذ جامعي أقدر أي سلوك وأي كلمة..هؤلاء الشباب والشابات حققوا طفرة رائعة.. الشباب عندما يتعلم ويكون لديه «كنترول» يصبح ثروة.. لقد تحسنوا ونضجوا كثيراً في وقت قصير جداً كما أننا لدينا ما لا يقل عن 150 أستاذا يشار إليهم بالبنان في تخصصات مختلفة..أساتذة جامعات وفكر قانوني ناضجين في ثقافتهم.. فلنفترض أننا لدينا 10 أو12 أوحتي 50 نائبا يدور حولهم جدل نحن لسنا في المدينة الفاضلة..نحن مجتمع فيه القوي والضعيف والأمي وفيه العالم والجاهل..الشعب المصري أصبح شعبا سفصطائيا كثير الكلام بدون علم أومعني.. نحن لسنا شعبا تقييما يقول ما له وما عليه..هذه نزعة ضائعة تماماً في الشعب المصري.
وما تقييمك لأداء نائبات البرلمان؟
- بداية هونصر أن تصل المرأة إلي هذا المستوي من العدد في المجلس وهولم يحدث في تاريخ الحياة النيابية في مصر..الأمر الثاني:ما في شك أنني أتمني أن أري المرأة في البرلمان أكثر نضجاً وأكثر وضوحاً وأكثر برامج واضحة..كم أكون سعيدة عندما أري أي زميلة في البرلمان تقدم أي إستجواب أومشروع قانون تصلح به إعوجاج أوتثبت به صلاح.
لماذا كان إختيارك للإنضمام للجنة الخارجية للبرلمان ؟
- كنت أريد الإنضمام للجنة التعليم لكن كان هناك تكالب من الإعضاء عليها ثم أنا وجدت نفسي في لجنة الخارجية وسعيدة بها جداً لأن بها رقيا ويجيدون اللغات وأنا سعيدة بذلك وعندهم قضايا هي شغلي الشاغل طوال عمري في علاقتي بالغرب..لقد درست بالغرب وتخرجت في مدارس أجنبية وأنا أدري بهذا العمل عن أي إنسان عادي..كما أن هذه اللجنة ملائمة لطبيعتي ولفكري أكثر وهي فرصة لكي أدفع عن الإسلام ما يلصق به ظلماً وعدواناً وأن أوضح صحيح الدين وأبين تاريخ هذا الدين وسماحته وعظمته.
تربص واضح
ما تعليقك علي البيانات التي تصدر عن الغرب عموماً بالشأن الداخلي المصري؟
لقد رددت عليه في صحف أجنبية وإنجليزية وقلت هذا نوعا من التربص ليس به أي حكمة ولا أي إنصاف لمصر الطيبة..مصر ليست دولة عدوانية ولا عمرها إستعمرت أحدا أوأساءت لأحد لكن ولأنها عمود المنطقة بأكملها هناك التربص ولأنهم يريدون إغتيال المنطقة والعقبة الوحيدة مصر وقفوا ليتربصوا بها..والمثال ما حدث في الطائرة الروسية والطائرة التي كانت قادمة من المطار الفرنسي وما يحدث في قضية ريجيني الإيطالي..هناك عشرات بل مئات من الشباب الذين يختفوا في أرض الله الواسعة في كل دولة من الدول بما فيها إيطاليا نفسها..وبالتالي لم تقم الدنيا ولم تقعد كما حدث مع مصر في حوادث لا ذنب لها فيها..هذه المسألة توضح لنا عدم إنصاف هذه الدول والتربص أكثر شيء يزعجني ويملأني مرارة من الآخر سواء كان أمريكيا أوأوروبيا أوأي شيء آخر.
كيف تابعت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصعيد الذي كان يطلق عليه الصعيد المنسي؟
سعدت بها جداً لأنني في عدة لقاءات تليفزيونية وصحفية كنت أعاتب الحكومات المختلفة لإهمالهم للصعيد وعدم إكتراثهم بالتنمية في الصعيد كما يحق له.. أقول دائماً أن الصعيد لمصر هوالعصب القوي والبناء الحقيقي لمصر وإهماله خسارة لمصر كلها لذلك يجب علي الصعيد أن يأخذ من الإهتمام والتنمية ومن التجديدات للمرافق الحيوية لديه كالمستشفيات والصرف الصحي والبناء العلمي في شتي المجالات سواء في الجامعة أوفي المدارس..هذا ما أحلم به وسأطالب به لآخر يوم في عمري.
وأخيرا ما الذي تتمنين أن تحصل عليه نساء وفتيات الصعيد ولم يتحقق لهن حتي اليوم؟
أتمني للمرأة في الصعيد أن تحرص علي ميراثها لأن مازال الميراث في الصعيد يميز فيه الولد عن البنت بل هناك عيب في الثقافة الصعيدية لووقفت بنت أمام أخيها وطالبت بحقها الموجود في الميراث فهي تكاد تنفي من العائلة أوتعامل بأنها أتت بشيء غير قويم..أتمني أن ينتهي الصعيد من هذه الثقافة..أما الصعيد بعد ذلك فقد تطور تطوراً جيداً وإيجابياً مع حرصه الشديد علي موروثنا في القيم والثقافة والتقاليد حتي وإن كانت في بعد هذه التقاليد ليس بالأمر الجيد أوالمتسق مع مستجدات العصر لكنها مع الزمن سوف يترك ما لا يحمد ويثبت ما هوبناء للصعيد بالشكل القوي والمستنير الذي أراه فعلاً في طريقه إليه في هذه المرحلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.