منذ طفولته كانت السيارات لعبته المفضلة، أشكال وألوان من السيارات في خزانة ألعابه يلعب بها تارة ويفككها ليكشف أسرار تركيبها تارة أخري.. هذا العشق رافق الطالب أحمد علاء الدين منذ الصغر حتي بدأ يضع قدمه علي أولي درجات سلم الطموحات بدخول كلية الهندسة قسم ميكانيكا بجامعة طنطا ليبدأ رحلته مع الابتكار في هذا المجال منذ الفرقة الاولي حتي التخرج.. قدم العديد من الابتكارات في مجال السيارات الا أن العقبة التي واجهته هو وفريق العمل من زملائه هي عدم توافر التمويل والدعم من الجامعة والكلية مما يضطرهم للانفاق علي ابتكاراتهم من جيوبهم.. شارك بمسابقات عالمية أحرز مراكز متقدمة وما زال في جعبته الكثير من الطموحات والاحلام نتعرف عليها في الحوار التالي.. في البداية حدثنا عن خطواتك الاولي في رحلة الابتكار؟. أعشق مجال الميكانيكا والسيارات منذ طفولتي، وبدايتي الحقيقية مع الابتكارات كانت في الفرقة الاولي من كلية الهندسة قسم ميكانيكا عن طريق التعلم الذاتي بقراءة الكتب عن كل ما يتعلق بالسيارات ومكوناتها وطريقة تصميمها والبحث في الانترنت عن كل ما هو غير مفهوم او غامض وبعد قراءة هذه الكتب بدأت الانتقال من المرحلة النظرية إلي مرحلة التطبيق العملي في الاجازة الصيفية لسنة أولي بابتكار جديد يسمي chassis dynamometer وهو جهاز يقوم بقياس قدرة وعزم السيارة عن طريق وقوف السيارة او العجل المسئول عن الدفع علي الجهاز وبدء العجل في الحركة فتتحرك الاسطوانات في الجهاز بنفس سرعة عجل السيارة عن طريق الاحتكاك وبأخذ القراءات علي منحني عن طريق علاقة بين الفولت والسرعة ينتج منحني كفاءة السيارة ويتم مقارنته بعد ذلك بالمنحني المثالي للسيارة لتحديد نسبة كفاءة السيارة وتم ذلك بالاشتراك مع فريق نادي مهندسين الميكانيكاmechanical engineering club MEC وكان دافعنا لابتكار هذا الجهاز هو ايجاد بديل للجهاز المستورد لأنه كبير الحجم ويعمل علي نوع واحد من السيارات حسب الشركة المشترية بحيث يتم حفر مكان له في الأرض لتثبيته كما أن سعره عال جدا يصل إلي 60000 دولار، في حين أن الجهاز الذي ابتكرناه يتميز بأنه اقل في الوزن من الجهاز المستورد بحوالي 200 كيلو وسهل الفك والتركيب وحجمه صغير جدا مقارنة بالآخر إلي جانب انه يعمل علي كل أنواع السيارات الحديثة وتكلفته 2000 جنيه فقط وتم تصميمه وتنفيذه ودهانه بأيدينا نتيجة قلة الموارد، فقد كان المشروع قائما علي التمويل الذاتي من أعضاء الفريق حيث ان اكبر مشاكل المشروع كانت هي التمويل ولو توفرت الموارد المالية بشكل اكبر لاستطعنا إضافة مميزات أخري للجهاز.. ورغم ذلك شاركنا به في مسابقة يوم المهندس المصريEgyptian engineering day EED وحصل علي لقب أفضل مشروع. سيارة سباق وهل توقفت ابتكاراتك عند هذا الحد؟ بالطبع لم تتوقف ابتكاراتي أنا وفريق العمل المشارك معي ففي الفرقة الثانية بدأنا تصميم سيارة سباق صغيرة اسمها Karting Car وهي عربة سباق صغيرة بسيطة لا تحتوي علي نظام تعليق تستخدم في العديد من حلبات السباق كما تستخدم في بعض مدن الملاهي ويتم استيراد هذه السيارة من الخارج ب 6000 يورو وقدرة موتورها 6.5 حصان ومعظمها تحتوي علي ناقل حركة عادي «مانيوال»، وقد استغرق تصميم السيارة حوالي شهر وتم التنفيذ في عشرة ايام بأيدينا في القطع واللحام ونقل الحركة من الحديد المواسير ونجحنا في عمل تصميم جديد ابسط من المستورد وأخف ويتحمل اجهادات واوزانا اعلي بتكلفة 4000 جنيه مصري فقط وبقدرة موتور 20 حصانا يحتوي علي 5 سرعات وبسرعة تصل إلي حوالي 180 كم في الساعة كما يمكن عملها بناقل حركة عادي «مانيوال» او بناقل حركة اوتوماتيكي حسب الاختيار عن طريق التبديل بين clutch و gear box ولكن كالعادة وبسبب قلة الموارد المادية وان المشروع قائم علي التمويل الذاتي لم نتمكن من عمل الجسم الخارجي للسيارة وشاركنا بها في مسابقة يوم المهندس المصري وحصلنا علي لقب افضل مشروع. ما أهم المسابقات التي شاركت بها والانجازات التي تحققت فيها؟ اشتركت في مسابقات عديدة منها مسابقة formula student التي شاركت بها انا وبعض اصدقائي كفريق بحثي وهي مسابقة في تصميم سيارات السباق لجميع طلبة الهندسة علي مستوي العالم وتقام في لندن كل عام بدأنا في التصميم واستغرق حوالي 3 اشهر وقمت بتصميم وتطوير المحرك واتجهت في تصميمي إلي محاكاة الطبيعة عن طريق تصميم مجمع السحب علي شكل قلب الانسان الذي يعمل بنفس مبادئ مجمع السحب في السيارة حيث يمتص الدم بضغط منخفض كما يفعل مجمع السحب مع الهواء واعادة ضخ الدم بضغط عال للجسم كما يفعل مجمع السحب بادخال الهواء لاسطوانات المحرك وواجهتني صعوبة في التصميم بعدها بسبب كبر مجمع السحب علي شاسيه السيارات وبدأت في تعديل التصميم إلي ان وصل للحجم المطلوب ولكن واجهتنا مشكلة بسبب التمويل ايضا فبعكس جميع الطلبة علي مستوي العالم الذين يجدون جميع وسائل الدعم والتمويل المادي والمعنوي لم نجد اي دعم او تمويل او حتي تشجيع من الكلية وبدأنا في التعثر بسبب مصاريف السفر وسافر احد أعضاء الفريق بعد الحصول علي 4000 جنيه تمويلا من احد رجال الاعمال إلي جانب بعض التمويل المادي من باقي الأعضاء لتمثيل الفريق وحصل الفريق علي المركز السابع علي مستوي العالم ضمن 40 مستوي وعلي افضل تصميم محرك، وهو أهم النجاحات بالنسبة لي. وقود حيوي ماذا قدمت في مشروع تخرجك بكلية الهندسة؟ كان مشروع تخرجي بعنوان «الحصول علي بيانات لحظية ونظام المعالجة لمحركات الاحتراق الداخلي» وفكرة المشروع هي استخدام الوقود الحيوي المنتج من زيت الطعام المعاد معالجته او الزيت الحيوي المستخرج من الطحالب البحرية لاستخدامه في محركات الاحتراق الداخلي لمحرك السيارة التي تعمل بوقود الديزل للاستغناء عن السولار عن طريق common rail system وهو نظام يوضع فيه السولار والوقود الحيوي ليبث الوقود بضغوط معينة مطلوبة بتوقيتات معينة كنت انا المتحكم فيها ويتم توصيل محرك الديزل بالعديد من الحساسات مثل حساس السرعة وحساسات الحرارة من جهاز الحاسب الآلي لجهاز Data Acquisition ومن الجهاز إلي المحرك للحصول علي بيانات لحظية للحرارة والسرعة للمحرك وبعدها اخذ الخطوة في التحكم في نسبة الحقن وتوقيته ومعدل دخول الهواء وبالتالي معدل احتراق الوقود للوصول إلي اعلي كفاءة احتراق في المحرك واقل عوادم واقل نسبة استهلاك للسولار وبالفعل توصلنا إلي الاستغناء عن 70% من السولار وتعويضها بالوقود الحيوي وقللنا من الملوثات والعوادم الخارجة من المحرك عن طريق الاحتراق المثالي الكامل والحصول علي كفاءة اعلي لمحرك الديزل وبالطبع واجهتنا مشكلة التمويل وبالتالي تم تنفيذ المراحل الاولية بالجهود الذاتية وبعدها بتمويل من الاموال الخاصة من الدكاترة المشرفين علي المشروع للوصول لنتائج وما زال التطوير في هذا المشروع قائما وهو موضوع الماجستير الخاص بي. هل لك ابتكارات اخري في مجال السيارات؟ مجال السيارات هو المجال الذي أفضله إلي جانب تدريس السيارات لطلبة هندسة إلي جانب أنني أعمل حاليا علي مشروع سيارة اسمها buggy وهي سيارة تستخدم في الأماكن الصحراوية التي تحتوي علي عقبات كثيرة في الطريق تتغلب هذه السيارة علي هذه العقبات عن طريق نظام التعليق عالي الكفاءة ولكني في المرحلة الأولية من المشروع حيث قمت بتصميم الشاسيه وتنفيذه من حديد المواسير ولكن مازلت اعرض الفكرة علي بعض الشركات للحصول علي تمويل لاستكمال تنفيذ السيارة التي يتكلف شراؤها من الخارج حوالي 50.000 جنيه ولكن دراسة الجدوي التي قمت بها ستجعل تكلفتها حوالي 12000 جنيه بكفاءة وسرعة اعلي إلي جانب ناقل الحركة الاوتوماتيكي. سيارة مصرية ما أحلامك وطموحاتك علي المستوي العام والشخصي؟ أتمني ان يتم توفير الدعم المادي للطلبة الباحثين في الكليات المصرية حتي يستطيعوا تنفيذ ابتكاراتهم وتحقيق أحلامهم العلمية علي أرض الواقع ويتمكنوا من المشاركة في المسابقات العالمية لان اهم مشكلة تقابل الباحثين في مصر هي الدعم المادي، وطموحي الشخصي في مجال السيارات هو العمل في إحدي اكبر شركات السيارات بالعالم وان اعمل علي تطوير المحركات بمقرها الرئيسي وبعدها فتح مصنع سيارات كامل بمصر لإنتاج سيارة بأعلي كفاءة ممكنة بأياد مصرية تنافس أعلي الماركات العالمية بالتوازن مع سعرها الذي لا بد ان يناسب المواطن المصري.