خمس سنوات فقط عمر ∩مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية∪، وهو رقم صغير جدا يسمح بالتجاوز عن أية سلبيات قد تقع فيها إدارة المهرجان إلا أنه للحق هناك قفزات ملحوظة خلال دوراته الخمس، وجهد رائع أسفر عن دورة ناجحة تليق باسم مصر والسينما المصرية.أروع ما في المهرجان أنه يقوم من خلال القوة الناعمة بدور مهم في تقوية ودعم العلاقات المصرية الأفريقية في وقت شديد الحساسية وظرف استثنائي صاحبته أحداث هددت علاقات مصر التاريخية مع جيرانها في القارة السمراء من خلال المهرجان وبرامجه العديدة والمختلفة يتوافد عدد كبير من صناع السينما الأفريقية يلتقون ويتنافسون بحب وتقدير غير عاد لمصر وأهلها وفنانيها ليعودوا لبلادهم يحملون انطباعات وذكريات رائعة في شوق للعودة لمصر في دورة قادمة للمهرجان الذي يستحق من الدولة دعما أكثر يليق برسالته وما يقدمه من جهود تتفوق علي الدبلوماسية المصرية الآن. في أحضان معبد حتشبسوت كان افتتاحه المميز برقي وروعة حضارة الأجداد، لتنطلق فعالياته في ربوع مدينة الأقصر الهادئة بعدما هجرها السياح تقريبا.. يبعث المهرجان فيها حياة وفنا بأفلامه المتميزة التي عرضت في كل مكان لتصل إلي أهل الأقصر الذين احتشدوا في معظم العروض والندوات في شغف ملحوظ بالفن السابع، ليكن أفضل وأهم ما في الدورة الخامسة هو الحضور الجماهيري الذي نجح المهرجان في تحقيقه، بعدما ازداد أهل الأقصر ارتباطا بالمهرجان وإدارته التي لم تدخر جهدا للوصول إليهم بكل طريقة ومكان ومشاركتهم مايحبون ليس في السينما فقط ولكن في مجالات عديدة ثقافية، فنية واجتماعية، ورياضية أيضا، فأقام لعشاق السينما ورشا تدريبية في الاخراج والتمثيل وصناعة افلام التحريك وغيرها، ولأطفال الأقصر معسكر (لاف ) الذي ضم ثماني ورش فنية، وكان المهرجان قد نظم دورة في كرة القدم قبل انطلاق دورته بأيام قليلة، كما يحتفل اليوم بأمهات الأقصر في عيد الأم بقصر ثقافة المدينة الجميلة. عدد كبير من الأفلام الطويلة والقصيرة والتسجيلية وفق المهرجان في اختيارها، وبعد غد يقام حفل الختام وتوزيع الجوائز علي الفائزين في الدورة الخامسة التي تضم خمس مسابقات تتنافس أفلامها علي قناع توت عنخ آمون الذهبي والفضي والبرونزي وجوائز مالية قيمتها أربعة عشر آلاف دولار.. يقام الحفل بحضور وزير الثقافة د. حلمي النمنم ومحافظ الأقصر محمد بدر والسيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان ومديره المخرجة عزة الحسيني.