مشروع عمري .. ثقافة بلا جدران مظلة الخدمات الثقافية تغطي 4000 قرية قريباً لغط كثير وجدل مستمر ملأ أروقة الهيئة العامة لقصور الثقافة في الفترة الأخيرة وبعض هذا الضجيج طال عدداً من الذين يتحملون مسئولية هذا الكيان الحيوي المهم فلم يمكثوا في مراكزهم سوي أشهر معدودة، وفي مقدمتهم الناقد الفني د. سيد خطاب الذي جرت إقالته منذ شهور والذي شغل منصب رئيس الإدارة المركزية للرقابة علي المصنفات الفنية، ولكنه عاد من جديد منذ أسابيع إلي هيئة قصور الثقافة فجاء حوارنا معه محاولا الكشف عما تحمله خطط الرجل للارتقاء بهذا الصرح الثقافي الكبير وكان طبيعياً قبل أن نسأله عما جري في الماضي أن نتحدث عن المستقبل سألناه: ما هي مشروعاتك القادمة؟ - هيئة قصور الثقافة مؤسسة مهمة تعول عليها الدولة، باعتبارها ناشرة للثقافة في ربوع مصر، فهي مؤسسة ممتدة تاريخياً منذ 40 سنة، وتيارات الفكر المصري المختلفة، وهي مجال خصب لحركة المثقفين العضويين منذ الستينيات ، حين نزلوا في القري وتعرف الشعب المصري عليهم، ولكن حدثت تغييرات في المجتمع المصري، مما انعكس علي هذه المؤسسة. ومشروعي الذي سوف أطبقه في الهيئة هو أن يكون جوهر الثقافة الجماهيرية هو الوصول للناس بمنطق «ثقافة بلا جدران»، وهو الشعار الأساسي الذي سوف نتحرك من خلاله، بحيث نخرج خارج مبانينا، لأن عندنا عدداً كبيراً من المواقع معطلة، وسوف نفعلها، وهناك 48 ألف مدرسة سوف تستغل بالطريقة المثلي ، وفقاً للبروتوكول الذي وقع بين الهيئة ووزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلي 4500 مركز شباب ، ولن نقيم مسارح مغلقة بعد اليوم، بل سنستغل هذه الفضاءات في الأماكن المفتوحة، وهذا من المشروعات المهمة التي سوف أنفذها، كما أهدف إلي تطوير وتفاعل الشباب، ففي العام قبل الماضي ذهبت قصور الثقافة إلي أسيوط، ونظمت ندوات في القري، وعروضا في الميادين والمقاهي، ونهدف بذلك إلي نشر ثقافة بلا جدران، حتي يخرج المثقف من عزلته. عدد موظفي الهيئة يزيد علي 17 ألف ، في رأيك هل يحتاج العمل إلي كل هذا العدد، أم ستجري إعادة هيكله من جديد؟ - فعلاً هذا العبء والطاقة البشرية الموجودة في الهيئة، جاء بشكل عشوائي، وتم تعيينهم خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث كانت الهيئة هي النافذة الوحيدة لأعضاء مجلس الشعب السابقين ، في السنوات الماضية، الذين كانوا يقدمون بعض الخدمات للخريجين، وجري تعيينهم بدون تخصصات ، والحل هو إعادة هيكلته، ودون أن يضار أحد، من خلال مد مظلتنا لتصل إلي 4000 قرية ، بدلاً من 500 موقع فقط، عبر خطة زمنية، بحيث يصبح لدينا موقع ثقافي في كل قرية، وإعادة الهيكلة لا تعني الاستغتاء عن هؤلاء الموظفين، بل هي إعادة توزيعهم علي هذه القري، وإنشاء مواقع ثقافية جديدة، بحيث تكون كل محافظة قادرة علي صناعة ثقافتها الخاصة بها، بمشاركة مثقفيها، ونتولي نحن تقديم الدعم الفني واللوجستي إليهم. وكيف ستحارب الفساد في الهيئة؟ - كلمة فساد كلمة مطاطة، واتهم بها كثير من الشرفاء، والفساد فاتورته غالية علي بلادنا، ومن المؤكد أن هناك فساداً، وإلا ما وصلت الهيئة لما وصلت إليه، لذلك محاربة الفساد ستكون بالقانون، والأجهزة الرقابية تعمل بجد. يري البعض أن قصور الثقافة تفتقد الإقبال الشعبي علي مواقعها ومراكزها، فما رأيك؟ - طبعا لأن الأنشطة التي تقوم بها الهيئة تقليدية، والعالم في تطور مستمر وسريع، ولذا نحاول أن نغيرها، ونحن نحتاج إلي تطوير وتدريب القيادات الثقافية في الهيئة، وأن يكون لدينا قيادات ثقافية في كل محافظة، ولا يجوز في هذا العصر أن هناك قيادات غير مؤهلة، ولكي يتم بناء دولة حديثة علينا أن نضع المسئول المناسب في المكان المناسب، ولكي نستطيع أن نغير الصورة الذهنية للهيئة، علينا أن نصل إلي الناس وسوف نصل إلي الناس في أماكن تجمعهم. ماذا ستقدم إلي الشباب؟ - أحاول أن أنظم ورشة عمل للأدباء الشبان لتعليمهم كتابة المسرحية والنقد، وكل السلاسل متاحة لهم، مع تنظيم قوافل تصل إلي القري والمناطق النائية مثل تلك التي ذهبت إلي شلاتين. ما الذي دفعك إلي قبول رئاسة الهيئة مرة أخري، وهل عودتك تعتبر شهادة ببراءتك مما نسب إليك من وزير الثقافة الأسبق؟ - لقد اعتبرت عودتي لرئاسة الهيئة مرة أخري إبراء ذمة لي، وشهادة ببراءتي، و د. جابر عصفور ، وهو أستاذ أكاديمي، وموقفه الثقافي ودوره الوطني معروف، وهو الذي اختارني لرئاسة هيئة قصور الثقافة، ولكنه قال إن علي شبهات، وكان يجب علي أن أدافع عن نفسي، وعن تاريخي وشرفي، أمام أبنائي وتلاميذي الذين أقف أمامهم ، ورجوعي أعطي الشباب أملاً في تحقيق العدل، وأنا تاريخي معروف ومدرس أكاديمي ، والحمد لله تحقق العدل، لذلك استمع وزير الثقافة حلمي النمنم إلي نبض العاملين والمثقفين، وأعتبرت عودتي للهيئة أمر تكليف ومهمة شاقة، والقيادة السياسية واعية، وأنا أؤدي عملي خدمة لبلدي. هل هناك كتب راكدة في مخازن الهيئة سببت خسائر فادحة؟ - نعم، وجري تشكيل لجنة لحل هذه المشكلة، وتخطي عددها الآلاف، وسوف تحل هذه المشكلة من خلال إهدائها إلي مكتبات المدارس ومراكز الشباب، و هذه الخسارة تعد جريمة، وواجبنا هو نشر هذه الكتب، فالنشر هو القطاع الوحيد الذي يدر عائداً مادياً يتخطي المليون جنيه ، ويورد إلي فزانة الدولة، والكتب القديمة بيعت في سور الأزبكية لهيئة قصور الثقافة في ومعرض الكتاب. هل سيتم دمج بعض إصدارات الهيئة؟ - لقد شكلنا لجنة للنظر في هذه السلاسل، والاتجاه هو ليس دمجاً، بل إعادة لصياغة مشروع النشر ، لأن هناك إصدارات تكلست ، وهناك سلاسل مثل الذخائر التي يتخاطفها الناس فور نزولها، لأنها تنشر كتباً تراثية مهمة، وهناك سلاسل خفت بريقها مثل سلسلة إبداع.