بعد خيبة الأمل التي خلفها طالب صيدلة الأزهر الذي ادعي فوزه بجائزة عالمية في حفظ القرآن الكريم، أرسل الله من يمسح دموع الحسرة علي هذه الواقعة ممثلة في الطفل الكفيف المعجزة عبدالله عمار 10 سنوات ابن قرية انشاص الرمل بالشرقية، الذي حفظ كتاب الله بقراءاته العشر، واستحق ان يقابله الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أول أمس ويقرر تبني الطفل ورعايته وتحمل نفقات كل مراحل تعليمه. وبعد عودته الي قريته وهو يطير فرحا بعد لقاء الأمام الأكبر التقينا «معجزة أنشاص» عبدالله الطالب بالصف الرابع الأزهري، وكان اول ما قاله لنا إنه يتمني لقاء ومصافحة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، ليقدم له الشكر علي جهوده لحماية الوطن ، ورعاية أبنائه المتميزين ، مؤكدا أنه سيبذل قصاري جهده ، لرفع اسم مصر عاليا في مختلف المحافل الدولية ، ردا لجميلها عليه ، بعد أن قرر الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب تحمل كل نفقات تعليمه . وأضاف أنه كان يتمني أن يكون جنديا في جيش مصر ، ليدافع عن بلاده ، ضد أي عدو يتربص بها ، ولكن مشيئة الله دون ذلك ، لأنه كفيف، ولكن الله عوضه ووهبه بصيرة وحافظة قوية ، مكنته من حفظ القرآن كاملا بمختلف القراءات ، وأتيحت له خدمة الوطن ورفع اسمه بطريقة أخري ، من خلال الفوز بالمسابقات الدولية للقرآن الكريم . ومن جانبه ،يقول عمار محمد السيد والد الطفل ، ومدرس لغة إنجليزية انه تزوج ابنة عمه ، ورزقهما الله بثلاثة أبناء أكبرهم عبد الله ، وجميعهم طلاب بالمعهد الأزهري ، وبعد شهور من ولادة عبد الله لاحظ عدم قدرته علي الإبصار ، فتوجه به للأطباء ، والذين أكدوا له أن مشيئة الله أن يكون كفيفا، قرر عدم إهماله وتعليمه ، فألحقه بالتعليم الأزهري ، وأثناء معاونته له علي حفظ القرآن الكريم ، لاحظ قدرته علي حفظ الآيات بسرعة هائلة وبأرقامها ، وأن لديه موهبة ربانية تستحق الرعاية ، فألحقه بمكتب تحفيظ القرآن بالقرية ، الذي يديره الشيخ محمد حسن، وحفظ القرآن كاملا خلال 45 يوماً، وعمره 8 سنوات ، ثم أتقن بعد ذلك القراءات العشر ، خلال 6 أشهر بمعاونة الشيخين ناجي الخولي وعصام سلطان ، مدرسي القراءات ، وكانت الأسرة تشجع الطفل علي مراجعة 5 أجزاء يوميا من القرآن ، حتي لاينساه، ودخل بعدها في عدة مسابقات ووصل للتصفية النهائية للمسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم ، التي تنظمها وزارة الأوقاف المصرية ، لاختيار ممثل مصر فيها ، وسوف يخوض اختبارات التصفية الأحد القادم . وأوضح أن ، الإمام الأكبر استقبله ونجله أول أمس ، بحفاوة بالغة ، وكرم الطفل ووالديه ومحفظه القرآن، بمنحهم فرصة لأداء فريضة الحج علي نفقة الأزهر الشريف ، كما قرر تشكيل لجنة خاصة لرعاية نجله علميا ، وتحمل كل نفقات تعليمه حتي حصوله علي شهادة الدكتوراه من فرنسا ، أسوة بعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين. سناء عنان ضياء أبوالصفا