قرار النائب العام بحبس حبيب العادلي وأحمد عز وزهير جرانة وأحمد المغربي - والباقي في الطريق - أكد جدية الدولة في ملاحقة الفساد ومحاسبة الفاسدين .. فمعظم من كان يتولي مناصب في مصر طوال السنوات الماضية لم يكن يعنيهم سوي مصالحهم الخاصة.. ومصالح من سمح ببقائهم علي كراسيهم فترات طويلة .. وكأن مصر تحولت الي عزبة .. يديرها من توهمنا أنهم شرفاء .. ويحميها من اتضح انه حراميها. لا نوزع الاتهامات بشكل مسبق .. ولا نتدخل في عمل النيابة واحكام القضاء .. ولكن ما يلفت الانتباه ويثير الدهشة ان التحقيقات مع حبيب العادلي وزير الداخلية السابق لم تكن بسبب التهمة الخطيرة عندما أعطي أوامره باطلاق الرصاص الحي والمطاطي علي المتظاهرين .. ثم ارتكب جريمته العظمي وامر بانسحاب رجال الشرطة مما ادي الي اثارة الذعر بين المواطنين .. وترك مصر تغرق في فوضي عارمة . لا تحاكموا العادلي مرة واحدة .. حاكموه 58 مليون مرة علي قراره الدنيء وفعلته القذرة التي لن ينساها الشعب .. فليست مفاجأة انه كان فاسدا فكلهم فاسدون .. المهم ان يحاكم العادلي .. والأهم أن يشفي القضاء غليل الصدور بعد ان نري بأعيننا القصاص العادل من وزير الداخلية السابق وكل من شاركه جريمته في حق مصر والمصريين ولأن السمكة تفسد من رأسها .. فقد كان العادلي وزيرا لأمن الرئيس .. ولم يكن وزيرا لأمن الشعب .. فغاب الامان وافتقد الكثيرون أبسط حقوقهم عند دخول اي قسم شرطة .. فالاحساس بالظلم كان مريرا وافتقاد العدل اكثر مرارة .. ولم يكن المصريون يحصلون علي حقوقهم الا بالواسطة والمحسوبية ودفع الرشاوي .. وكثيرا ما قرأنا اعلانات استغاثة في الصحف تتكلف الاف الجنيهات موجهة الي رئيس الجمهورية ولكن بدون استجابة .. الكل كان يئن ويشتكي ويصرخ ولم يكن أحد يسمع "ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون" صدق الله العظيم . مصر مليئة بالشرفاء .. وحق المصريين لن يضيع .. واموالنا المنهوبة سوف ترجع.. وكرامتنا المسلوبة ستسترد .. وسيذهب كل المجرمين واللصوص الي مزبلة التاريخ. اللهم لا شماتة .. رغم أنهم يستحقون الشماتة. [email protected]