ما ان سقطت طائرة الركاب الروسية طراز اير باص- 321 فوق شبه جزيرة سيناء حتي انبرت الدعاية الصهيوامريكية في تدبيج اسباب السقوط التي لا علاقة لها البتة بالاسباب الحقيقية لسقوط الطائرة والتي ستتوصل اليها التحقيقات المصرية الروسية المشتركة قريبا. وكان استباق الحملة الدعائية الصهيوامريكية للتحقيقات واضحا جدا لضرب عصفورين بحجر واحد الاول هو تعكير صفو العلاقات المصرية الروسية والتي وصلت إلي مستوي فوق المتميز والثاني هو ضرب الموسم السياحي المصري - والذي بدأ منذ ايام قلائل- لتركيع مصر اقتصاديا بعد ان فشل هذا التحالف القذر في تفكيكها من خلال تنظيم الاخوان الاجرامي الارهابي الدموي. وحيث ان الدعاية ترتبط بتقنيات عديدة في مقدمتها الكذب والخداع والتضليل والتشويه والارتباط المزيف... إلي اخره وهي عكس الاعلام الذي يرتبط بنشر الحقائق مجردة دون تحيز فقد تفننت الدعاية الصهيوامريكية في اختلاق الاسباب والمبررات وساعدها في ذلك تنظيم داعش الارهابي الذي صنعه التحالف الصهيوامريكي علي عينيه حيث تبني التنظيم عملية اسقاط الطائرة رغم انها كانت علي ارتفاع اكثر من واحد وثلاثين الف قدم وزادت الدعاية الصهيوامريكية علي ذلك بنشر اكاذيب تتعلق بحظر الطيران فوق شبه جزيرة سيناء وجاء نفي هذه الاكذوبة من شركة الطيران البريطانية ذاتها والتي اعلنت ان طائرتها تطير كالمعتاد فوق شبه جزيرة سيناء ولا يوجد اي تعديل في خط السير، واكد ذلك اعلان وزارة النقل الروسية- عقب وقوع الحادث مباشرة- انه ليس هناك ما يؤكد فرضية اسقاط الطائرة نتيجة عمل ارهابي. وعلي الرغم من اعلان المهندس شريف اسماعيل رئيس الحكومة العثور علي الصندوق الاسود للطائرة فقد ابت الدعاية الصهيوامريكية ان تنتظر نتيجة تفريغ هذا الصندوق وراحت تفبرك الاخبار حول سقوط الطائرة. وتأتي متابعة الرئيسين السيسي وبوتين المستمرة لتطورات الحادث وتشكيل مجموعة عمل مصرية برئاسة رئيس الوزراء وتشكيل لجنة حكومية روسية برئاسة رئيس الوزراء الروسي في اطار الاهتمام الكبير من الرئيسين للوصول للاسباب الحقيقة وراء هذا الحادث المأساوي. وقد اشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمستوي العالي لتعامل السلطات المصرية مع الحادث وتقديم جميع التسهيلات الممكنة للجانب الروسي وفي مقدمتهم وزيرا النقل والطورائ فضلا عن رئيس هيئة الطيران الروسية والذين وصلوا لموقع الحادث فور وقوعه مباشرة. ولاشك ان المعلومات الاولية التي اسفرت عنها المعاينة المبدئية للصندوق الاسود للطائرة تؤكد كذب الدعاية الصهيوامريكية والتي صبغت هذا الحادث بصبغة سياسية وصولا إلي احداث ازمة في العلاقات المصرية الروسية وتوجيه اصابع الاتهام إلي الدولة المصرية انها غير قادرة علي تأمين وصول واقلاع الطائرات من المطارات المصرية. ان الموقفين المصري والروسي من هذا الحادث الجلل والاليم قد اكدا للعالم اجمع ان العلاقات المصرية الروسية اكبر من ان تؤثر فيها هذه الدعاية السوداء والمحمومة وان تبعات هذا الحادث ستشكل نقل نوعية جديدة في العلاقات المصرية الروسية لانه اوضح- بما لا يدع مجالا للشك- الاستهداف الصهيوامريكي السافر والمباشر للعلاقات بين الدولتين.