اسم اللوحة: المرآة الكاذبة الفنان: رينيه ماجريت تاريخ رسمها: 1928 المدرسة الفنية : السيريالية اللوحة التي أمامنا للفنان السيريالي رينيه ماجريت بعنوان «المرآة الكاذبة» رسمها عام 1928.. وحين يتعلق الأمر بمحاولة تحليل إحدي لوحات ماجريت فهذا يتيح لنا فرصة للتفكير فيما تعنيه اللوحة ودلالتها..ففي هذه «المرآة الكاذبة» نجد الفنان يستخدم تمثيل حدقة العين بالمرآة لخلق معني عن العالم من حولنا.. ويمكنك خلق وتصور معني في ذهنك خاص بك فيما تعتقد ما توحيه اللوحة.. اللوحة قطعة من الفن السيريالي داخلها تتشكل عين عملاقة كإطار لسماء زرقاء تكسوها السُحب في ألوان حادة الدرجات بين الأبيض والأزرق تتوسطها نقطة محورية في نن العين وقد اختارها ماجريت كنقطة محورية كثُقب أسود مركزاً للوحته ومع ذلك لا تُشير إلي الفراغ الحادث في وسط العين والذي من شأنه عدم السماح للسماء ان تنعكس علي سطح القزحية كوصف شكلي.. وإن كنت تري هذه اللوحة لأول مرة فهي حتماً تشد انتباهك لتأمل ما تعنيه بالفعل.. أما ما يوحيه عنوان اللوحة «المرآة الكاذبة» إلي أنها تشير أن هناك شيئاً خاطئاً أو كاذباً وليس صحيحا فالسماء توحي بالمستقبل المفتوح وانها الحد الأقصي للرؤية بالعين لكن أن توصف بأنها كاذبة فهذا يوحي بأن صاحب العين ربما هو شخص فاشل يُصعب الحياة علي نفسه ويري السماء كرمز للمستقبل رؤية كاذبة.. وعادة العين كمرآة للروح لا تكذب.. ولا نعرف لماذا وصف ماجريت العين الرائعة هذه بأنها مرآة وأنها كاذبة؟ اللوحة إلي درجة كبيرة تحمل رؤية ميتافيزيقية فلو تأملنا العين التي تُظهر العين بأنها مرآة كاذبة أي لا تعكس ما تراه بل لها عالمها الخاص الداخلي الغامض الذي يُظهر فقط المظهر الخادع وليس الجوهر..لكن في الحقيقة لايوجد حولنا في الحياة ما لا يمكن ان نلاحظ من خلال حواسنا فقط ولكن من خلال التأمل العقلي ورؤيتنا التي تعكس الأشياء تبعاً لنمط شخصيتنا ان كانت سوية او يشوبها بعض المتاعب النفسية لا لعيب في الواقع بل في تقبل السطح العاكس لهذا الواقع ويرجع ذلك أيضاً لخبراتنا السابقة وتجاربنا في قدر ادراك الواقع ومدي تقبله.. كما أن العين أمامنا تثير الدهشة وأيضاً الرعب وتجعلنا نشُك في الواقع خاصة اذا رأيناها عينا مجردة دون رأس أو جسد تكتسب من خلاله شخصية مميزة مُسبقة..بل جعلها ماجريت عينا تمثل أياً منا من البشر.. في محاولة منه لتنشيط عقل المشاهد بإيجاد تفسيرات جديدة للأشياء القديمة بما يقرب من اختراعه لواقع مزدوج في اللوحة..كما أنه رسم استعارة بصرية عن حاسة اللمس فقد جعلنا عن بُعد نؤمن بأن الرؤية هي لمس في المسافات مع فكرة التحول الأقرب لتداعي الأفكار من فوق سطح حي عبره قدم تغير المظهر أو الشكل ليتغير المعني..وهذا أيضاً يجعلنا نري الأشياء بطرق مختلفة في وقت واحد متزامن.