منذ اللحظات الأولي لظهور المؤسسة العسكرية بآلياتها داخل ميدان التحرير عقب اندلاع (ثورة شباب 25يناير) وأعلنت انحيازها لمطالب الشباب.. وجاء بيانها الأول يسبقها (نحن مع المطالب المشروعة للشباب ولن نلجأ لاستخدام القوة).. وأثبتت أيام التحرير الثماني عشر أن المؤسسة العسكرية قادرة كعادتها علي الوفاء بمطالب بلادها.. ووقفت علي الحياد من تسارع الأحداث.. ثم جاءت لحظات الحسم لتبادر كعادتها وتحمي الثورة الوليدة من بوادر فوضي لاحت وكان يمكن أن تلتهم البلاد.. وأعلنت المؤسسة العسكرية صراحة (نحن نحمي البلاد ولسنا بديلا عن الشرعية). وتاريخ المؤسسة العسكرية يشهد لها بأنها كانت دائما الحارس الأمين للشريعة في البلاد والأمينة علي حدودها..وتعد المؤسسة العسكرية المصرية أقدم أن لم تكن أول مؤسسة عرفها التاريخ.. فالجيش المصري هو أقدم جيش عرفته البشرية.. فبعد توحيد مصر علي يد الملك "نعرمر" حوالي عام 3200ق.م كان لكل إقليم من الأقاليم المصرية جيش خاص به.. يحميه ويدافع عنه.. في الوقت الذي لم تكن تعرف الأمم فكرة الجيوش النظامية في ذلك الوقت. وبعد حرب التوحيد المصرية تشكل لمصر جيش موحد تحت إمرة ملك مصر.. وكان الجيش المصري أقوي جيش في العالم كله.. ويعزي إليه انه أنشأ أول إمبراطورية في العالم وهي "الإمبراطورية المصرية" التي كانت تمتد من تركيا شمالاً إلي الصومال جنوباً و من العراق شرقاً إلي ليبيا غرباً.. وسمي ذلك العهد بالعهد الذهبي للجيش المصري.. وشكل المصريون دائماً العنصر الأساسي في الجيش المصري.. وبعد إنشاء الإمبراطورية المصرية دخل في الجيش المصري بعض العناصر غير المصرية من أبناء الإمبراطورية. وقد قدمت العسكرية المصرية القديمة العديد من القواد العظماء.. وكان أنبغ هذه العقول العسكرية هو الإمبراطور (تحتمس الثالث) أول إمبراطور في التاريخ الذي أنشأ الإمبراطورية المصرية و في رصيده العديد من المعارك و الحروب، أشهرها معركة مجدو التي مازالت تُدرَّس حتي اليوم. ومازلنا نذكر واحدة من أعظم معارك الجيش المصري وهي معركته لتحرير القدس من أيدي الصليبيين في واحدة من أهم واخطر المعارك التاريخية علي مر العصور.. كما قام الجيش المصري بالدور الأعظم في هزيمة المغول الذين دمروا الدولة الإسلامية العباسة وإمبراطورية الصين ودولة روسيا ودخلوا قارة أوروبا حتي وصلوا إلي بولندا في قلب أوروبا.. وفي العصور الحديثة قام محمد علي بتأسيس الجيش المصري الحديث..فقد أعد جيشا من المصريين لأول مرة بعد عصور طويلة ظل الجيش حكرا علي غير المصريين.. ولكن عملت الدول الكبري علي إضعاف الجيش المصري .. ولم تقف المؤسسة العسكرية المصرية مكتوفة الايدي فقد ثارت في وجه الطغاة رغم المحاولات العديدة للنيل منها.. وبرزت زعامات منها في مقدمتها الزعيم الخطيب المفوه "احمد عرابي" الذي أخذ في المطالبة بزيادة عدد الجيش وإعادة الحياة النيابية وإسقاط وزارة رياض الموالية للأجانب علي حساب المصريين.. وقد تلاحم الشعب مع الجيش في مطالبه الوطنية من الخديو توفيق الذي تحايل علي الجيش واسقط مصر تحت نير الاحتلال.. وبعد سنوات من الكفاح جاءت انتفاضة المؤسسة العسكرية عام 52 وقامت بطرد الملك من البلاد وطالبت برحيل بريطانيا التي نفذت هذا بعد 4 سنوات او اقل و تولي أعضاؤها الحكومة. ومازلت تقوم المؤسسة العسكرية بدور الحامي والضامن للبلاد خارجيا وداخليا.. وعودتنا دائما طوال تاريخها علي التضحيات الجسام بدم أبنائها الشرفاء.. ومنذ اندلاع ثورة 25 يناير وهتف المصريون بعلو الصوت "الجيش والشعب أيد واحدة".. وكانت المؤسسة علي موعد مع أبناء الأمة ووعدت وأوفت.. فلم تقمع ولم تقف أمام مطالب الشعب في الحرية والعدالة والكرامة ودستور يوسع حريات الأمة ويضيق سلطات الحاكم ليحميه من الهوي.. وتعهدت بأنها الضامن لتحقيق آمال الشعب .. وأنها ليست بديلا عن الشريعة.