لا ينكر مسلم ما تفعله المملكة السعودية من جهود عظيمة مباركة لخدمة الحرمين الشريفين والتوسعة العامرة بالمسجد الحرام بمكةالمكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة خير شاهد علي ذلك. كما لا ننكر أبدا التنظيم الرائع المشكور في استقبال ووداع الحجاج والمعتمرين وكرم الضيافة السعودية في المشاعر المقدسة والطريق إليها والمبرات الملكية في عرفة ومني واضحة وضوح الشمس، هذا كله وغيره كثير تقوم به المملكة مشكورة مأجورة. إلا أنه ومن باب «وتواصوا بالحق» نضع بين يدي وزارة الحج السعودية بعض النقاط السلبية التي لا نشك لحظة في أنها متي علمتها ستتداركها في الحال وهي أمور شاهدتها بنفسي أكثر من مرة فأنا أتحدث عنهابرؤية العين لا رؤيا المنام.. فأنا فيها شاهد عيان.. يحمل بين جوانحه محبة خاصة وتقديرا كاملا للمملكة ورجالها الأنقياء. وأولها أن مؤسسة الطوافة السعودية تتحمل العبء الأكبر فيما يشعر به الحجيج من عدم مبالاة واهتمام في تنقلاتهم واقامتهم بمشعري عرفة ومني، وثانيها أن التفويج لمني يوم التروية يشهد تخبطا ومحاباة وعدم مبالاة سواء في الوصول لمني أو من مني لعرفة فلا ندري من نخاطب ومع من نتحدث، وثالثها أن التفويج لعرفة مباشرة «كما تأمرنا بذلك بعثاتنا» نعاني فيه الأمرين مع المطوفين فلا نظام ولا احترام ولا تقدير لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ولا ندري متي وكيف تصل حافلاتهم الميمونة. ورابعها أن الخيام بعرفة لا تليق مطلقا بحجاج بيت الله الحرام فالأرضيات في غاية السوء بلا تمهيد والخيام تخترقها الشمس الحارقة ودورات المياه قليلة جدا جدا ولا تصلح مطلقا لقضاء حاجة آدمي فضلا عن انقطاع المياه ولا حاجة لنا للتكييف فالحديث عنه رفاهية! أما خامسها فإن نفرة الحجيج لمزدلفة شيء لا يصدقه عقل ولا تقبله نفس.. «المطوف فص ملح وذاب» والحافلات ننتظرها أمام المخيمات فتأتي محملة عن آخرها وعلينا الانتظار ساعات الليل المملة وليس أمامك إلا السير مترجلا أو ابلاغ الشرطة التي قد تصل للمطوف فيأتي بحافلة يتيمة في منتصف الليل. وسادسها أن مخيمات الحجاج في مني غاية في الرداءة مع زحام غريب لا نستطيع معه النوم وخدمة غاية في السوء في ظل «مطوف» إن وجد ففي فمه «النرجيلة» لا تغادره و«صبيانه» ليست لديهم قطرة من حمرة الخجل. وخارج الخيام يجلس الافارقة بطعامهم ومواقدهم والمياه «الطافحة» والطرق السيئة.. أتحدث عن «الفرادي». وسابعها أن الوصول للجمرات يتم بأمر «اعتباطي» وكيفما اتفق والسير علي الأقدام مسافات طويلة والعودة غاية في الارهاق كما أن «الشرطي» لا يعرف أماكن الخيام. وثامنها في العودة الي مكة لأداء طواف الافاضة والسعي فإن مؤسسة الطوافة تتركنا بلا حافلات وتقدمنا ««لقمة هنية» لأصحاب الباصات العامة والخاصة وكأننا في سوق للنخاسة كل يبيع في الحجيج ويشتري وغالبا ما نسير علي الاقدام «المتورمة» حتي فنادقنا بمكة. وأخيرا فإنك إذا أردت العودة للمبيت «بمني» فأمامك ليل طويل حتي تجد «باص» تستجدي كرمه ليحتال عليك وبأي ثمن ومع ذلك لا يوصلك لمبتغاك وما عليك إلا السير علي قدميك «المتألمتين» بلا حادٍ أو دليل. هذا ما رأيته من سلبيات طوال مرات حجيِ ولم أحصها ولو دققنا النظر فيها سنجدها متصلة غير منفصلة.