الهرم العقائدي الصغير هو السر الذي احتار علماء المصريات في تفسير دوره ووظيفته المعروف باسم «حب سد» وأعتقد أنه كان مرتبطاً باحتفالات اليوبيل الثلاثيني للملك ليتم تتويجه لفترة حكم أخري خفرع هو ابن الملك خوفو - صاحب الهرم الأكبر بالجيزة- تزوج من ابنة أخيه كاوعب؛ وحكم مصر لأكثر من 25 عاما ولقب بألقاب كثيرة منها "الإله الطيب" و"محبوب الآلهة"إضافة إلي ألقابه الملكية الخمسة. وقد بني هرمه إلي الجنوب من هرم أبيه الملك خوفو علي ربوة عالية حيث يبلغ ارتفاع الهرم 136 مترا وطول ضلع قاعدته 210 أمتار؛ وأطلق علي الهرم اسم "خفرع ور" بمعني "خفرع عظيم"؛ أو "عظمة خفرع"؛ وهو من الأهرامات القليلة التي لا تزال محتفظة بجزء من الكساء الخارجي الأصلي المقطوع من الحجر الجيري الجيد من محاجر طرة الملكية. وترجع أهمية هرم خفرع إلي احتفاظه بمعظم عناصره المعمارية الملاصقة له من معبد جنائزي؛ وطريق صاعد ومعبد وادي هو من أكمل معابد الوادي لأهرامات الدولة القديمة؛ وقد عثر بداخله علي تماثيل الملك خفرع ومنها تمثاله البديع المسمي خفرع وحورس؛ والذي يعد من روائع المتحف المصري بالتحرير. هذا التمثال يجسد الملك خفرع جالساً علي كرسي العرش وخلف رأسه الصقر حورس ناشراً جناحيه وكأنه يصعد إلي السماء برفقة الملك! أما عن السر الكامن داخل هرم خفرع فيمكن لنا التطلع اليه من الجانب الجنوبي للهرم حيث بقايا ما يعرف بالهرم العقائدي الصغير الذي احتار علماء المصريات في تفسير دوره ووظيفته؛ وأعتقد أنه كان مرتبطاً باحتفالات اليوبيل الثلاثيني للملك والمعروف باسم "حب سد"؛ وكان علي الملك الدخول إلي الهرم العقائدي لتغيير ملابسه الملكية وارتداء عباءة قصيرة ليخرج ويركض للتأكيد علي نشاطه وخصوبته التي ترتبط بها خصوبة مصر وشبابها؛ بعدها يتوج الملك من جديد وكأنه ولد أو عاد ملكا شابا من جديد. ولكي يتم للملك هذا الميلاد الجديد؛ والتتويج لفترة حكم أخري كان عليه أن يتم واجباته الملكية نحو مصر وهي الحفاظ علي وحدتها؛ وقهر أعدائها؛ وتأمين حدودها وثرواتها؛ وإثراء معابد الآلهة وبناء مقاصير العبادة؛ وإتمام بناء مجموعته الهرمية؛ وأخيراً إرساء أسس الماعت "الحق؛ العدل؛ النظام" في البلاد. وعلي بعد عدة أمتار إلي الغرب من الهرم العقائدي وداخل دهليز ضيق عثر العالم المصري عبد الحفيظ عبد العال علي ناووس خشبي يعتقد العلماء أنه كان يستخدم في نقل تمثال الملك عبر الدهليز إلي الهرم العقائدي بعدها كان التمثال ينقل إلي داخل هرم الملك نفسه! والمثير في الأمر أننا إذا وقفنا عند مدخل الدهليز وجعلنا الهرم العقائدي خلفنا ونظرنا في اتجاه هرم الملك فسنلاحظ بالعين المجردة وجود حجرين داخل جسم الهرم ودون مستوي أحجاره؛ وهناك اعتقاد راسخ بأن خلفهما يوجد سرداب سري يحتوي علي تمثال للملك خفرع؛ المفروض أنه انتقل من الدهليز إلي الهرم العقائدي إلي رحلته الأخيرة داخل هرم الملك ... تصوروا معي لو تم الكشف بالتكنولوجيا الحديثة عن وجود هذا السرداب السري وبه تمثال للملك خفرع ماذا يمكن أن يحدث بالعالم؟! هذا هو السر الذي لا يعرفه أحد عن هرم الملك خفرع.