عظيم أن تتحرك القوي السياسية من أجل تبني مطالب الشباب في الاصلاح السياسي والتي تلقي المساندة والدعم والتأييد من كل أبناء الشعب تأكيدا للمخزون الحضاري المصري. شئ رائع أن تصدر بيانات ايجابية عن هذا الحوار الذي يستهدف الخروج من المأزق السياسي الذي يواجهه هذا الوطن، وسط كل هذا التحرك المرحب به بقي أن يكون هناك اهتمام تعكسه خطوات عملية لحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي كتب علي الأسر المصرية وشبابها أن تكون وقودا لها طوال السنوات الماضية. جاءت مقدمة النتائج من الحكومة الجديدة في شكل علاوة لتخفيف الأعباء واعتمادات مالية للمساعدة في مواجهة خسائر عمليات التخريب. لا أحد ينكر أنه كانت هناك جهود لمواجهة مشكلة البطالة من خلال تشجيع الاستثمار وإقامة المشروعات التي توفر الوظائف.. ولكن لابد أن نقول إنها لم تكن كافية خاصة في ظل قيود التوظيف في الحكومة والتضخم الوظيفي. وكذلك حظر التوسع في المشروعات الاستثمارية العامة تمشيا مع سياسة اقتصاديات السوق. ليس خافيا ان غياب الأمن والأمان والطمأنينة سوف يؤدي إلي تعقيد هذه المشكلة نتيجة تقلص وتضاؤل فرص التوسع الاستثماري نتيجة حالة الخوف والهلع التي سادت، ان الشرفاء من أصحاب الاستثمارات والأنشطة الانتاجية الذين مازالوا يمارسون نشاطهم مطالبون بالتحرك الايجابي والذي يتمثل في المساهمة في ايجاد الحلول القائمة علي إعطاء الأمل من خلال الاعلان عن مبادرات لتوفير فرص للعمل جديدة. لا جدال ان مثل هذه النيات الطيبة الجادة من جانب رجال الأعمال والمستثمرين سوف يكون لها تأثيرها الايجابي للتخفيف من حالة الاحتقان الاجتماعي الذي ولاشك كان له دور أساسي في الاحتقان السياسي. ان غياب الأمل والمستقبل المعيشي كان له دوره في تصاعد عدم الرضا الشعبي عن الأداء السياسي الذي اتسم بسوء التقدير والاستناد إلي الرأي الواحد. كم أتمني من رجال الأعمال أن يضعوا في اعتبارهم صالح المجتمع الذي يعاني من المشاكل الاجتماعية والتي تأتي في مقدمتها البطالة.. عليهم ان يتصوروا حجم الاحباط الذي اصاب قطاعات كبيرة من ارباب العائلات المصرية نتيجة جلوس أبنائهم إلي جانبهم بدون عمل وبالتالي يتعرضون للمعاناة في توفير لقمة العيش لافراد عائلاتهم وكذلك متطلبات هذا الشباب من مصاريف يومية، لاجدال ان لهذه البطالة انعكاسات سلبية علي أحاسيس هذا الشباب والتي تمتد بالدمار إلي كبريائهم وتطلعاتهم وآمالهم في أن تكون لهم استقلاليتهم وحياتهم الخاصة. ان هذا الشباب لا ينفصل عن الشعب ويتطلع إلي حياة سياسية واجتماعية تليق بمكانة بلده وعظمته عمادها الحرية والشفافية. كان من الطبيعي ان يدرك أن ما يعاني منه في حياته المستقبلية والمعيشية إنما يرتبط بأوضاعه السياسية. مرة أخري أقول إنه من المؤكد ان المستثمرين ورجال الأعمال الشرفاء يهمهم ان يمارسوا نشاطهم في ظل استقرار سياسي واجتماعي وان الفوضي وعدم الاستقرار يعنيان فقدان مقومات النجاح الذي حققوه ويتطلعون إلي تحقيقه، من هنا فإن عليهم المساهمة في تفعيل الحلول للمشاكل الاجتماعية والتي تأتي علي رأسها البطالة ولو علي حساب جانب من أرباحهم في السنوات السابقة. عليهم ان يدركوا أن تحركهم في هذا الاتجاه لصالحهم وأنه سوف يدفع الشعب والدولة إلي تقديم المزيد من الرعاية التي تساعدهم علي القيام بمسئولياتهم تجاه المجتمع. ليس خافيا ان نجاح رجال الأعمال المصريين في هذه المساهمة وتعظيم دورهم في إعادة الاستقرار للمجتمع سيلقي استجابة فورية من الاستثمار العالمي كي يعود بنشاطه إلي مصر الحرة المستقرة سياسيا واجتماعيا.