ليلة كاملة قضيتها داخل ميدان التحريرمساء أول أمس.. شاهدت خلالها مالم تشاهده عيني طيلة 25 سنة.. وجدت مصابين مصريين امام عيني ينذفون من اجسادهم.. سمعت صرخات اطفال وامهات.. شاهدت اصرار وتعنت شباب علي الاستمرار في المواجهة .. سمعت كلمات داخل ميدان التحرير اطلقها المحتجون للدفاع عن مايسمونه حدود دولتهم.. لم اكن اصدق عيني وان اشاهد تجمع لمصريين يتوعدان بضرب بعضهما البعض.. لم يرحما صرخات طفل طلب الخروج للخلاء ودموع امهات تحتضن اطفالها وتطلب الخروج .. وبكاء عجوزالقي علي وجهة الغطاء ليدفي جسده ببرود وقنابل المولوتوف .. وجرح شاب نذف دمه حتي هوي به في الارض . عيني أعتقد انها خذلتني.. ماهذا الذي أشاهده .. تشكيلات من المصريين علي دولة الحدود في ميدان التحرير .. انطلقت مكبرات الصوت من داخل الميدان .. هناك اعداء يهاجموننا من علي الحدود الشرقية المواجهة لكوبري قصر النيل .. ايقظ كتيبة النائمين .. واطلب من النساء ان تحضر الحجارة .. دع الشباب في المقدمة والشيوخ في المؤخرة واطلب من النساء احضار الحجارة والاسعافات الاولية .. هيا يااخي .. لم تتوقف الاستغاثات.. هناك كتيبة اخري تقوم بالاتصالات لاستقدام الدعم من الخارج .. وكتيبة اخري تفحص الداخلين الي الميدان لاتتوقف عند فحص هويتهم انظر الي وجوههم دقق النظر فقد يكونوا من الاعداء .. بعد عشر دقائق .. انطلقت الاصوات مرة اخري .. هناك هجوم من العمارات السكنية يجب صد هؤلاء الاعداء الي الخارج والسيطرة علي العمارات وانزالهم والقبض عليهم .. بعد نصف ساعه شاهدت عيني 200 جريح وشابا بين الحياة والموت .. نساء تبكي و اطفال يصرخون .. لهجات مختلفة في ميدان التحرير استطيع ان اميز بعضها فلسطيني .. اردني .. سوري .. سوداني .. صومالي . ومصريين وأجانب ثم تحركت قدمي .. وتوقفت عند نقطة اسعاف .. هي لاتعدو عن كونها خيمة صغيرة افترشها المحتجون داخل ميدان التحرير بها اسعافات اولية بسيطة .. اطباء مصريون يعالجون المصابين .. ثم يهب المصاب ليأخذ مكانه علي الجبهة .. اقصد الناصية المؤدية الي ميدان عبد المنعم رياض .. تناوله الفتاه الحجارة ويقدم له صديقه زجاجة المولوتوف .. الوضع كان بالنسبة لي صدمة . توقف أرني بطاقتك الشخصية .. انه طالب.. ادخل .. شاهد هؤلاء .. حاولوا قتلنا .. اشعل له الاضاءة .. ماهذا الذي اشاهده امام عيني مجموعة من المصريين ملقون داخل نفق المترو .. مقيدة أيديهم .. يطلبون من المحتجين تسليمهم للجيش .. المحتجون اصروا علي عدم تسلمهم للجيش واظهروا بطاقتهم الشخصية.. هذه هي سجن دولة التحرير مجموعات غير منظمة جاءو ا من أحياء شعبية مختلفة .. السنتهم لاتنطق سوي بكلمات يجب ان يخرجوا نحن لانعمل واعمالنا متوقفة.. هم السبب في كل شي. في الدمار والخراب والسرقات .. الاسواق نفدت والمحلات اغلقت .. لقد حقق الرئيس ماكانوا يطالبون به .. لنا ولهم .. هنا تركت الفريقين وكانت المواجهات قد هدأت بعد ان انسحب المتظاهرون المؤيدون للرئيس مبارك .. وسيطرت دولة التحرير علي كل الحدود وأمنت نفسها .. وكانت الساعة قد قاربت الثالثة صباحا. الجيش المصري لم يتدخل طوال ساعات الليلة التي قضيتها أول امس، وقف علي الحياد.. لكنه اسرع الي اطلاق اعيرة نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين وحتي لا تقع مذبحة كبيرة، يذهب فيها العديد من الضحايا المصريين.