أثارت زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلي السعودية الأسبوع قبل الماضي - جدلاً واسعاً في الأوساط العربية والعالمية، بسبب توقيت الزيارة التي جاءت بعد عدة سنوات من الانقطاع وعقب أيام من الصفقة التي وقعتها إيران مع الدول الست الكبري في فيينا حول برنامجها النووي..أعلنت حماس عن الزيارة وقالت إنها أسفرت عن مباحثات بناءة مع مسئولي السعودية لعودة العلاقات مرة أخري، وفي الوقت نفسه امتنعت السعودية وصحفها عن الإفصاح عن هذه الزيارة وما دار في المباحثات، إلا أن عادل الجبير وزير الخارجية السعودي قال في مؤتمر صحفي مع سامح شكري وزير خارجيتنا منذ أيام في الرياض أنه لم تجر السعودية مع أقطاب حماس أي مباحثات ولكن الزيارة كانت بغرض العمرة!، لن أشكك في كلام الجبير، ولكن تأخر نفي لقاء الملك سلمان ومشعل بالرياض «الذي تم بالفعل» يفيض إلي أن السعودية تخطط لشيء ما في المنطقة وأن رسالة زيارة حماس ذهبت واضحة لإيران بأن المملكة تستطيع انتزاع حلفائها واحدا تلو الآخر بعد صفقتها الغربية التي تهدد الشرق الأوسط. ميزان المصالح في التقارب السعودي الحمساوي «غير المعلن حتي الآن» يشير إلي أن المملكة تريد حماس في صفها لتقوية الجبهة السنية ولمواجهة الخطر الأكبر للتمدد الداعشي من منطلق «عدو عدوي..صديقي» وهناك ذراع أخري في اليمن.. كما أن من مصلحة حماس التسلح بالمملكة كأكبر قوة إسلامية في الشرق الأوسط لمساعدتها في رفع الحصار عن غزة، وللتوسط عند مصر لحل الخلاف مع الحركة..ولن أنساق وراء الحديث عن خلافات أو أزمات مكتومة بين مصر والسعودية حتي وإن كانت تغازل بعض المغرضين، ولكن أي محاولة لحل خلاف مصر مع الحركة سيكون وفقا للشروط التي تضعها القاهرة وبعيدا كل البعد عن التصالح مع جماعة الإخوان الإرهابية، وأعتقد أن السعودية ستقف مع شروطنا ولن تعارضها، لأنني أتيقن أن «كفتنا» تربح في ميزان المصالح المصرية السعودية.