ذهبت لحضور العرض الخاص لمسرحية علشان خاطر عيونك قبل افتتاحها بيوم او يومين ولم يعجبني العرض !! فقد كانت شريهان أو رزه تموت في المشهد الأخير بعد أن يقتلها بالخطأ كلب البحر( غريب محمود الذي حل بديلاً للفنان الراحل علي الشريف الذي توفي أثناء البروڤات) وكانت الروايه تنتهي بنهايه مأساويه حزينه لا تليق ببهجة العرض وزهوته وذهبت لوالدي بعد إنتهاء العرض وانا في الرابعة عشر من عمري وعبرت له بمنتهي الشجاعه عن ضيقي من الروايه بل وقلت له جمله ضايقته أن هذا العرض بالنسبة لي من تأليف الشاعر سيد حجاب فقد شعرت يومها أن الاغاني والاستعراضات هم أبطال العرض وقد أبدع الثنائي العظيم سيد حجاب وحبيبي العظيم الاستاذ عمار الشريعي رحمه الله فقد كان التنافس في مجال المسرح الإستعراضي في هذه الفتره ينحصر بينهما وبين بليغ حمدي وعبد الوهاب محمد اللذان أبدعا في رواية ريا وسكينه والعديد من الأعمال وقتها.. ظهرت علي وجه والدي علامات الغضب من جملتي ولكن المفاجأه أن رأيي تطابق مع آراء زملاؤه وأصدقاؤه المقربين وبالفعل تأجل الافتتاح وعكف والدي علي تغيير النهايه وإختصار الروايه التي كانت طويله بشكل مبالغ فيه وبالفعل أصبح عرض علشان خاطر عيونك بعد ذلك علامه من علامات المسرح الاستعراضي..نشأت وقتها علاقه قويه بين والدي والنجمه شريهان فقد كانت بمثابة الإبنه له وكان شديد الاقتناع بموهبتها الفذه وهو ماشجعه بعد ذلك ان يعاود التجربه معها وكتب لها رواية شارع محمد علي التي أبدع فيها وكانت من فصلين الفصل الثاني لم يكن هو نفس الفصل الذي رأيناه عند عرض الروايه بل كان اقوي بمراحل وكانت شيريهان تنوي إنتاج العرض فطلبت منه أن يترك لنفسه العنان ويحلم وهي قادره علي تحقيق احلامه، وكانت الترشيحات في البدايه أن يكون البطل أمامها هو الفنان الكبير فؤاد المهندس وان يكون دور وحيد سيف لمحمد رضا وان يقوم الفنان احمد مظهر بدور زوج الام الذي قام به الفنان عادل هاشم ولم يكن للمنتصر بالله دور في النص الأصلي بل كانت شخصية شلولو شخصيه هامشيه وكان دور البطل الشاب أمامها مرشح له محمود الجندي قبل ان يتألق في آداؤه بعدها المبدع هشام سليم وكان من المقرر أن يخرج الروايه المخرج الراحل حسن عبد السلام وهو الأمر الذي تغير بعد ذلك عندما تراجعت شيريهان عن إنتاج الروايه وحل مكانه المخرج الكبير محمد عبد العزيز الذي نجح وبجداره في تقديم العرض بشكل غايه في التطور وقتها.. وفي اواخر عام 1988 انتهي والدي من كتابة المشهد الأخير لروايته شارع محمد علي بل المشهد الاخير لأعماله ورحلته مع الحياه، فقد كان يجلس مع شيريهان يراجعان سوياً فينال الروايه وأصيب والدي في إصبعه ونزف وطالت قطرات الدم أوراق المشهد الأخير فتشائم والدي وأخبر شيريهان أنها علامه توحي بإنها روايته الاخيره وهو ماحدث بعدها بشهور، داهمت والدي متاعب في القلب بسبب وزنه الزائد ومياه علي الرئه وانفض عدد كبير ممن كانوا حوله من مرتادي شقة الدقي كعادة البشر في مصر وجلسنا أسابيع نترجاه أن يذهب إلي أقرب مستشفي لكي يتم علاجه بشكل صحيح ولكنه رفض، الوحيده التي إستطاعت ان تقنعه بسبب مكانتها لديه وعشرة العمر هي الفنانه إسعاد يونس التي جائت عازمه علي ألا تغادر شقتنا إلا وهو معها وكان بصحبتها حبيبه وصديقه المقرب الوفي المخرج عمر عبد العزيز الذي أخرج له اخر أعماله السينمائيه فيلم كراكيب وبالفعل اقنعاه بعد معاناه ونالا منه وابل من ( اللي قلبك يحبه) أثناء هبوطهم في المصعد الأحمر العتيق ثم أمام مدخل العماره لإنه كان متأكداً أنه إذا نزل من شقته لن يعود إليها مره اخري.. ذهبنا إلي المستشفي وطلب مني والدي ان أمنع قريبه معينه لنا عن زيارته فقد كان يتشائم منها وبالفعل نجحت علي مدار يومين في منعها لكنها أصرت وثارت ولم أستطع منعها ودخلت عليه قبل وفاته بساعات قليله لتقوم بعمل الواجب، فنظر لي نظرته الاخيره التي لم انساها يوماً وكإنه يقول لي : خلصت عليا يا ابن ال......:) سلامو عليكو