ودع الشاعر حسام نصار 2010 بحفل توقيع ديوانه الثاني " كلمة في ودن الموت " الذي يستكمل به حرفية رسم الصور الدرامية التي عبرت عنها قصائد ديوانه الاول " تايه بدور ع البلد " ، وان كانت قصائد ديوانه الثاني تتسم بالدراما الفلسفية التي تصور المشهد بتأمل مفكر متمعن تغالبه الدهشة في احيان ، وتكشف له الظواهر التي يرصدها بحسه الشاعري ولغته التي تتسم بمفردات شديدة الخصوصية ما يجعله متأملا وساخرا ومتحديا لظاهرة الموت التي شغلت فكر الفلاسفة والعلماء والشعراء ، نراه مثلا يقول : عندي سؤال متحاش إزاي يا موت تنعاش . وفي نفس القصيدة يقول : قابلني بيك يا موت انزل لي م الملكوت عايزك تعيش لي هنا بعنين وودن وصوت . كثير من شعراء العامية والفصحي تناولوا ظاهرة الموت ، فقال صلاح جاهين في واحدة من رباعياته " لابد ما يموت شيء لجل ما يحيا شيء "، ومن منطلق صوفي اخبرنا ابو العتاهية في قصيدة له ان " الموت باب وكل الناس داخله " ، اما ابو نواس فله قصيدة بعنوان " الموت قريب منا " ، ولأبو فراس الحمداني قصيدة يقول فيها " أما يردعُ الموتُ أهلَ النهي.. وَيَمْنَعُ عَنْ غَيّهِ مَنْ غَوَي "، لكن ما يميز كلمة حسام نصار في ودن الموت ، انه لا يتوقف امام الموت الجسدي الذي يعني الاختفاء والرحيل ، انما يقدم صور معاني أخري لمفهوم " الموت " ، ففي قصيدة " سريح " يقول : سريح وشايل .. فوق كتافه ضريح . وفي مقابلة بديعة اخري لحالة رحيل وحالة حياة يقول : جوز خالتي مات وف بركة السبع العزا متأخرين انا وخيلاني ع الطريق والزرع علي جنباته مبهج بس فيه شجن الخضار وكأنه عارف انه في الاخر حصاد . حسام نصار لم يقل كلمة في ودن الموت انما خدعنا بالعنوان لأنه قال كلمته في ودن الحياة.