لقد كانت عاصفة الحزم هي نقطة التقاء دول الخليج وعدد من الدول العربية علي رأسهم مصر في الالتحام والدفاع عن الشرعية في اليمن من فضلكم علموا أولادكم التاريخ حتي يكونوا علي علم بالزعماء العرب الذين تركوا بصمات علي صدر التاريخ.. والذي سأحكيه لكم ليس من ذاكرتي أو من الخيال لكنه جزء من التاريخ.. فقد اكتشفت أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاتل ابن مقاتل.. لقد وقفت مذهولا أمام تاريخ والده المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود.. لم يؤسس المملكة العربية السعودية من فراغ أو أنه وضع يده علي الربع الخالي وحوله إلي مدن.. لقد سبق طفولته فقد دخل الحرب وعمره عشر سنوات.. نعم عشر سنوات أصر أن يشارك والده الامام عبد الرحمن بن فيصل في معركة فاصلة بينه وبين آل رشيد والتي دارت رحاها في صحراء الجزيرة وهي أول معركة حربية لفيصل مع آل رشيد والتي انتهت باستيلاء رشيد علي الرياض.. - هذا جزء من التاريخ والجزء الأهم كيف تحول عبد العزيز من صبي إلي مقاتل يقود القبائل البدوية ليسترد الجزيرة العربية.. بعد ان سقطت الرياض في قبضة آل رشيد انتقل عبد العزيز إلي الكويت وكان أميرها في ذاك الوقت مبارك الصباح الذي استقبل الصبي الشاب عبدالعزيز ووالده الأمير عبد الرحمن بن فيصل.. وقد بقي في الكويت قرابة الثماني سنوات تعلم فيها السياسة والمجالس وأساليب الحرب.. - وهنا لكم أن تعرفوا كيف تحول الابن عبد العزيز آل سعود من مقاتل إلي قائد حرب.. بعد أن بلغ من العمر ثمانية عشر عاما نجح في أن يقنع والده في استعادة حكم أسرته في القيام بمحاولة لاستعادة الرياض، وكان والده يخشي عليه من عدو قوي يفوق في القوة والعدد.. وكان عبد العزيز هو من أثبت لنا نظرية أن العدد ليس معيارا في الانتصار إذ استطاع ب72 رجلا من الرجال الأشداء والذين نعرفهم الآن برجال الصاعقة أن يخوض معركته ضد أبناء الرشيد ويستعيد الرياض.. هذه هي شجاعة أمير في السابعة عشرة من عمره، وتستمر الانتصارات والتي بدأها وهو يقيم في الربع الخالي من جنوب الجزيرة العربية أن يجمع أنصاره من قبائل البدو العربية ويتوجه إلي المقاطعة الجنوبية من نجد ويسيطر عليها فتدخل «الخرج» «والأفلاج» تحت قبضته وتتوالي الانتصارات حتي نجح في أن يجبر بريطانيا العظمي علي الاعتراف بالواقع لتعترف بقبضته علي الجزيرة العربية فيصبح أمام العالم هو المؤسس للمملكة العربية السعودية.. - لماذا لا نشرح لأولادنا في الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب أن قرار خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز في إطلاق إشارة الحرب علي الشرذمة الحوثية التي تهدد أمن المملكة لم يأتِ من فراغ.. فهو مثل والده.. الوطن عنده مثل العرض ومن يفرط في وطنه يفرط في عرضه.. وكانت عاصفة الحزم هي امتداد لمشوار والده مع آل رشيد.. فها هو سلمان بن عبد العزيز يخوض حربا ضارية علي الحوثيين الذين فجروا وركبوا الشرعية في اليمن.. وكانت عاصفة الحزم طاقة نور للشعب اليمني الشقيق الذي انخدع في جيشه وفي قادته الخونة اتباع رئيسهم المخلوع علي عبد الله صالح فهم الذين أعطوا إشارة الهجوم علي الشرعية وسهلوا لهم الاستيلاء علي صنعاء ومنها إلي الحديدة.. لقد أحدثوا تمزقا في القوي الشعبية.. الشعب اليمني خرج عن بكرة أبيه يعلن رفضه الحوثيين، ولما كشفوا عن نواياهم في التحرش بالمملكة كشف لهم سلمان بن عبد العزيز عن العين الحمرا وأعطاهم درسا لن ينسوه.. - لقد كانت عاصفة الحزم هي نقطة التقاء دول الخليج وعدد من الدول العربية علي رأسهم مصر في الالتحام والدفاع عن الشرعية في اليمن.. اشتركت هذه الدول بطياراتها وغواصاتها في تأمين اليمن وحدوده، وفرت أمامهم الحشود الحوثية كالمطاريد في الجبال.. وتعلن المملكة السعودية أنها ماضية في معركتها حتي يخرج آخر حوثي من اليمن.. لقد أحسن الملك سلمان وكانت هذه الحرب هي اختبار للقوات السعودية التي لم تدخل حربا من قبل.. سلاح جوي كشف عن براعة نسوره من الشباب السعودي.. وزير دفاع شاب يقود معركة لأول مرة.. فقد تفوق الأمير محمد بن سلمان علي نفسه في إدارة حرب من داخل غرفة العمليات التي كانت تدير عاصفة الحزم وبسبب نجاحه أرجأ اشتراك القوات البرية لأن العملية لم تعد تستحق دخولها بعد هروب عصابة الحوثي من مواقعها.. - صدقوني الاقتراح الذي أصبح قرارا في مؤتمر القمة بإنشاء قوة عربية مشتركة من بين الجيوش العربية الفضل فيه يرجع للرئيس السيسي في إعلانه هذا الاقتراح.. ما من شك المشاركة العربية القتالية في عاصفة الحزم تبشر بنجاح هذا الاقتراح.. يكفي أن تصبح لنا قوة عربية تحمي الأوطان دون تدخل الناتو في شئوننا كعرب.. يكفي الدمار الذي شهدته ليبيا الشقيقة وكان الناتو يقتل الأبرياء تحت مسمي النيران الصديقة.. لا نريد صداقتهم ولا نيرانهم..