م القلب

من أثيوبيا إلي شرم الشيخ

حدثان مهمان فرضا نفسهما علي الساحة الافريقية والعربية وجذب انظار العالم بقوة وكانت لهما دلالة واضحة علي عودة روح العمل الجماعي والتنسيق المشترك والاتجاه إلي نبذ الفرقة وتحقيق التكامل علي ارض الواقع.
سوف تتذكر الاجيال القادمة ان مصر واثيوبيا والسودان اختاروا التعاون وانحازوا إلي جانب الثقة المتبادلة والسعي لمستقبل افضل لشعوبهم بالاستفادة من نهر النيل العظيم الذي وهبه لهم الله سبحانه وتعالي ليكون مصدرا للخير والنماء وقيام الحضارات علي ضفتيه.. وسوف نذكر بكل الخير مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وزيارته التاريخية لاثيوبيا والسودان لوضع اسس التكامل الاقتصادي بين مصر ودولتي الجوار والبعد الاستراتيجي الافريقي بما يخدم اهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الثلاث.
ثم جاءت عاصفة الحزم» التي ترجمت التكامل العسكري العربي والتنسيق الجيد في اتخاذ القرار السريع عندما تدخلت 9 دول عربية ووجهت ضربات عسكرية «للحوثيين» الذين انتهكوا الشرعية باليمن وارتدوا قناع الثورة ليفرضوا سيطرتهم وارهابهم ويسعون لانزلاق اليمن إلي حرب اهلية تقضي علي الاخضر واليابس في البلاد فجاء التدخل العسكري العربي عندما اصطدمت الحوارات السلمية بعناد «الحوثيين» واصرارهم علي الاضرار باليمن وبدول الجوار.
ان عيون العالم تتعلق حاليا بالقمة العربية المنعقدة بشرم الشيخ بأن تتخذ مزيدا من القرارات الحكيمة لتشكيل قوة عسكرية عربية لمحاربة الارهاب ومخططات نشر الفوضي والتقسيم بالمنطقة.. وان يكون حماية الامن القومي العربي واستقرار المنطقة وتنميتها هو الترجمة لقرارات الزعماء العرب بقمة شرم الشيخ.