كما يولد الأمل من الألم والسعادة من المعاناة فستخرج مصر من هذه المحنة أكثر وحدة وأشد تكاتفا بين مواطنيها ولا أقول عنصريها ولن تنجر وراء ما يراد لها وما يحاك ضدها فكلنا مصريون شركاء في الماء والهواء في الشدة والرخاء في غلاء الاسعار وفي زحمة المواصلات، كلنا من أصل واحد منا من اختار الإسلام ومنا من بقي علي مسيحيته وليس هناك ضيوف وأصحاب بلد كما يدعي بعض الغافلين عن حقائق الامور فرغم مرور 41 قرنا علي دخول الاسلام إلي مصر مازال مواطنوها علي حريتهم في اختيار دينهم ولم يكن أبدا سببا في العداوة والبغضاء بشهادة الاجانب. فمن تقرير جون يورنج المبعوث الانجليزي وزير خارجية بريطانيا عام 7381 يقول »ولا يكاد يوجد بينهم - المسيحيين - وبين النازحين من الاوروبيين أي اختلاط وعاداتهم شأنهم شأن المسلمين فالحجاب مضروب علي نسائهم كما علي نساء المسلمين وهم كالمسلمين يؤمنون بالخرافات الشائعة في البلاد سواء كانت راجعة إلي أصل إسلامي أم مسيحي«. وقال كرومر في كتابه مصر الحديثة »الخلاف الوحيد بين القبطي والمسلم ان الاول مصري يتعبد في كنيسة مسيحية والثاني مصري يتعبد في مسجد محمدي«. فلا ينبغي أبداً ان نتجاهل الجامعة الوطنية التي تجمعنا رغم اختلاف الدين ككيان سياسي وحضاري وتكوين تاريخي ونفسي واحد نعاني معا الازمات ونتحمل درجات الحرارة العالية والرطوبة في الصيف والبرودة والصقيع في الشتاء. أما ضعاف النفوس والعقول والميالون إلي الشر من المواطنين - ولا اقول من الطرفين - فيجب الوقوف في وجوههم وصدهم عن غيهم بالمعروف أولا ثم بالحسم والشدة ثانيا حتي لا يجرونا وراءهم إلي فتنة لا تبقي ولا تذر وحتي لا يكونوا عونا للشياطين علينا.