عرفت الزميل محمد عبدالغفار صحفياً دءوباً في عمله، لحوحاً علي مصادره، وكاشفاً عن الغريب والعجيب في أخباره وتحقيقاته خلال سنوات عمله الطويلة في »أخباراليوم« الأسبوعية. وجد محمد عبدالغفار في »البرلمان« بمجلسيه: »الشعب« و»الشوري« غاية المراد في البحث والتنقيب عما يثير فضوله الذاتي قبل إثارة فضول القاريء. فالخبر العادي، الروتيني، والموجه من مكاتب كبار المسئولين التشريعيين لا يهمه. فهو أي: الخبر أصبح علي مكاتب كل الزملاء، وبالتالي فإن نشره لن يضيف للصحفي ميزة، أو إنفراداً، يحسب له.. وبالتالي كان الزميل محمد عبدالغفار يبحث فقط عن الخبر الذي انفرد به، والقصة التي تثير الجدل لدي الرأي العام. وما يبحث عنه محمد عبدالغفار لم يكن أو علي الأقل متاحاً يومياً وأسبوعياً، ولذلك كان رؤساؤه في »أخباراليوم« يتشددون معه لأنه لم يقدم أخباراً وقصصاً للصفحة الأولي ولصفحتي البرلمان. وكان محمد عبدالغفار يدافع عن نفسه بأن أخبار المجلسين »أكثر من الهم علي القلب«، ورغم ذلك فإنه لا يجد فيها ما يستحق النشر من وجهة نظره! وهو منطق كثيراً ما رفضه رؤساؤه، وطالبوه بتقديم الأخبار كما هي ويترك لهم حق تقييمها واختيار مايرونه منها صالحاً للنشر .. وهو ما كان يوسع دائرة الجدل، وأحياناً يعرض الأمر علي مدير التحرير، أو رئيس التحرير، لعل وعسي ينجح أحدهما في التوصل إلي حل وسط يرضي الجانبين! صفحات »أخباراليوم« خلال تلك السنوات حفلت بأخبار وقصص وتحقيقات قدمها محررها البرلماني الأستاذ محمد عبدالغفار وتميزت بانفراداتها، وغرابتها، وخطورتها.. في بعض الأحيان. لقد نجح محمد عبدالغفار في الكشف عن العديد من الممارسات البرلمانية الخاطئة، والمؤثمة، التي ارتكبها نواب تحت قبة مجلس الشعب. من هذه الممارسات ما أصبح محل تحقيقات واسعة، أثبتت صحة وقائعها، وعوقب بعض مرتكبيها بما ينص عليه القانون، كما استحال علي البعض الآخر تجديد عضويته في الدورة البرلمانية التالية.. بقرارات من ناخبي دوائرهم الذين فقدوا الثقة فيهم. لم تنته »انفرادات«، و»خبطات«، محمد عبدالغفار، بعد نشرها علي صفحات »أخباراليوم« سنة بعد أخري علي امتداد عقدين من الزمان، وإنما فاجأنا زميلنا الدءوب بالكتاب الذي أصدره منذ أيام، تحت عنوان: »شقة جامعة الدول« عن دار نشر:»رؤية« ويتضمن فصول رواية طويلة 414 صفحة ألفها واختار أبطالها من بين السادة النواب الذين سبق أن كشف عن ممارساتهم الخاطئة، وأدمجهم وأدمجها في رؤية درامية، إبداعية، لخصها المؤلف أو الناشر علي الغلاف الخلفي قائلاً: [ إن رواية »شقة جامعة الدول« تكشف فضائح الفساد السياسي والأخلاقي ابتداء من صانعي القرار ونواب البرلمان وأروقة الجامعات الذي يلقي بظلاله علي مجتمعنا بجميع طبقاته]. مقدمة مثيرة لرواية أكثر إثارة، ولكاتب كثيراً ما أثار جدلاً واسعاً بحكاياته الصحفية التي التقطها من خلال إقامته شبه الدائمة داخل البرلمان لسنوات طويلة. الرواية وجدت قبولاً لافتاً من القراء، وترحيباً واضحاً من النقاد. صحيفة »الدستور« أول من قامت بعرضها علي صفحاتها. ورحب بها الزميل، الصديق، الأستاذ »محمد العزبي« ، في عموده المتألق يومياً ب »الجمهورية«. وبالأمس.. قرأت في مجلة »المصور« مقالاً للناقدة الأدبية الأستاذة:»عزة سلطان« عن رواية محمد عبدالغفار، جاء فيه : [رواية »شقة جامعة الدول« تقدم محاكاة للواقع علي مستويات مختلفة، ونجح الكاتب محمد عبدالغفار في أن يُحكم خيوطها بعناية ويقدمها للقاريء في شكل السهل الممتنع. استطاع الكاتب أن يقدم عملاً يمكن متابعته دون ملل، وهو أساس الإمتاع في العمل الأدبي، وبحرفية شديدة استطاع أن ينجو بالقاريء من فخ الملل والرتابة وجاءت الأحداث خالية منهما]. وفي فقرة تالية.. أضافت الزميلة »عزة سلطان«: : [عندما نعرف أن الكاتب هو صحفي بالبرلمان لمدة20عاماً يعطي ذلك بعض الثقة في كون الأحداث واقعية. فالقاريء يجد نفسه أمام إحدي النمائم التي ينقصها فقط، أن تذكر اسم النائب الموقر].