كانت موضوعات « محاربة الإرهاب وأمن الخليج واستقرار المنطقة» تقليديا من بين أولويات ومحددات السياسة الأمريكية في المنطقة علي مدار عقود، أما استقرار المنطقة فللحفاظ علي تدفقات النفط. وأما أمن الخليج فللتصدي لإيران ونموها كقوي إقليمية عصية علي واشنطن. وأما المصلحة العليا لأمريكا في المنطقة فهي اسرائيل. ومن أجل ذلك اهتمت أمريكا بمحاربة الارهاب قبل ان تتضاعف هذه الأهمية بعد أحداث 11 سبتمبر. وبعد اندلاع الربيع العربي تخبط الموقف الأمريكي بشدة. وجاءت مواقفه المتضاربة نابعة من عدم وجود رؤية واضحة لدي صنّاع القرار في الولاياتالمتحدة بشأن كيفية التعامل مع دول المنطقة. لكن مؤخرا بدت إدارة أوباما وكأنها قلبت تلك الأولويات الإقليمية رأسا علي عقب لكن دون المساس بأولوية أمن اسرائيل. وقال تحليل أخير لمعهد «جيت ستون» الأمريكي للأبحاث أن أمريكا تتحالف مع قطر التي تتهمها قوي إقليمية في المنطقة بأنها تدعم الجماعات المسلحة علي نطاق واسع لاسيما في ليبيا. وتتحالف واشنطن كذلك مع تركيا التي سهّلت من إرسال متطرفين أجانب للقتال في سوريا في خضم الثورة التي بدأها سوريون في مقاومة نظام «بشار الأسد». وفيما يتعلق بأمن الخليج. فإن واشنطن قد تجاهلت. ولا تزال. المخاوف الخليجية من تقاربها التاريخي مع إيران والذي سيعزز قوي المعسكر الشيعي في المنطقة في مواجهة المعسكر السنّي. كما بعثت بإشارات سياسية أخيرة تشير إلي تخليها عن رغبة الخليج في اسقاط نظام الأسد. أما الاستقرار الذي كانت أمريكا تتحالف مع ديكتاتوريات في المنطقة من أجله. فبدا وكأنه أخر ما يعني واشنطن الان. وبرز التخبط والتناقضات بشكل خاص بعد تغيير النظام المصري في يوليو 2013. فعززت واشنطن من تحالفها مع جماعة «الإخوان». ومن ثم أيدت «الغطاء الشرعي» لنشاط المسلحين في مصر. ليتساءل المحللون عن السياسة الأمريكية التي تغض بصرها عن استقواء داعش والجماعات الإرهابية في مواجهة النظام المصري. بينما تتأكد من إنهاك قوي هذه الجماعات في مناطق أخري مثل العراقوسوريا.