فؤاد بلقاسم.. واحد من بين 46 متهما صدرت ضدهم أحكام بتهمة الانتماء إلي منظمة إرهابية تجند الشباب وتقوم بتدريبهم للانضمام إلي صفوف تنظيم داعش للقتال في سوريا والعراق.. فقد أصدرت محكمة الجنح في انفير شمال بلجيكا حكماً بالسجن 12 عاماً علي بلقاسم زعيم جماعة "الشريعة من أجل بلجيكا" الإسلامية المتشددة التي تشكل أبرز شبكة لتجنيد الجهاديين في بلجيكا. فؤاد بلقاسم (32 عاماً) شاب مغربي من أصل بلجيكي، نشأ في مدينة بووم بمقاطعة أنفرس شمال بلجيكا، متزوج ولديه طفلان، سبق أن ألقي القبض عليه عدة مرات قبل أن يصبح متطرفا، ففي عام 2005 تمكنت الشرطة البلجيكية من ضبط أكثر من 5 أطنان من الحشيش علي متن حافلة كانت قادمة من المغرب واعتقلت علي إثر ذلك 7 متهمين بينهم فؤاد بلقاسم ووالده، وقضت المحكمة الابتدائية في بروكسل وقتها بالسجن ثلاث سنوات لبلقاسم الابن وسنتين للأب بعد توجيه تهمة "الاتجار في المخدرات وتشكيل منظمة إجرامية"، لكن لحسن الحظ أثناء جلسات الاستئناف شب حريق في جزء من المحكمة احترقت خلاله مجموعة من الملفات بينها ملف قضية الاتجار بالمخدرات المتهم فيها بلقاسم ليتم حفظ الملف إلي حين استعادة ما أتلفه الحريق. وفي عام 2010 التقي بلقاسم ب أنجيم شودري إنجليزي الجنسية باكستاني الأصل، حيث قرر شودري عزمه تطبيق الشريعة في بلجيكا وإنشاء فرع له هناك، وبعد شهرين من اللقاء أسس بلقاسم بصحبة فيصل يامون - الذي قتل لاحقا في سوريا - جماعة "الشريعة لأجل بلجيكا"، ليصبح بلقاسم فيما بعد الناطق الرسمي والزعيم الروحي للجماعة. وكان أول ظهور إعلامي للجماعة في مارس 2010، حيث قام أفرادها بإلغاء محاضرة للكاتب الهولندي "بيننو بيرنرد" في جامعة أنفرس، ثم عقد بلقاسم مؤتمرا صحفياً برفقة "شودري" وأكد خلاله أن "الإسلام جاء ليحكم بلجيكا، وإن كان هناك أشخاص غير متفقين مع هذا الرأي، فليرحلوا، أو يحرقوا أنفسهم في جهنم"، كما أثار بلقاسم ردود فعل داخل فرنسا بعدما دعا كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إلي التوبة وارتداء النقاب والانفصال عن زوجها ساركوزي الذي وصفه بالكافر. وتأمل السلطات البلجيكية بهذه المحاكمة أن تكون رادعا للشباب الذي يتبني الأفكار المتطرفة عن التوجه للقتال في صفوف التنظيمات المتشددة في سوريا والعراق.