اهتم المصري القديم بفن المعمار مما جعل مصر تحتضن من عجائب الدنيا السبع القديمة الأهرامات ومنارة الإسكندرية، وظل المصري يواصل إبداعه في هذا المجال، لتشتهر القاهرة في عصرنا بمآذنها الشاهقة التي تمتع الناظر إليها، وبها اشتهرت كمدينة الألف مأذنة. لكن بعض هذه المآذن تتعرض للاهمال أو طرق ترميم خاطئة تنهار معها وتختفي من الوجود، وهذا ما دفع الباحثة الأمريكية »دوريس أبوسيف« لتأليف دراسة مهمة صدرت مؤخرا عن قسم النشر بالجامعة الأمريكية بعنوان »مآذن في القاهرة« وشارك فيها المعماري الشهير »نيكولاس وارنر« مع صور مهمة ونادرة للمصور »بيرنارد أوكان«، وتكمن أهمية هذه الدراسة بجانب تقديمها للسمات التي تميز هذه المآذن بدءا من الفتح الإسلامي لمصر وحتي نهاية الامبراطورية العثمانية أنها مرجع لمعرفة تاريخ القاهرة وثقافتها وتشرح لنا لغة المعمار، وتدق ناقوس الخطر ليستيقظ الجميع للمحافظة علي هذه الثروة. واستعانت المؤلفة بدراسات أوروبية قديمة وصور حافظت علي بيانات بعض المآذن التي اختفت لأسباب عديدة. »مآذن في القاهرة« كتاب يقدم بالصورة والرسم ميراث مصر الإسلامي في أبهي صوره مستعرضة روائع فنية هي بمثابة تراث إنساني عالمي، يشهد بتاريخ طويل شارك في صنعه فنانون كبار حفظ لهم هذه الروائع، وتختتم الباحثة دراستها بفصل كامل عن المعمار الفني للمسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة علي ساكنها أفضل الصلاة والسلام.