نشرت صفحة «من قلبي» بتاريخ 26 ديسمبر الماضي قصة «عفريت جدي» لصديق الصفحة سالم سعوير، يحكي فيها عن جد أمه «عبدالودود» وعلاقته بالعفاريت من خلال كتاب ورثه عن أسلافه، وقال إن جده اتبع الخطوات واستطاع تحضير العفريت ولكنه لم يستطع أن يصرفه، وكان جزاؤه علقة ساخنة من العفريت ولم يتركه إلا بعد أن أقسم الجد بألا يعود إلي إزعاج العفريت مرة أخري.. وهنا هو يستكمل القصة علي طريقة جدة الحكايات شهرزاد. كان ياما كان في حكاية «عفريت جدي» أنه بعد أن أقسم الرجل أمام العفريت «سمحجان» بأنه لن يعود إلي هذه العملية مقابل أن يكف عن ضربه ويتركه يرحل عاد جدي إلي بيته مهزوماً مقهوراً يجر أذيال الخيبة يتوكأ علي جريدة نخلة متأبطاً كتابه يمشي ببطء متحملاً آلام ظهره الشديدة وما أن دخل من باب البيت حتي شاهدته جدتي وسألته عن السبب فارتمي وتمدد علي البرش ووضع الكتاب تحت رأسه وهو يتلوي من شدة الألم، وقال لها: وقعت من علي النخلة فاستنكرت ذلك وقالت: أنت زارع نخل الغيط كله ومربيه وعارفه والنخل كله يعرفك ومش معقول توقع من علي النخلة. فقال: الجريدة انكسرت ووقعت روحي هاتي المدلك. فذهبت مسرعة إلي المدلك وحضر وفحص جدي وقال: دي مش وقعة نخلة يا عبدالودود دي وقعة سودة.!.. وذهب لإحضار العلاج وعاد ببعض النباتات والأعشاب ووضعها في حلة صغيرة نحاس أحمر مع دقيق وماء ورفع الحلة علي النار مع التقليب إلي أن صارت عجيبنة فكشف عن ظهر الرجل ووضع العجينة علي الفقرة المكسورة وربطها بشال قديم صوفي وطلب منه النوم علي ظهره وعدم الحركة لمدة شهر ونصف الشهر ثم طلب من جدتي أن تطعمه في الفطار عدس وشربة عدس وفي الغداء لحم غنم وشربته وفي العشاء عسل نحل وعيش ذرة وكان يحضر كل أسبوع لكي يطمئن عليه، وفي الأسبوع الأخير للمهلة التي حددها المدلك أخذ جدي يفكر بينه وبين نفسه في الخطأ الذي ارتكبه في تحضير العفريت فقد كان يتبع التعليمات بكل دقة ولم يخرج عن النص وأعاد قراءة صفحات الكتاب مرة واثنين خاصة صفحة كيفية حرق العفريت... وبعد تمام الشفاء قرر العودة إلي العشة ولكن كانت أمامه مشكلة وهي أنه أقسم أمام العفريت علي عدم العودة إلي ذلك فاستقر رأيه بينه وبين نفسه علي الصيام ثلاثة أيام وفعلاً صام المدة المحددة وبعدها مباشرة فتح الكتاب وأعاد قراءة الصفحة الخاصة بما يجب اتخاذه بعد تحضير العفريت وهي أن يعامله بكل قسوة وجدية حتي يشعر العفريت أنه أمام إنسان قوي متمكن وواثق من نفسه وهنا وضع يده علي الخطأ ثم أغلق علي نفسه الغرفة وأخذ يمثل الدور بافتراض أن العفريت أمامه وعندما اطمأن وتأكد من النجاح حمل كتابه وتوجه إلي العشة وبعد أن جلس القرفصاء فتح الكتاب وشرع في مراسم التحضير وما هي إلا لحظات حتي ظهر العفريت «سمحجان» أمامه وبدلاً من أن يقول له: شبيك لبيك.. قال بسخرية شديدة: هو انت تاني يا عبدالودود؟!.. ورفع يده لكي يهوي علي رأسه، فرد جدي بكل حزم وثقة واحتقار: والله يا سمحجان يا عرة الجان يا أبو مخ بدنجان إذا لم تحترم نفسك لأكون قاريء عليك طريقة حرق العفاريت وأخليك كوم رماد. فانكمش سمحجان حتي أصبح في حجم الإنسان ثم جلس بجوار جدي مطأطأ الرأس يسيطر عليه الذل والهوان والخوف. الصديق الدائم سالم شعوير - ادكو