العودة للجذور والأصالة تحمي الحاضر وتبني المستقبل ومن هنا كانت مبادرة الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر التي حملت عنوان »بيت العائلة« ويجب ان نلتقي جميعا حولها في المنازل والمدارس وان تقوم اجهزة الاعلام بتبنيها لكي تزرع في الابناء حب الآخر لاننا نتشارك في وطن واحد.. وبيت العائلة مبادرة تعبر عن واقع عشناه ونؤمن به.. والمبادرة من أهم الافكار التي طرحت مؤخرا للمساهمة في ازالة الاحتقان بين ابناء الوطن وقداسة البابا شنودة قال في حديث له ان مصر وطن لا نعيش فيه ولكنه يعيش فينا. بيت العائلة ينفذ اسلوب المواطنة ويضم اقباطا ومسلمين لوضع خطة لانشاء منتديات اسلامية وقبطية لتوثيق روابط الاخوة والمحبة وسكان البيت من كبار قادة الفكر وشخصيات عامة للحوار بموضوعية وصراحة لحل المشاكل والازمات التي تواجه المجتمع المصري والتصدي للمؤامرات الخارجية، وفكرة بيت العائلة موجودة بين طوائف الشعب المصري منذ قديم الزمن ولقد تعايشنا مسلمون واقباط في جميع الاوقات في بيت عيلة كبير لا يفرق بيننا احد وبيت العائلة سيكون لبنة أساسية للحفاظ علي الأسرة المصرية.. والفكرة في حد ذاتها ستكون ناجحة ويجب اختيار من يمثلون المسلمين والاقباط بدقة وشخصيات تعتز ببلدها وتستطيع الدفاع عن الوطن وقيمه لان الحوارات قائمة علي المصارحة والاحترام والقدرة علي المحبة وعدم وجود أي شتات. والاسبوع الماضي كانت هناك سلسلة من الافكار قائمة علي اهمية المشاركة سواء تجارية أو اجتماعية بين المصريين مسلمين واقباط كما كانت هناك مبادرة من الدكتورة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان باعداد سلسلة كتيبات للاطفال تتناول القيم المشتركة بين الدين الاسلامي والمسيحي.. وان يقوم الازهر والكنيسة بوضع صورة مبسطة لمضمون القيم الانسانية بعيدا عن التشدد وما تدعو اليه الاديان ويحض عليه القرآن الكريم والانجيل للتصدي لاسباب التعصب والتطرف. وكان احتفال مصر بعيد الميلاد المجيد هذا العام له طابع خاص وذكرنا بالايام الجميلة بين المسلمين والمسيحيين عندما كنا نحتفل بأعيادهم وهم يحتفلون بأعيادنا. وفي عيد الميلاد المجيد نتذكر ان مصر البلد الأمين هي التي هرب الي أرضها السيد المسيح والعذراء مريم ومصر احتضنت السيد المسيح والسيدة مريم.. وعلي مر القرون كانت مصر صاحبة الكنيسة القبطية. والدستور المصري يكفل حرية العبادة لكل المصريين واحترام مبدأ المواطنة واعلاء قيم التسامح والدولة تقوم بمسئولية حماية جميع مواطنيها مسلمين واقباطا فهما ابناء مصر، والدولة تكثف تدابيرها الامنية والوقائية لحماية كل من يتواجد علي أرض مصر.. والجريمة الارهابية في كنيسة الاسكندرية مع مطلع العام الجديد أوجعت قلوب كل المصريين.. واكدت ان الارهاب يستهدف وحدة مصر الوطنية واستقرارها.. الارهاب لا يعرف وطنا أو دينا وليس هناك أي بلد بمنأي عن مخاطر الارهاب. ومصر الهلال والصليب مع بداية مرحلة جديدة ومهمة من اجل مستقبل الخير وكل عام ونحن جميعا بخير.