عندما يقول الرئيس عبد الفتاح السيسي ربنا هيحاسبني قبل الناس.. وأن القانون هيمشي علي الكل من أول رئيس الجمهوريه حتي أبسط مواطن.. فماذا ننتظر من المسئولين في الدولة . أنا حريص علي حقوق الإنسان أكثر من أي أحد مش علشان حد هيحاسبني، لكن ربنا هيحاسبني قبل الناس.. القانون هيمشي علي الكل من أول رئيس الجمهورية حتي أبسط مواطن.. هذا من أقوال الرئيس عبد الفتاح السيسي التي جاءت في كلمته بمناسبه عيد الشرطة الثلاثاء الماضي.. مؤكداً علي التزامه ببناء دولة القانون وحقوق الإنسان. إن ما جعلني أقتبس هذا الجزء من الكلمة أمران.. الأمر الأول أن الرئيس أكد حرصه علي فرض سيادة القانون وتطبيقه علي الجميع دون استثناء. وهذا شيء عظيم حقاً أن يسود القانون.. فهو نواة بناء دولة ديمقراطيه حقة.. وعلينا أن نحول هذه الكلمات التي أطلقها الرئيس إلي منهج حياة.. وهنا يأتي دور المواطن الذي عليه أن يعرف حقوقه وواجباته الدستورية والقانونية تجاه الوطن وتجاه الآخرين.. ويعلم جيداً أن هناك قانونا سيطبق عليه عندما يخطيء.. وهو نفسه القانون الذي سيحميه ويمنحه حقه عندما يغتصب منه.. ثم يأتي دور رجال الشرطة المنوط بهم تنفيذ القانون فعليهم أن يحسنوا معاملة المواطن.. وأن يطبقوا القانون بشفافية، عليهم أن يساووا بين الناس دون استثناء.. وألا يظلموا أحدا.. فالظلم ظلمات يوم الدين.. عليهم ألا يغضوا البصر عن جرائم البيه والباشا، وأن ينفذوا القانون، بل يتشددوا في تنفيذه علي الغلبان والفقير.. عليهم ألا يتجبروا علي أحد.. فالكل سواسية أمام القانون، وأمام سلطانهم.. وأن يعلوا حقوق الإنسان في معاملتهم مع المواطنين..وأخيراً يأتي دور القاضي الذي عليه أن يطبق القانون.. وأن يعلوا العدل دون تمييز..فالقانون لا يفرق بين الباشا والبواب.. فالعدالة عمياء لا تبصر من يقف أمامها فتستحسن هذا لملبسه الفخم وتمقت ذلك لفقره وضعفه. علي القاضي أن يتمسك باستقلاله، وألا يخضع لأحد سوي لضميره.. فضمير القاضي لا يهدأ حتي يحصل كل صاحب حق علي حقه.. وعليه أن ينأي بنفسه عن مواطن الشبهات أو أن يخضع لسلطان يؤثر علي عمله وضميره أما الأمر الثاني الذي جاء في كلمة الرئيس هو قوله ‘‘ ربنا هيحاسبني قبل الناس ‘‘ وهي دعوة صريحة لإحياء ضمائرنا.. وأن نعامل ربنا في تصرفاتنا، وأن نضع الله أمام أعيننا فلا نظلم، ولا نتجبر ولا نتكبر. وإذا تحقق كل ذلك فإن العدل سوف يسود.. وإذا ساد العدل ارتاح الناس.. وحصل كل منا علي حقه دون وساطة أو محسوبية، فالعدل هو أساس الملك وهو سر سعادة البشر. إن دولة القانون لن تقام دون عدل.. فماذا يعني وجود قانون عادل، وعند تطبيقه يتحول إلي قانون جائر.. العدل هو الحل إذا كنا نرغب في بناء دولة حديثة.. فهو عماد وأساس بنيانها. العدل يا سادة هو سر الحياة.. فلا ديمقراطية أو حرية أو تكافؤ دون عدل.. فهو راحة للنفوس وترويض للضمائر.. وحل سهل لمشاكلنا.. ياسادة إذا كان الرئيس وهو أعلي سلطة وسلطان في البلد يؤكد علي أن القانون هيمشي علي الكل.. فهو يعني أن العدل سيسود.. وعلينا أن نترجم ذلك ونجعله واقعا عمليا.. بل ونتمسك به وبتلابيبه إذا كانت لدينا رغبة حقيقية وجادة للخروج من هذا المأزق والنهوض ببلدنا وجعلها دولة متقدمة. ( العدل هو الحل )