وإني علي يقين أن انتصار مصر في هذه المعركة لن يكون سياسيا فقط - كما كان عام 1956 - ولكن عسكريا أيضا يصارع التحالف الصهيوأمريكي الزمن لعمل كماشة حول مصر قبل تفعيل الاتفاقيات التي وقعتها مصر خلال العام الماضي مع كل من روسيا والصين خاصة في المجالات العسكرية فالتحالف الصهيو أمريكي لم يتراجع عن خطته الرامية لتقسيم وتفكيك وتدمير الدولة المصرية لحساب إسرائيل وبعد أن فشل مشروع الشرق أوسط الكبير باستخدام آلية الفوضي الخلاقة وتحطم هذا المشروع الإجرامي علي صخرة الصمود المصري سارع التحالف الصهيو أمريكي وبتمويل قطري ضخم يتعدي مائة مليار دولار بإعادة توزيع الأدوار لضمان محاصرة مصر من جميع الجهات. وفي هذا الإطار جاءت اتفاقية بريطانيا مع البحرين لإقامة قاعدة عسكرية بريطانية في البحرين لمواجهة النفوذ الإيراني في منطقة الخليج وفي نفس الوقت إعطاء الفرصة للاسطول الخامس الأمريكي لمغادرة منطقة الخليج حتي يتفرغ لحدود مصر الجنوبية خاصة في خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر وستكون السودان إحدي الدول المهمة لمساعدة هذا الأسطول في تنفيذ مهامه في هذه المنطقة وفي القلب منها الحرب علي مصر أما من الناحية الشمالية فالأسطول السادس الامريكي متواجد بصفة شبه دائمة في البحر المتوسط علي شواطئ الاسكندرية ومن الناحية الغربية فيجري حاليا تجميع كافة التنظيمات الارهابية المتأسلمة وفي مقدمتها الإخوان وداعش في ليبيا وتدريبها من خلال CIA, MI6 والموساد وتسليحها تسليحا متطورا جدا خاصة في مجال الاسلحة الثقيلة وفي مقدمتها المدرعات والمدفعية فضلا عن إمدادها بالطائرات المقاتلة استعدادا لاجتياح الاراضي المصرية. ومن الناحية الشرقية نجد زيادة غير مسبوقة في معدلات تسليح إسرائيل ففي الوقت الذي جمدت أمريكا المساعدات العسكرية والمدنية فضلا عن حظر تصدير السلاح لمصر خلال السنوات الأربع الماضية قامت خلال نفس الفترة بتقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل بأكثر من 12 مليار دولار مكنت إسرائيل خلالها من رفع كفاءتها القتالية بصورة كبيرة جدا بالإضافة إلي استكمال منظومة القبة الحديدية التي تحمي إسرائيل من أي هجوم صاروخي حتي لو كانت هذه الصواريخ باليستية.. وستؤدي الخطة الجديدة إلي مهاجمة مصر علي أربع جبهات وفي وقت واحد وسيكون اتجاه المجهود الرئيسي لهجوم التحالف الصهيو أمريكي هو المنطقة الغربية والجنوبية لتشتيت جهود القوات المسلحة المصرية خاصة الجيش الثاني والثالث وتفريغ الجبهة الشرقية لتنقض إسرائيل بأكبر سرعة ممكنة علي شبه جزيرة سيناء لتوقف الحلم المصري الذي يهدف إلي أن تكون منطقة قناة السويس وشبه جزيرة سيناء هي القاطرة لإحداث نهضة اقتصادية كبري في مصر من خلال مشروع قناة السويس الجديدة والمشروعات الاستثمارية العملاقة المرتبطة به ويعتبر الهجوم الذي يعد له التحالف الصهيوأمريكي هو طبعة جديدة منقحة ومزيدة للعدوان الثلاثي علي مصر عام 1956. ومن يراقب تحركات الوحدات العسكرية الاسرائيلية خلال الأيام الماضية وتحريك منظومة الصواريخ الخاصة بالقبة الحديدية إلي الجنوب سيتأكد تماما أن هناك ترتيبات عسكرية ولوجستية تستهدف مصر وينبغي علينا الاستعداد جيدا لهذا السيناريو الإجرامي من التحالف الصهيو أمريكي .