[email protected] رب ضارة نافعة.. لقد آن أوان تصحيح بعض الأوضاع المسكوت عنها فقد كشف حادث تفجير كنيسة الأسكندرية الدامي عن احتياجنا لحوارصريح ، فرغم أنه حادث ارهابي وليس حادثا طائفيا ومع تقديرنا للصدمة والفزع الذي أصاب المجتمع كله .. لكن غضب الأخوة الأقباط الذي عبروا عنه في شكل مظاهرات سلمية أو غاضبة عنيفة يشير إلي مشاعر مكتومة تحتاج لحل المشكلات من جذورها قبل أن تصل لنقطة الغليان وتنذر بعواقب تهدد بشرخ جدار الأخوية الذي طالما باهينا به الأمم. إنما هو خطر نستشعره جميعاً لم ينبع فقط من الإرهاب الأسود الذي وجه ضربة موجعة للمجتمع كله ليزعزع أركانه ولكن تداعيات هذا الحادث المفجع لا تحتاج لتدابير أمنية بقدر احتياجها لجلسات مصارحة يطرح فيها حكماء الطرفين رؤاهم ومقترحاتهم لتقريب وجهات النظر.. لتفسير أسباب إحساس الأخوة الأقباط بالظلم الإجتماعي رغم حريتهم في ممارسة شعائرهم الدينية دون اضطهاد ورغم وجود مؤسساتهم الخدمية التي تخدم المسلمين أيضا مثل مستشفياتهم ومدارسهم العريقة حيث تهتم الراهبات بتربية الطلاب قبل تعليمهم وحيث تقوم الكنيسة بتحقيق التكافل الاجتماعي بين أفرادها فتوفر الدعم المالي للفقراء وتساعد في تشغيل الشباب وتزويجهم وتنظم الدروس المخفضة للطلاب بالاضافة الي الرحلات والمصايف مما يجعلهم مجتمعا متماسكا لكنهم أصبحوا أكثر ميلاً للعزلة والإنغلاق علي أنفسهم في السنوات الأخيرة.. لماذا؟ هل لضعف تمثيلهم في المجالس النيابية والمناصب العامة؟ أم لتأخر صدور قانون بناء دور العبادة الموحد؟ تلك المشكلات المتراكمة سببت جروح غائرة في الصدور، وتركت النيران تحت الرماد.. والتي سكبت الحوادث الإرهابية وقودها فوقها فزادتها التهاباً ولن تعالجها الأغاني والهتافات بحياة الهلال مع الصليب.. لابد من علاج جذري حرصا علي مستقبل مصر.