الأهمال اهان عيون موسى والمخلفات تملأها وَإِذِ اسْتَسْقَي مُوسَي لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ» سورة البقرة .. فالله خص مصر بالكثير من المعجزات منها عيون موسي التي تعتبر ابرز المعجزات التاريخية التي مازال أثرها موجود علي ارض سيناء .. فبمجرد ان تتخذ قرار ان تذهب في رحلة لمشاهدة الآثار الباقية لهذه المعجزة تشعر انك ستري تجسيدا لمعجزة إلهية وتشاهد جمال الطبيعة الخلابة والمياه داخل هذه الآبار التي استسقي منها سيدنا موسي بعدما دعا الله ان يستسقي لقومه فاوحي اليه ان يضرب بعصاه الحجر لتنفجر اثنتا عشرة عيناً صالحة للشرب .. تحزم حقائبك وتذهب الي واحة عيون موسي علي طريق شرم الشيخ الدولي والتي تقع علي بعد 165 كيلومترا من القاهرة بعد نفق الشهيد أحمد حمدي بحوالي 60 كيلو متر وبمجرد ان تصل الي الواحة وتطئ قدمك هذه المنطقة المقدسة ما تلبس ان يصدمك المشهد فمدخل الواحة غير ممهد وملقي بها سيارة متفحمة تقنع نفسك ان هذا المشهد ليس الحقيقة تستكمل سيرك حتي تصل الي عيون موسي والتي توجد في منطقة فقيرة الخدمات مجرد لوحة معدنية مكتوب عليها عيون موسي ومن بعدها طريق حجري تتنقل منه عبر الخمس أبار التي ظلت باقية حتي ألان .. يقشعر بدنك عندما تنظر الي البير من الداخل ليس لجماله او لقدسيته وانما لكم الإهمال الذي يعاني منه فتحولت هذه الآبار من مكان مقدس الي مكان لإلقاء القمامة والأكياس و الزجاجات الفارغة وإطارات السيارات بشكل مستفز ولم تتبق سوي 5 آبار فقط من 12عينا كتب بجوار كل واحدة اسمها ومازالت عين واحدة فقط تحتوي علي ماء وهي بئر «الشيخ» ولكن رغم هذا ضربه الإهمال وسكنته الطحالب وتحول لون المياه الي الأخضر وتسبح فيه الزجاجات الفارغة والأكياس البلاستيكية دون عمل صيانة وتطوير الموقع بشكل يجذب السياحة ويحترم هذا الموقع الأثري الذي يحمل معجزة إلهية علي الأرض. لا يوجد أي مظاهر اهتمام بالموقع وافترش بعض البدويات جانب الواحة لبيع بعض إكسسوارات والمشغولات التي تحمل الطابع البدوي ولا توجد خدمات للزائرين والاكتفاء بشخص واحد يقوم بشرح العيون بشكل ملخص للسياح رغم وجودنا في عيون موسي لمدة ساعة كاملة مرت عليها العشرات من الأتوبيسات السياحية دون توقف دخل أحد الأشخاص يظهر من لهجته أنه من احدي الدول العربية الشقيقة ليصور ويستمتع بجمال عيون موسي الذي يسمع عنه فقط ولكنه أيضا أصابته الصدمة من منظر القمامة الموجودة داخل الآبار وقام بالتحدث مع الشخص المسئول عن الموقع واصفا الوضع بالكارثي داخل الواحة وقال بلهجته الخليجية هكذا تهتمون بمعجزات الله علي أرضكم « حسبي الله ونعم الوكيل « ، ثم ركب سيارته بعد أن اشتري عددا من الهدايا من النساء البدويات تركنا ولكنه ترك سؤالاً مخجلاً في أذهاننا « أين الدولة من هذه الإهانة لمعجزات الله ؟