ما كاد القلم يبدأ في كتابة أمنيات العام الجديد وما كادت الأفكار تتري حتي صد مني الحادث الارهابي الذي أسال دماء مسيحيين ومسلمين.. استهدف كنيسة وجامعا.. أطفالا ونساء وشيوخا.. لم يفرق الفكر المريض أين ومتي تكون الحروب.. لم يفرق بين ساحات القتال والمدن الآمنة.. لم يفرق بين الأعداء وبين الأهل والأصحاب والجيران.. فكر وخطط.. قتل ودمر ولم يفرق. في مثل هذه الأيام.. أيام الأعياد سواء الاسلامية أو المسيحية تشعر وانت في مصر بأنك داخل مهرجان حب حقيقي.. زحام الأعياد.. الأطفال تشتري الملابس والهدايا.. الأمهات تهتم بالطعام وتجديد البيت.. الآباء يفكرون في تدبير مبلغ مالي كبير لارضاء الجميع.. مصر كلها في عيد.. فطر أو أضحي.. فصح أو حد شعانين.. ميلاد المسيح أو هجرة الرسول الكريم. مصر كلها تحتفل.. فإذا كنت في الشارع لن تفرق بين من يحتفل ومن ينتظر عيده.. الكل في فرحة.. اذا كنت تسير بجوار كنيسة تفرحك بهجة الاطفال والوان الفساتين وضحكات العيد.. وإجراس الفرحة. وإذا كنت بجوار الجامع سرت عينيك ملابس الرجال البيضاء وصوت الدعاء والأذان والله أكبر كبيرا.. والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا. أبدا.. لا يمكن ان يكون مصريا ولو كان يحمل جوازا يؤكد ذلك.. لم يجلس أبدا علي مائدة افطار رمضان.. لم تجمعه مع أهله واصدقائه افطار بعد صيام العذراء.. أبدا ليس مسيحيا ولا مسلما.. فكيف فكر وخطط ودبر ونفذ؟ قال تعالي في سورة المدثر »كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيداً (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20)«.