لمست في رجال الأعمال وطنية عالية جدا وحباً لمصر بلا حدود ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر توفيق دياب وحسام فريد حسنين لعلني لا أبالغ إذا قلت إن مؤتمر «أخبار اليوم» الاقتصادي قد حقق نجاحا فاق كل التوقعات.. حجم الاقبال.. حجم التغطية الإعلامية والصحفية غير المسبوقة.. جدية المناقشات منذ اللحظة الأولي.. كم الوزراء والمسئولين ورجال الأعمال والمستثمرين المصريين والعرب الذين تفرغوا ثلاثة أيام للمشاركة في فعاليات المؤتمر.. ساعات العمل التي تجاوزت 25 ساعة توزعت بين 4 جلسات عامة و6 حلقات نقاش قطاعية.. دقة التنظيم لمؤتمر بهذه الأهمية في تجربة هي الأولي لمؤسسة صحفية.. كلها ظواهر تؤكد أن المؤتمر قد حقق فعلا نجاحا فاق كل التوقعات.. باختصار.. أخبار اليوم.. «جابت جون» تؤكد به ريادتها الإعلامية ودورها في خدمة قضايا الوطن. ولأننا - وكما سبق أن ذكرت - لم نكن لنرضي أن يتحول المؤتمر إلي «مكلمة» ثم ينفض المولد فقد جاء اصرارنا الذي وجد تجاوبا من الحكومة علي تشكيل أمانة دائمة لمتابعة تنفيذ ما انتهي إليه المؤتمر من نتائج وقرارات خاصة ما يتعلق باتفاق المشاركين علي ضرورة الانتهاء من السياسات الإصلاحية المطلوبة قبل نهاية العام الحالي بما يهيئ الأجواء لضمان نجاح قمة مصر الاقتصادية المرتقبة في فبراير القادم. منذ اللحظة الأولي للمؤتمر بدا أن الأمر لم يكن ليحتاج السعي إلي توافق بين الحكومة ومجتمع الأعمال لأنه كان هناك اتفاق علي تحقيق هدف محدد هو وضع مصر علي الطريق الصحيح لتحقيق انطلاقة اقتصادية حقيقية حتي أن المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء حدد الهدف بوضوح أكثر عندما قال في الجلسة الافتتاحية «نسعي أن تكون مصر من بين أقوي 30 دولة اقتصاديا في العالم».. وهذا ليس كثيرا علي مصر مهد الحضارات والتي فجر شعبها في 30 يونيو 2013 أكبر ثورة شعبية عرفها العالم خاصة بعدما أكد المشاركون في المؤتمر علي توافر مقومات مواجهة التحديات الاقتصادية وتخطي الأزمة التي تعرض لها الاقتصاد المصري في السنوات الأخيرة وفي مقدمة تلك المقومات الإرادة السياسية الداعمة للتوجهات الجديدة والجهود البناءة لإصلاح مسيرة الاقتصاد مع التأكيد علي التزام مصر بآليات الاقتصاد الحر والعدالة الاجتماعية.. هذا التحديد الواضح للتوجه الاقتصادي لمصر جاء ضمن كلمة رئيس الوزراء وأكده كل الوزراء المشاركين في المؤتمر. ولتحقيق هذه الأهداف انتهي المؤتمر إلي ضرورة وضوح السياسات المالية والضربيبة والنقدية لخلق مناخ إيجابي جاذب للاستثمارات بحيث تصبح السياسات المالية عموما والضريبية منها علي وجه الخصوص داعمة ومحفزة لخطة التنمية مع الإسراع بتسوية منازعات الاستثمار القائمة واتخاذ حزمة إجراءات تضمن تحقيق العدالة الاجتماعية أحد أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو. كما انتهي المؤتمر إلي ضرورة اتخاذ خطوات جادة في أسرع وقت لإعادة توزيع الدخل لصالح الفئات الأقل دخلا والفقراء والعمل علي رفع مستوي معيشتهم من خلال تعديل منظومة الدعم لضمان وصوله إلي مستحقيه مع توسيع الانفاق علي الخدمات ذات الصلة المباشرة بالمواطن وعلي رأسها التعليم والصحة. نتائج وقرارات المؤتمر كثيرة لكنني أتوقف أمام تأكيد منير فخري عبدالنور وزير التجارة والصناعة والصناعات الصغيرة في الجلسة الختامية التزامه بالتقدم خلال شهر بمشروع قانون لدمج الاقتصاد غير الرسمي والمعروف باقتصاد «بير السلم» في الاقتصاد الرسمي.. هذه المشكلة تمثل نقطة ضعف ر ئيسية في الاقتصاد المصري وفشلت حكومات عديدة سابقة في مواجهتها بحسم.. وإذا نجحنا في حلها سيحدث تحسن ملموس في الأوضاع الاقتصادية. استوقفني أيضا أن المؤتمر كشف بوضوح أنه لا صحة للتصور السائد لدي الرأي العام حاليا وهو أن النظام علي وشك التصادم مع رجال الأعمال خاصة أن كلا الطرفين هدفهما واحد وهو تحقيق معدلات نمو أعلي وعدالة اجتماعية. لقد لمست في رجال الأعمال وطنية عالية جدا وحباً لمصر بلا حدود خاصة من الشباب الذين بهروني بصدق مشاعرهم ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر توفيق دياب وحسام فريد حسنين. ومن بين المستثمرين العرب الذين شاركوا في المؤتمر توقفت طويلا أمام الشيخ صالح كامل الذي أتعرف عليه لأول مرة.. بهرتني كلمته في الجلسة الافتتاحية وورقة العمل التي قدمها وحبه وعشقه الشديد لمصر وتأكيده أن العرب لا يمكن أن ينسوا فضل مصر وآن الأوان لكي يردوا لها الجميل. قبل أن أختم المقال لابد أن أكرر شكري لوزارة الاتصالات وهيئة الاستعلامات لما قدمتا للمؤتمر من تسهيلات فنية ولكل القائمين علي فندق الماسة ابتداء من اللواء محمد أمين رئيس هيئة الشئون المالية بالقوات المسلحة ومرورا بالمقدم وليد سامي مدير الفندق ورشا محمود مديرة الحفلات وصبري وسامي وطارق مديرو القاعات وكل العاملين بالفندق الذين تعاونوا معنا إلي أقصي حد لضمان نجاح المؤتمر.