لم أتشرف بالعمل في سلطنة عمان، مثل كثير من الزملاء في المؤسسات الصحفية المختلفة وفي مقدمتها »أخبار اليوم« الا انني ارصد سحرا خاصا، وارتباطا عفويا بالسلطنة لدي كل الذين عملوا بها، يجعل من تجربتهم استثناء مقارنة بدول اخري، فلا احد ينكر دور الصحفيين المصريين في دعم التجارب الاعلامية في منطقة الخليج بلا استثناء منذ بداية الستينيات وحتي الان، وقد يكون سبب ذلك السحر في الشعور بالامتنان والتقدير الذي مازال يبديه كل المسئولين العمانيين تجاه تلك المهمة وذلك الدور وقد يكون ايضا في الانحياز العماني الخالص والتام ومنذ البداية للمدرسة المصرية في الاعلام، والتي ظلت الاساس الذي اقيمت عليه التجربة العمانية، رغم وجود مدارس صحفية اخري في لبنان ودول الشام، وقد يكون ثالثا في الحرص العماني علي استمرار جسر التواصل مع كل الاعلاميين المصريين حتي بعد عودتهم الي الوطن. وقد كان من المنطقي في ظل كل هذه الظروف ان يكون هناك توافق بين الطرفين علي ان تستضيف مصر واختيارها لتكون مقرا لاقامة ندوتين لاتحاد الصحفيين العرب في اطار الاحتفال بمرور 04 عاما علي العيد الوطني وتولي السلطان قابوس بن سعيد مهام المسئولية، الاولي صباح اليوم الثلاثاء والثانية في الاسكندرية بعد غد الخميس ولعل مشاركة الوزير الصديق حمد الراشدي في الندوتين، والقاءه لمحاضرتين يعطي مؤشرا علي الاهمية الاستثنائية بهذا الزخم الفكري والثقافي كما انها ستكون فرصة للاطلاع من خلال الاوراق المقدمة للندوتين من متخصصين ومفكرين واساتذة جامعات حول تجربة النهضة العمانية في جميع المجالات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والثقافية.. وفرص الاستثمار وتعزيز ثقافة السلام والتسامح وكفالة الحريات العامة وحمايتها. واستطيع بحكم عملي في الشئون العربية وحرصي علي متابعة التجربة العمانية ان اقدم شهادة حق في احد فروع النهضة العمانية، وهي الاعلام الذي شهد قفزات نوعية في السنوات الاخيرة، في ظل وجود الصديق العزيز حمد الراشدي الذي تمتد علاقاتنا معا الي اكثر من ربع قرن، حيث عرفته منذ ان كان وكيلا للوزارة حيث استطاع الاعلام ان يكون انعكاسا صحيحا لسياسة راسخة، تستند لمباديء تعزيز التعاون والامن والاستقرار.. وتبتعد عن ازدواجية اللغة والمواقف وقد تميز الاعلام العماني بالمصداقية، فهو يقدم السلطنة دولة ومجتمعا ووطنا ومواطنا بكل الامانة والصدق ويعكس الشخصية العمانية بكل هدوئها وصدقها وبعدها عن المباهات والمبالغة ويسعي الي تعميق مبدأ مشاركة المواطن في صياغة وتوجيه جهود التنمية الوطنية وتعميق مفهوم المواطنة والولاء والانتماء.. وتعزيز مفاهيم التضامن الخليجي والعربي والاسلامي والدولي والدفاع عن مفاهيم الاسلام الصحيحة والسمحة ضد حملات التشويه والاستهداف للدين الحنيف من قوي خارجية، والمتابعة الامينة للقاءات عديدة للوزير حمد الراشدي سواء في سلطنة عمان او اثناء مشاركته في اجتماعات وزراء الاعلام العرب تؤكد كل ما اقوله. [email protected]