سردينة يقضى يومه فى شد الجنزير «عضلاته» الواهنة هي كل ثروته ..فبدونها يجلس بجانب زوجته و ابنته الرضيعة في غرفتهم التي لا تتعدي 10 امتار ولا يستطيع أن يجلب لهما متطلباتهما اليومية..هو محمد الشهير«بسردينة» و الذي يعمل مراكبيا علي أحد المراكب الصغيرة التي تنقل المواطنين من الجيزة الي جزيرة القرصاية. يبدأ يومه منذ الساعة 7 صباحا عقب أدائه صلاة الفجر وقبل أن يغادر منزله يتجه الي حيث تنام طفلته و يقبلها في جبينها ويدعو الله بأن يرزقه حتي يستطيع أن يوفر المتطلبات الاساسية لابنته الصغيرة التي لا تدرك ما يعانيه والدها من مشقات لكسب لقمة العيش ..يصل «سردينة» الي مقر عمله داخل المركب الصغير الذي يمثل له عالمه. يبدأ في تحميله من رواد جزيرة القرصاية من علي شط الجيزة مقابل «50 قرشا» للفرد . ليقوم بعد ذلك بجر المركب من خلال «الحبال الحديدية» التي تم ربط المركب بها وتوصيلها بقاع الشاطئ و هو يسلط كل قوته علي هذه الحبال ليستطيع تحريك المركب بين الجيزة وجزيرة القرصاية..و بمجرد وصوله الي شط الجزيرة سرعان ما يقوم رواد المركب الصغير بالهبوط الي ارض الجزيرة ليعاود «سردينة» تحميلها مرة اخري في اتجاه الجيزة..يظل سردينة علي هذا الحال لما يقرب من 6 اعات يوميا يقضيها ما بين الذهاب والاياب بين «الجيزة و القرصاية»..الي ان تنتهي ساعات العمل الشاق ليغادر المركب الصغير ويلقي بنفسه اسفل شجرة يستظل بظلها ويلتقط أنفاسه بعيدا عن عناء جر الاسلاك الحديدية التي تجر المركب في مياه النيل..نظرة سردينة للحياة يتخللها الامل وان كان بسيطا فهو ضد النظرة التشاؤمية لمجريات الامور..رأيه أن يتحمل المواطن المصري قليلا الصعاب التي تمر بها البلاد حتي يتسني له في النهاية ان يري الخير..كل ذلك يدور بباله اثناء جلوسه اسفل الشجرة التي يعتبرها صديقه الوحيد الذي يشكو اليه همه..ينهض من مكانه اسفل الشجرة و يركب احد الميكروباصات التي تنقله إلي حيث يسكن و يطمئن الي ان أجره الذي تقاضاه وهو لا يتعدي ال40 جنيها في جيبه ..ينزل امام أحد الازقة الذي يوجد به منزله وامام اقرب بقالة يقف و يشتري ما يكفي حاجات زوجته وطفلته اليومية..اما عن احتياجاته فلامانع من تأجيلها المهم تلبية حاجات الاسرة الصغيرة في سبيل ان يري زوجته وابنته علي خير ما يرام..دعواته الي الله ان تنظر له الدولة بعين الرحمة و ان توفر له وظيفة مناسبة توفر له حياة الاستقرار والامان المادي والصحي.