فريد الديب ترافع عن الجاسوس عزام وعدة قضايا منها أبوالفتوح ونواب القروض وهشام طلعت وأيمن نور.. وحكم عليهم جميعا بالسجن.. تري الان هل يطمع الرئيس الأسبق في البراءة.. جايز!! لا يختلف إثنان علي ان فريد الديب من أكثر المحامين إجادة لفنون الخطابة بمرافعات تثير الجدل.. وأنه أشهر محام بمصر.. ومن المتميزين بخبراتهم وقدراتهم القانونية حتي وإن وصفه أحد رؤساء نيابة أمن الدولة الأكفاء بأن الديب « محام مفلس ولادراية له بالقانون».. لكن مرافعته الأخيرة عن الرئيس الأسبق مبارك ونجليه وكعادته أثارت الكثير من الجدل واللغط.. وكشفت لدي الكثيرين وأنا منهم كم المتناقضات لدي المحامي.. وكيف تتغير قناعاته من قضية لأخري.. ربما ليست قناعات إنما دور أصيل لمحام يحاول جاهدا تبرئة موكله.. وهذا حقه ودوره لكي وكما نقول بالبلدي « يحلل القرشين» اللي واخدهم من الموكل.. وفي حالة الديب ربما تحول القرش لمليون ومضاعفاته.. لا أقصد أية سخرية لا سمح الله من المحامي «المتمكن» لكن فقط لدي تساؤلات تبحث عن إجابة. الديب هاجم وبشراسة ثورة يناير في مرافعته عن مبارك ووصفها بالمؤامرة الأمريكية الإخوانية وباستخدام مجموعة من المأجورين الممولين من الخارج.. لكن هذه لم تكن قناعته في مرافعته السابقة قبل الحكم علي مبارك بالمؤبد والتي وصف فيها 25 يناير بأنها ثورة شعب وأفاض في قناعة مبارك بها وبأسبابها وتنحيه إستجابة لمطالب الشعب المشروعة حتي كدنا نعتقد ان مبارك هو قائد الثورة.. لكن هل يحق لأي محام بدفاعه أن يكيل الاتهامات يمينا ويسارا؟ وإذا تقبلنا التغير الجذري للديب من ثورة يناير باعتبار أن هناك مستجدات وأدلة جعلته يغير قناعته.. وإذا إتفقنا معه علي أن الإخوان نجحوا في ركوب موجة الثورة وإستولوا عليها وسرقوا أحلام المصريين منها.. لكن هل نتفق معه في إسهابه في مزايا مبارك وصولاته وجولاته في حب مصر وتوفير العيش الرغد للمصريين وتحقيق ما لم ولن يحققه رئيس لهم.. إذن من المسئول عن قتل أحلام المصريين لثلاثة عقود.. من المسئول عن تراجع الكرامة والطموح وانتشار الجهل والسطحية والمرض.. من المسئول عن تراجع مصر علي كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتي الرياضية والفنية.. من المسئول عن رفض أي تغيير وفتح المجال لديموقراطية حقيقية كانت كفيلة بأن يصبر الشعب بعد 3 عقود خداع ولا ينساق وراء مؤامرة يناير كما وصفها الديب.. الإجابة علي تلك التساؤلات نستلهمها من فريد الديب نفسه من مرافعته عن أيمن نور في قضية التوكيلات المزورة الشهيرة.. ومن مقالاته وآرائه.. خاصة مقالته عام 2005 في المصري اليوم بعنوان «أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض؟ «.. وكيف كان يري في مبارك أنه سلطان جائر وحاشيته من الأقزام والبلطجية وديموقراطيته تثير الاشمئزاز ويجب أن يرحل.. حقا سبحان مغير الأحوال والأقوال. نأتي للتحول المهم في قناعات المحامي.. وهو تعرضه للصهيونية خلال مرافعته عن مبارك ومهاجمتها وتلميحه أن الصهاينة والأمريكان يقفان وراء الإطاحة بعدوهم مبارك.. هنا يحتار العقل ويختل.. وهل لهذا الحد مباح للمحامي في سبيل تبرئة موكله أن يتغير لديه كل شئ؟ الديب نفسه قبل الدفاع عن الجاسوس الإسرائيلي عزام وأكد ان القضية ملفقة لوقف التطبيع مع إسرائيل وأفاض فيما يمكن أن يعود علي مصر من التطبيع والتعاون مع الكيان الصهيوني والاستفادة من خبراته وعلمه.. وإذا رفضنا مرافعته عن عزام هل نهلل اليوم ونصدق كلامه عن مبارك.. وأي المواقف والقناعات نصدق أيها المحامي الفذ. لخمة قلم حكمة قديمة حديثة : إن لم تستح فافعل ما شئت..