فتح معبر رفح امام القوافل الطبية لم تكن مجرد رحلة عادية، بل رحلة إلي قلب الجحيم، حاولنا أن نرصد فيها تفاصيل حياة أهالي مدينتي الشيخ زويد، ورفح.. ومعاناتهم الانسانية، ليس فقط بسبب العمليات الارهابية التي تجري هناك، ولكن أيضا بسبب العدوان الاسرائيلي علي غزة.. كساد تجاري وبطالة بسبب الإرهاب في مدينة رفح الجماعات التكفيرية استغلت غياب الأمن وتتجول بالأسلحة في الطرق الجانبية فتح معبر رفح أمام القوافل الطبية.. وتكثيف أمني علي الحدود بدأت الرحلة من «العريش».. باتجاه رفح.. في الوقت الذي كانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد بدأت قصف قطاع غزة، وهو ما تسبب في حالة من الرعب بين الأهالي الخائفين. من قصف قوات الاحتلال وأهالي منطقة الشيخ زويد بسبب قيام الإرهابيين بالاختباء داخل تلك المنطقة للهروب من قوات الأمن وأثناء جولتنا إلي رفح خرج علينا 3 إرهابيين تابعين لأنصار بيت المقدس بالأسلحة الآلية وقاموا بأيقافنا وتأكدوا من أننا لن نتبع قوات الأمن.. ورغم مغامرة الرحلة إلا أن بعثة الأخبار أصرت علي الخروج لرصد معاناة الأهالي بالشيخ زويد وأهالي رفح من قصف مدينة غزة والحالة الأمنية علي المعبر . بداية الرحلة بدأت رحلة «الأخبار» في التحرك في تمام الساعة التاسعة صباحا بدون دليل ومررنا في طريقنا بعدد من المدرعات التابعة للقوات المسلحة والشرطة التي تجوب شوارع العريش لحفظ الامن والتصدي لأي عمليات ارهابية محتملة قد تزيد من حدة قلق وخوف أبناء أرض الفيروز..وعقب ذلك مررنا علي كمين الريسة الذي انتشرت دباباته وسط أجولة الرمال رافعة الدانات في وجه أي ارهابي تسول له نفسه القيام بأي عمليات مسلحة تستهدف أمن المواطن أو جيشه الذي أخذ علي عاتقه القضاء علي الارهاب بكل اشكاله والجدير بالذكر ان كمين الريسه تعرض للهجوم من الجماعات الارهابية لأكثر من 45 مرة وفور وصولنا إلي الكمين قام أحد الضباط بايقاف سيارتنا وطلب بطاقات الهوية. وقال إلي أين تتجهوا اجبنا: إلي معبر رفح لتغطية الأحداث فطالب إظهار التصريح الخاص بالعبور فقلنا له مافيش فطلب منا العودة مرة أخري وإحضار تصريح من مبني المخابرات أو مديرية أمن شمال سيناء لعبورنا.. تركنا الكمين وعدنا إلي السيارة. وقررنا الاستعانة ب «دليل» من مدينة الشيخ زويد.. وفي تمام الساعة الحادية عشرة حضر الدليل لنا إلي مدينة العريش استعدادا لسلك طريق آخر غير الطريق الرسمي للذهاب إلي مدينة رفح.. تحركت الرحلة عبر الطرق البديلة لتفادي كمين الريسة وأثناء سيرنا بالطريق الملئ بالرمال وعدم تواجد أي من الأكمنة التابعة للقوات المسلحة بالطريق الموازي نظرنا حولنا من كل الاتجاهات، لم يكن هناك أي شئ يبعث إلي الأمل في الحياة بتلك المنطقة وجدنا مزارع الزيتون وقد جرفتها القوات المسلحة بسبب قيام العناصر الارهابية بالاختباء بها واستمرت رحلتنا لمدة ساعة حتي وصلنا إلي أول مقر قررنا زيارته وهي مدينة الشيخ زويد والتي استخدمها الإرهابيون في الاختباء وسط الأهالي للهروب من قوات الأمن وكنا نسمع عن العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الأمن ونظرا إلي ان الدليل من مدينة الشيخ زويد فإننا استطاعنا أن تلتقط عدسة «الأخبار» عدة صور لبعض منازل الأرهابيين في المدينة والتي قامت قوات الأمن بتدميرها والشوارع التي خالت من المارة كما بدا الكساد التجاري واضحا عليها وبعض المحال التجارية مغلقة. المفاجأة وأثناء سيرنا بالطريق الموازي لطريق العريش الدولي وسط بعض السيارات الأجرة والملاكي فوجئنا بقيام قائد إحدي السيارات الأجرة فيرنا بالسير خلفنا بصورة سريعة افسحنا له الطريق واذا بالمفاجأة، حيث نزل 3 أشخاص ملثمين حاملين الأسلحة النارية والألي وقاموا بايقافنا فقمنا بالوقوف فورا وأصبنا فورا بحالة من الرعب والذعر وسالونا : رايحين فين؟ ودار حوار مطول طلبوا خلاله البطاقات الشخصية وانتهي بقول الإرهابيين : علشان لو أنتوا كنتوا طلعتوا عساكر أو كان معاكم حد من الشرطة أو الجيش كنا صفيناكم فورا وتم تركنا وقمنا بالسير بصورة عادية وتبين أن تلك العناصر تابعة لجماعة أنصار بيت المقدس كما تبين أنهم يتجولون في الشوارع بالأسلحة النارية نهارا وسط غياب تام للرجال الأمن. وبعد 10 دقائق من الرعب التي عاشت فيه بعثة «الأخبار» بالشيخ زويد وصلنا إلي مدينة صلاح الدين التي تقع علي الشريط الحدودي مع غزة.. أغلب المحلات مغلقة .. منازل مهدمة، تكثيف أمني علي بوابة صلاح الدين «.. هذا هو المشهد داخل مدينة صلاح الدين حيث سيطر الهدوء علي جميع أرجاء المدينة كما رصدت الأخبار الانفاق التي قامت القوات المسلحة بهدمها وتقع علي مسافة 20 مترا تقريبا من الشريط الحدودي.. قال احد سكان المدينة إن أغلاق الأنفاق آثر بالسلب علي حياتنا مضيفا: «النفق الواحد كان يوفر فرص عمل لاكثر من 100 شخص.. مستطردا ان غلق هذه الانفاق تسبب في ارتفاع نسبة البطالة بشكل كبير في المدينة خاصة انه لا يوجد مصدر رزق آخر لهؤلاء للعمل به لتوفير المال الملازم له والانفاق علي اسرته. رفح الوضع بمدينة صلاح الدين لا يختلف كثيرا عن مدينة رفح حيث سيطر الهدوء علي المنطقة فيما قال أحمد محمود احد سكان مدينة رفح لم نعد نتمتع بشئ في تلك الحياة الصعبة مشيرا إننا نعاني من سوء الخدمات وخير دليل علي ذلك عدم توافر الوقود من بنزين وسولار فأزمة الوقود هنا دائمة ونعاني منها منذ سنوات ونتمني من المسئولين في الدولة حلها .. مضيفا حتي خدمات الاتصالات غير متوفرة فهنا لا نستفيد من خدمات شركات المحمول الثلاث ونظرا لقربنا من الشريط الحدودي لا تعمل في تلك المنطقة سوي شبكة المحمول الفلسطينية «جوال» ومن الطبيعي ان تكلفة مكالمتها مرتفعة معبر رفح نقترب من معبر رفح ونسمع أصوات الطائرات الزنانة التي يستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي بغزة علي الحدود لتحديد الهدف المراد استهدافه ومن وقت إلي آخر أثناء تواجدنا أمام المعبر نسمع صوت انفجارات لمنازل علي الشريط الحدودي داخل قطاع غزة تتصاعد منه الأدخنة بصورة كثيفة.. وأكد مصدر عسكري أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقوم كل يوم باستغلال أوقات الفجر ووقت الإفطار ويقومون باطلاق الصواريخ علي المنازل الفلسطينية حيث نسمع أصوات الانفجارات .. وتمكنا خلال جولتنا أمام المعبر من الدخول إلي داخل المعبر وتم رصد القوافل الطبية التي تصل من الدول حيث كانت قافلة تابعة لدولة الإمارات كانت وصلت إلي معبر رفح ودخلت القافلة إلي داخل المعبر لانزال المعونة والتي كانت تضم 8 سيارات نقل تريلا وحاولنا الدخول إلي البوابة التي تؤدي إلي غزة لكن قوات الأمن قامت بمنعنا من الدخول حتي تم إخراجنا من المعبر .