يعد المسجد ذو القبلتين من أهم المساجد في التاريخ الاسلامي، فقد شهد المسجد واقعة تحول قبلة المسلمين من المسجد الاقصي »قبلة المسلمين الاولي« الي المسجد الحرام، وكان شاهدا علي تسليم الرسول والمسلمين لامر ربهم وطاعتهم له، فأصبح المسجد من اهم معالم التاريخ الاسلامي. شيد المسجد بنو سواد بن غنم بن كعب في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم في العام الثاني من الهجرة النبوية وتم بناؤه في ذلك الوقت من الطوب اللبن والسعف وجذوع النخيل، ويقع المسجد في الجنوب الغربي من بئر رومة قرب وادي العقيق وفوق رابية مرتفعة قليلا، ويبعد عن المسجد النبوي نحو خمسة كيلومترات بالاتجاه الشمالي الغربي، وتبلغ مساحة المسجد حاليا 0293 مترا مربعا. ففي يوم 51 شعبان في العام الثاني من الهجرة الموافق 11 فبراير 246م، كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يزور أم بشر من بني سلمه معزيا، وعند صلاة الظهر ذهب لاداء الصلاة في المسجد، وبعد ان اتم ركعتين نزل عليه الوحي بالتحول الي الكعبة المشرفة بقوله تعالي »قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره« البقرة... »441«. فحول رسول الله صلي الله عليه وسلم اتجاهه اثناء ادائه لصلاة الظهر في الركعتين التاليتين، وتبعه من وراءه من المسلمين تجاه الكعبة المشرفة، فعرف المسجد منذ ذلك الحين بالمسجد ذي القبلتين. وفي اطار مشروع تطوير المدينةالمنورة تولت مجموعة بن لادن السعودية مشروع تجديده وتوسعته فأزالت الرابية واقامت مكانها مبني جديدا واسعا يتألف من طابقين، الطابق الارضي ويشمل اماكن الوضوء والمستودعات والوحدات السكنية للامام والمؤذن، اما الطابق العلوي ففيه المصلي ومساحته 0911 مترا مربعا، وخصصت شرفة واسعة مساحتها 004 متر مربع للنساء تطل علي ساحة المصلي، ورواق لتحفيظ القرآن الكريم، كما اقيم بجانبه فناء داخلي غرس بالاشجار، ويعد مسجد القبلتين واحدا من معالم المدينةالمنورة المتميزة، حيث تظهر فيه اصالة العمارة الاسلامية في الشكل والمضمون، ويتميز المسجد بوجود القبلتين بداخله، احداهما تتجه صوب المسجد الاقصي، والاخري نحو الكعبة المشرفة، ومن الخارج يتميز المسجد ببياضه الناصع، وله مئذنتان، ويعلوه قبتان الاولي قطرها 8 م والثانية 7م ويقارب ارتفاعهما حوالي 71م. مهندس هاني أحمد صيام