الان اصبح لمصر رئيس للجمهورية حظي بثقة الشعب وارادة الامة، يستعد لتولي منصبه خلال الايام القليلة القادمة، بعد اعلان النتائج الرسمية من جانب اللجنة العليا للانتخابات، ليبدأ اولي خطواته بمصر ومعها في المرحلة الجديدة من مسيرتها الوطنية، الساعية خلالها بكل الجدية والاصرار لبناء الدولة الحديثة، القائمة علي الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون. وفي هذا السياق، وقبل اعلان النتائج الرسمية، تأهبا لمراسم تولي الرئيس المنتخب وبدء المرحلة الجديدة، وقبل ان تصبح العملية الانتخابية ذاتها حدث من الماضي، قد يكون من المهم ان نتناول بالرصد والتحليل بعض الملاحظات ذات الاهمية والدلالة صاحبت العملية الانتخابية. وفي ذلك هناك ملاحظات ايجابية، تتعلق بالجهد الواضح الذي قامت به القوات المسلحة واجهزة الامن في تأمين العملية الانتخابية بطول البلاد وعرضها، وكذلك ايضا المجهود الكبير الذي بذلته اللجنة العليا للانتخابات، وما تحمله القضاه الاجلاء، من جهد مضن في سير العملية الانتخابية والاشراف عليها من بدايتها وحتي انتهاء فرز الاصوات، وهي جهود مقدرة ومشكورة. واحسب ان احدا منا لا يستطيع ولا يجب ان ينسي او يتجاهل علي الاطلاق، القدر الكبير من النزاهة والشفافية التي تمت بها العملية الانتخابية،..، وموقف الحياد التام الذي ميز اداء الدولة والحكومة. وبجوار هذه الملاحظات الايجابية كانت هناك ملاحظات اخري سلبية في مجملها وتفاصيلها، تسعي للبلبلة والاحباط وزعزعة اليقين وهز الثقة لدي جماهير الناخبين، وقد برز هذا بوضوح في ذلك الكم الهائل من الشائعات، التي انطلقت مع اللحظات الاولي للعملية الانتخابية في يومها الاول، ثم ازدادت وتصاعدت في الايام التالية. وقد تركزت هذه الشائعات في فحواها ومضمونها علي التأكيد بصفة دائمة علي ضعف الاقبال علي المشاركة في الانتخابات بصورة عامة، وكذلك الالحاح بصفة مستمرة علي ان هناك مقاطعة واضحة من جانب الشباب للانتخابات الرئاسية. ورغم عدم صحة الشائعة الاولي علي الاطلاق، ووضوح القدر الكبير من المبالغة في الشائعة الثانية، الا انهما وجدا من هو مستعد لتصديقهما وايضا ترديدهما والترويج لهما، في ظل غيبة الوعي بالحقيقة المؤكدة علي ارض الواقع التي تقول، بأن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية في دول ديمقراطية كبيرة في اوروبا بل وامريكا ذاتها، لا تصل إلي نسبة 40٪ في اغلب الاحيان،..، كما تم تجاهل التأثير السلبي المؤكد لارتفاع درجة الحرارة عن الاربعين درجة مئويةعلي نسبة الاقبال في محافظات كثيرة وخاصة في الصعيد، بل وفي القاهرة ايضا. اما شائعة عزوف الشباب عن المشاركة فالمؤكد ان هناك من له مصلحة واضحة في ترويجها والالحاح عليها، وهو نفس الملح والمروج لمقولة الخلاف والصراع بين الخامس والعشرين من يناير، والثلاثين من يونيو، واعتقد اننا نعلم جميعا من هو صاحب المصلحة في الترويج لذلك والالحاح عليه،...، ولكن للاسف هناك من استمع اليها وراح يروجها ايضا.