مصر تقف اليوم علي اعتاب مرحلة جديدة من مسيرتها الوطنية، بعد اتمام الاستحقاق الثاني والأهم في خارطة المستقبل، وانتخاب رئيس الجمهورية الذي اختاره الشعب وفقا لإرادة الأمة وجموع الناخبين، وأعطوه الثقة لتحمل أعباء المسئولية، الجسيمة، في المرحلة التي تطل علينا تباشيرها الآن. ومع إشراقة شمس اليوم علي الأرض المصرية ستكون عمليات فرز الاصوات، وحساب النتائج جارية في مقار اللجان الفرعية والرئيسية علي قدم وساق،...، ولكن هذا لن يحول دون استشعار وحدس المرشح الفائز في الانتخابات، والذي سيكون علي رأس السلطة في مصر بناء علي اتجاهات الفرز وسير النتائج الأولية، وهو ما اتوقع ان تكون دلالاتها واضحة منذ بدايات الفرز للصناديق الأولي، بإذن الله. وفي إطار التوقعات، وطبقا لما تم رصده من خلال المتابعة لعملية التصويت، وما جري وما كان في الأيام الثلاث الماضية التي استغرقتها عملية الانتخابات، وقياس نسبة الاقبال في اليومين الأول والثاني ثم الثالث،...، نستطيع القول إن التوقع الغالب والأقرب إلي الصحة، لدي غالبية المهتمين والمتابعين للشأن الانتخابي، هو ان تتجاوز أعداد المشاركين في الانتخابات مجموع «22» اثنين وعشرين مليون ناخب، بنسبة تصل إلي حدود «40٪» اربعين بالمائة من المجموع الكلي لاعداد من لهم الحق في التصويت. وفي هذا الإطار، وقبل ظهور النتائج الرسمية للانتخابات، وقبل ان تخطو الخطوة الأولي في المرحلة الجديدة، قد يكون من المهم ان نتناول بالرصد والتسجيل بعض الملاحظات، ذات الأهمية والدلالة التي ظهرت ولفتت الأنظار خلال العملية الانتخابية. أولي هذه الملاحظات هي ذلك الجهد الكبير الذي قامت به القوات المسلحة وأجهزة الأمن ورجال الشرطة، في تأمين العملية الانتخابية في جميع انحاء الجمهورية، وهو جهد يستحق الاشادة والتقدير. والثانية، ما قامت به اللجنة العليا للانتخابات من جهود لتنظيم وإدارة العملية الانتخابية، وما تحمله القضاة من عمل مضن وجهد كبير في الاشراف علي العملية بكاملها طوال الأيام الثلاث الماضية، وكذلك أيضا في عملية الفرز التي تتم الآن، وهو ما يليق بمكانة القضاة الأجلاء في قلوب وعقول المصريين جميعا. أما الملاحظة الثالثة، فهي تتعلق بذلك الكم الهائل من الشائعات التي انطلقت مع اللحظات الأولي للعملية الانتخابية، والتي ركزت في مضمونها وفحواها علي عدة معان وعدة أهداف سلبية في مجملها وتفاصيلها، تسعي للبلبلة والاحباط وزعزعة اليقين والثقة لدي الجميع،...، وذلك يحتاج إلي شرح وتفصيل. وللحديث بقية