الأمن ركيزة التقدم، والأمان أساس التنمية... هل مصر في احتياج لخطة وخريطة طريق لأمن وأمان الوطن ؟... لن تتحقق تنمية اقتصادية وتنمية اجتماعية دون أمن وأمان... مسلسل هدم مصر وانهيار الأمن وضياع الآمان بدأ منذ اختطاف الثورة وتحول الطريق من بناء وتقدم إلي هدم وتدمير... تساءلت مع المصريين منذ فبراير 2011 علي من اقتحم السجون ؟ ومن هجم علي مقار الشرطة ؟ ومن اغتال وذبح رجال شرفاء وأبرياء من الشرطة المصرية ؟... ومن اغتال ويغتال رجال الجيش والشرطة في سيناء ورفح والعريش وبالوطن بل ويهجم ويرهب بين الحين والآخر السياح في مصر، ومن الذي يحول طلبة علم إلي خلايا إرهاب في الجامعات المصرية ؟... يتساءل المصريون عن هروب الاستثمار وانعدام فرص العمل الجديدة وإضافة مليون الي رصيد البطالة سنويا وتجاوز إجمالي فرص العمل المطلوبة فورا إلي سبعة ملايين فرصة عمل نحتاج لخلقها ما يقرب من تريليون جنيه مصري أو ما يزيد علي مائة وخمسون مليار دولار... ويتساءل المصريون عن السياحة حيث انهار الدخل السياحي لمصر إلي اقل من عشرة بالمائة مما كانت عليه قبل الثورة وتم تسريح ثلاثة من كل أربعة أشخاص كانوا يعملون في قطاع السياحة... ويتساءل المصريون عن التعليم حيث انهار التعليم الأساسي والجامعي وأصبح ترتيب المصريين في جودة التعليم في العالم من أسوأ خمسة دول في العشر سنوات الماضية بمرتبة وصلت 139 من 144 دولة وأصبحت الجامعات ساحات للإرهاب والتدمير والفوضي ؟ مخرجات نظام التعليم هذا العام متوقعة وستكون الأسوأ علي الإطلاق... وأتساءل هل نحن سنخرج علماء تقدم أم أمراء إرهاب... قرأت خبرا هذا الأسبوع عن إدخال التكويد لأطفال المدارس في سن سبع سنوات في الولاياتالأمريكية وأن عشرين ألف مدرس تم إعدادهم لهذا الغرض وأن سرعة انتشار وتنفيذ البرنامج تماثل سرعة الانترنت... تري أين سيكون الطفل الأمريكي مقارنة بالطفل المصري بعد عشر سنوات ؟... ومن سيكون أبناء أم الدنيا... أنهم يصنعون مهندسين ومخترعين ومصممين من سن السابعة ؟... وتتنافس أمريكا وسنغافورا وفنلندا والصين علي التقدم والمراتب الأولي ونحن في حالة ضياع سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي زادت حدتها نتيجة دخول الإرهاب إلي ساحات الجامعات واستمرار الضياع التعليمي لوطن وانشغالنا بالأزمات والإرهاب وافتقادنا لطريق البناء والتقدم... مصر في أشد الحاجة الي خلق فرص عمل والي سياحة والي تعليم والي علم وقادة وعلماء... مصر في أشد الاحتياج إلي خطة وخريطة طريق تعيد الأمن والأمان لوطن وتقفز به إلي أن يكون من أفضل الخمسة دول الآمنة في العالم... خطة هدفها أمني ولكن تتعاون فيها كل مؤسسات الوطن... فلن يكون هناك أمن مع جهل ؟ أو أمية ؟ أو فقر؟ أو جوع ؟ أو إرهاب ؟... لن يكون هناك أمن مع غياب للوسطية في الخطاب الديني وللتعددية في الخطاب السياسي... ولن يكون هناك أمن دون مشروع ثقافي وإعلامي... لن يكون هناك أمن دون وجود إطار سياسي لبناء وطن ديمقراطي... ولن يكون هناك أمن دون علم ومعلومات وتكنولوجيا وتدريب ونظم وعقول وطنية... لن يكون هناك أمن لو تصورنا أنه بالسلاح والمال فقط يتم مقاومة الإرهاب واستعادة الأمن... لن يكون هناك أمن ما لم يتم إنقاذ شباب الوطن من التجنيد المنظم لجماعات الإرهاب... ستنطلق قاطرة الاستثمار والصناعة والسياحة والبناء والتقدم حين يشعر المصريون والعالم بعودة الأمن والأمان لأم الدنيا... ولن يحدث الأمن والأمان بفلسفة المواجهة الأمنية فقط للإرهاب والتطرف ولكن يمكن أن يتحقق بخطة وخريطة طريق لوطن لأمن وأمان وطن بكل أجهزته ومؤسساته... لكل المصريين وبكل المصريين.