بعد سقوط حكم الإخوان الإرهابيين توالي علينا ظهور الباحثين السياسيين في شئون الجماعات الاسلامية بمختلف فروعها الجهادية والاصولية المتشددة وهذا شيء يبدو طبيعيا كنتيجة لظهور هذه الجماعات المختلفة في افكارها المتفقة علي ضرورة استخدام العنف والتخريب والإرهاب لكل ماهو علي ارض مصر وعلي اتصالها واستقوائها بالخارج تسليحا وتمويلا وقبل كل ذلك تخطيطا. اما الشيء الغريب الذي يستحق التفكير فيه كثيرا وربما لفترة زمنية قد تطول وتطول دون ان نصل الي الحقيقة كاملة هي ان كل الباحثين المتخصصين في شئون الحركات الاسلامية هم من المنشقين والتائبين والخارجين عن هذه الجماعات وكانوا ا عضاء بل قيادات فاعلة بهذه الجماعات لفترات زمنية طويلة جدا، وفجأة اعلنوا استقالاتهم فردا فردا واصبحوا باحثين وفيهم اساتذة جامعيون في كل التخصصات واستمعنا ومازلنا نستمع الي كم الجرائم التي ارتكبتها جماعة الإخوان الإرهابية وفروعها المختلفة، والممارسات الخاطئة والمفاهيم والافكار المضللة للآلاف من اعضائها وقياداتها.. ثم نستمع من البعض منهم علي استحياء طلب التوبة والمغفرة والمصالحة مع هذه الجماعات.. التي ارتكبت كل تلك الجرائم.. من هذه القيادات المنشق البارز ثروت الخرباوي الذي تصدي لفكر هذه الجماعات قبل ثورة يناير وليس بعد سقوط الجماعة الإرهابية وفشلها في ادارة الدولة وافتضاح اهدافها الخبيثة في مشروع الإخونة لكل مفاصل الدولة المصرية، والاتفاق والتخطيط لتقسيم الدولة المصرية، واقامة الخلافة المزعومة! ولكن تبقي عدة اسئلة تحتاج الي اجابات صريحة وواضحة ما الاسباب التي دعت الي انشقاق هؤلاء عن الجماعة الارهابية، ولماذا كان الانتظار كل هذه السنوات حتي ينشقوا وينفصلوا عن تلك التنظيمات الإرهابية وممارستها الاجرامية، وكيف تحولوا الي باحثين في شئون الجماعات التي كانت تدعي انها إسلامية فقط!