في رسالة واضحة من الرئيس مبارك للهيئة البرلمانية للحزب الوطني الديمقراطي اكد الرئيس علي ان الأغلبية الكبيرة التي حازها الحزب في الانتخابات، تلقي علي الحزب وممثليه في مجلس الشعب مسئولية ضخمة وأمانة كبري. وحدد الرئيس هذه المسئولية وتلك الأمانة في الوفاء بما التزم به الحزب وتنفيذ البرنامج الذي وعد الجماهير به علي المستويين القومي الشامل، والمستوي المحلي في الدوائر، موضحا ان ذلك يتطلب استكمال ما تحقق من خطوات الاصلاح بالمضي في تطوير البنية التشريعية، وجميع المسارات الأخري. وشدد الرئيس علي ان مصر تبدأ بالدورة البرلمانية مرحلة جديدة من العمل الوطني، تتطالب عملا شاقا للبناء علي ما تم تحقيقه خلال الخمس سنوات الماضية، وان علي حزب الاغلبية، وحكومته البدء فورا ومن اليوم في تنفيذ البرنامج الانتخابي للحزب باعتباره اولوية قصوي وشاغلا اساسيا حتي يتم الوفاء بما تعهد به الحزب أمام الشعب.
وفي رؤية واضحة لمعالم الطريق الي المستقبل الافضل يضع الرئيس قضية الاستثمار والنمو والتشغيل في صدر اولوياته في المرحلة المقبلة والتي تبدأ من اليوم، وذلك لاتاحة فرص العمل للشباب وتحقيق ما نهدف اليه من زيادة النمو الاقتصادي، والارتقاء بمستوي الخدمات المتاحة للمواطن، واتخاذ جميع الاجراءات التشريعية والتنفيذية لتحقيق عدالة توزيع عائد التنمية لجميع المواطنين في المدن والقري والاسر الاكثر احتياجا، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية ودعم المحليات. ويوضح الرئيس ان العمل الشاق والجهد المستمر هو الطريق لتحقيق آمال الشعب وطموحاته وأحلامه من خلال رؤية واضحة تعي المعطيات الجديدة للمجتمع وتلبي احتياجاته وتتعامل بجرأة وشجاعة مع قضايا مصر الداخلية والخارجية. ويؤكد الرئيس بما لا يقبل مجالا للشك، بأن تلك ليست احلاما مؤجلة، انما هي تطلعات مشروعة قابلة للتحقيق، ما دمنا قد وضعنا اقدامنا علي الطريق الصحيح، ونعلم وجهتنا وطريق الوصول اليها، ونمتلك الرؤية الواضحة للمستقبل، ولدينا العزم والتصميم علي تحويلها الي واقع ملموس علي ارض مصر.
وفي كلمته الموجزة والناجزة في اجتماع الهيئة البرلمانية للحزب امس حدد الرئيس هدف الحزب في خلق واقع جديد، واحداث تغير ملموس في حياة المواطن المصري، في كل مكان علي ارض الوطن. وقال ان الحزب بدأ الاستعداد للانتخابات التي جرت فور الانتهاء من انتخابات 5002، وعمل جاهدا للوفاء بما التزم به في البرنامج الانتخابي علي جميع محاوره، واثبت بما لا يدع مجالا للشك، اننا علي الطريق الصحيح بإنجازات احدثت تغييرا كبيرا بجميع مناحي الحياة طوال السنوات الخمس الماضية. واشار الرئيس الي ان استعدادات الحزب الوطني للانتخابات تمت في اطار عمل تنظيمي جاد، وكوادر وقيادات قادرة علي تحمل المسئولية، ووضع الالتزام الحزبي فوق اي اعتبار آخر، وهو ما يستوجب الاشادة. وقال ان الانتخابات بما كشفت عنه من ايجابيات، وسلبيات، هي خطوة مهمة علي الطريق، بعد التعديلات الدستورية التي جرت في 7002، وبوصفها أول تطبيق لما أرسته هذه التعديلات من احكام، بما فيها المقاعد الجديدة للمرأة، والدور الهام والمستقل للجنة العليا للانتخابات. واكد الرفض التام للسلبيات، والتجاوزات التي وقعت والتي عكست سلوكيات سلبية لبعض المرشحين ومؤيديهم مثل استخدام المال واللجوء للعنف والترهيب،..، وأشاد بالتعامل المحايد والمسئول للجنة العليا للانتخابات تجاه هذه السلبيات وكذلك تعامل اجهزة الدولة معها بما يضمن سلامة الانتخابت والناخبين،..، وذكر الرئيس ان هذه التجاوزات لا تنفي حقيقة ان الانتخابات تمت بما يتفق وصحيح القانون والاجراءات في الغالب والأعم من الدوائر، بعيدا عن العنف والانحراف والتجاوز.
واكد الرئيس ثقته في اعضاء الهيئة البرلمانية، وقدرتهم علي تحمل مسئوليتهم في الرقابة والتشريع، بأمانة والتزام، وشدد علي ضرورة التنسيق بين الحزب وحكومته لتحقيق مصالح الجماهير وحل مشكلاتهم، والوفاء بتطلعاتهم،..، وأشار بقوة الي تطلعه لأداء رفيع تحت قبة البرلمان يرقي لأهمية المرحلة المقبلة. ودعا الرئيس كل الأحزاب وليس الوطني فقط، الي التمعن في دروس الانتخابات والوقوف علي ايجابياتها وسلبياتها، دعما للتعدديه وإثراء لحياتنا الحزبية والسياسية. واكد انه كرئيس للحزب اسعده ما حققه الحزب من نجاح ولكنه كرئيس لمصر كان يود لو حققت باقي الاحزاب نتائج افضل، وكان يود لو لم تهدر جهودها في الجدل حول المقاطعة، والانسحاب.