بعد تكليف المهندس إبراهيم محلب بتشكيل الوزارة خرجت علينا بعض الصحف وهي تبشر بعصر جديد وسلوك مختلف ورئيس وزراء من صنف غير مسبوق فقد اكد البعض انه سوف يكتفي بسيارة واحدة.؛ ولن يفعل مثل غيره من رؤساء الوزارة الذين كانوا ينتقلون في مواكب وموتوسيكلات وهيلمانات ومدافع رشاشة موجهة في كل الاتجاهات وفوق ذلك فإن أحدهم زف لنا البشري بأن معالي رئيس مجلس الوزراء سوف يشارك الشعب المصري في شرب الميه من الحنفية وانه ابدا لن يستخدم المياه المعدنية .. وحياة النبي.. هي الميه الموجودة في السوق دي أساسا معدنية.. وبالاضافة إلي كل هذه المزايا اضاف البعض ان رئيس الوزراء سوف يمنع منعا باتا إخوانا الهتيفة وكدابين الزفة من نفاق سعادته في اعلانات مدفوعة الاجر في الجرايد والمجلات وانه سوف يمتنع عن تلقي أية هدايا أو مجاملات من أية جهة أيا كانت.وبالطبع هذا كلام جميل ومقبول من معالي رئيس مجلس الوزراء ولكنه في حقيقة الحال لا يضمن شعبه ولا يصلح أساسا لنجاح العمل في مجلس الوزراء ولو كنت مكان هذا الرجل الفاضل لقمت بالاستعانة بشخصين لا ثالث لهما وهما الدكتور عبدالخالق فاروق الخبير الاقتصادي الرجل الذي وقعت عليه عيناي بالصدفة وأنا أشاهد إحدي القنوات الخاصة.. فإذا به يفشي أسرارا ومعلومات لو صحت لو جبت تقديم نصف المسئولين السابقين ليس الي النائب العام ولكن الي عشماوي شخصيا الرجل تحدث عن مليارات مهدرة في احدي مراحل مترو الانفاق تحت التشطيب ودلنا علي بدائل توفر الشيء الفلاني للدولة وذكر ان وراء الاصرار علي دفع التكلفة الباهظة احد المحظوظين في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك هذا المحظوظ هو مجدي افندي راسخ حيث كانت البلاد تدار وكأنها عزبة ورثوها عن الوالدة باشا. وفي مجمل حديثه الخطير اكد الرجل وجود مليارات الجنيهات في صناديق خاصة بوزارات لا يستطيع أي مخلوق الاقتراب أو الحديث أو التفتيش عنها وكأنها صناديق علي رأس أصحابها ريشة، هذه الصناديق علي حد قول الدكتور يمكن ان تكفينا مذلة السؤال ومد الايد وذلك بالاضافة إلي السادة المستشارين الذين يكلفون الدولة 150 مليون جنيه في مشورات لا يأخذ بها أحد ولا يلتفت إليها أي مسئول وتتحول إلي مجرد أوراق تجد طريقها كل شهر إلي اخوانا الزبالين وتكلم الرجل بشخرة كدابة ممثلة في وجود مستشارين اعلاميين في اكثر من 80 دولة مهمتهم الرئاسية قبض المعلوم كل شهر بالدولار والدينار والريال وكل ما هو صعب من عملات ولكن المقابل ايه؟! لا شيء علي الاطلاق سوي مجاملة المحاسيب وأصحاب كروت التوجيه وكاننا في عورة وليس في ثورة ناهيك عن الملحقين العمالين الذين هم علي نفس شاكلة اخوانهم الاعلاميين لا شغلة لهم ولا مشغلة وتحدي الرجل اي مسئول في بر مصر ان يفتح ملفات الغاز والبترول والثروة المعدنية حيث الفساد للركب كما قال المأسوف علي شبابه زكريا عزمي.. ناهيك عن ثروات المحاجر والمواد الخام التي تصدرها مصر وهي ثروات طبيعية لو احسن تصنيعها سوف تدر علي هذا البلد ثروات ليس لها نظير في الكون..؛ وقد يسألني أحدهم.. لقد ذكرت أنه ينبغي الاستعانة بأثنين لا ثالث لهما الاول هو الدكتور عبدالخالق فيا تري من هو الثاني؟! أقول لصاحب السؤال الثاني هو الدكتور صلاح جودة الرجل الذي حقق شعبية خطيرة من خلال علمه الغزير وشخصيته الطريفة ودرايته بمشاكل وهموم بلاده وطرق حلها وفي النهاية ليسمح لي معالي رئيس الوزراء ان اهمس في اذنه بان المواطن في بر مصر لا يعنيه ان يشرب محلب من الحنفية أو يستحمي في الترعة أو يركب بسكلته.؛ المهم يا سيدي هو النتائج.. فهي وحدها المؤشر الحقيقي علي النجاح.. اسأل الله لك التوفيق!!؛