رغم كل ما يكتب عن الكثير من الخسائر المادية التي تسببها حوادث جماعة الإخوان الإرهابية ومن خرج من رحمها ومن اتفق أو تحالف معها، لكن لا أحد يدري حجم المآسي الإنسانية التي يخلفها هذا الاجرام المتدثر بالدين واليوم يسعي إلي استعادة الشرعية المزعومة. فالضحايا الذين اعتادت أجهزة الإعلام علي تقديمهم بوصفهم أرقاما في مثل هذه الحوادث الاجرامية هم بشر سرق المجرمون منهم أعمارهم، فكم من روح استلبت وراءها قصص إنسانية وقلوب أمهات تحترق وزوجات تترمل، وأبناء لا يعلم سوي الله كيف تتغير مصائرهم إلي المجهول؟ كل ضحية من ضحايا الإرهاب وراءها قصص تدمي القلوب، فمن ترك خلفه عائلة كان يرعاها ويسعي للحصول علي ما يطعمها من عمل شريف قد يكون شاقا.. لكنه لن يعود.. ومن ترك أما مريضة ذهب ليعمل ساعات طوال حتي يوفر لها ثمن الدواء والعلاج أو أطفالا صغارا ينتظرون عودته بفارغ الصبر.. لكن المجرمين قطعوا عليهم الطريق إلي المستقبل ! منِّ من كل هؤلاء يستطيع أن يواصل تعليمه للوصول للمستقبل الذي طالما حلم به الأب ومن منهم سيتسرب من التعليم؟.. كل شهيد منهم ترك وراءه قصة.. قصة لا يمكن أن تقدمها أجهزة الإعلام التي تهتم بالأرقام.. وبالتأثيرات الاقتصادية أو أعداد السياح، وكلها خسائر فادحة بالفعل، ولكنها ليست في فداحة أن يعشش الحزن في قلوب أسر لم ترتكب أي جريمة ولم يرتكب عزيزها الذي رحل أي ذنب.. ماذا يمكن أن تقول أم لطفلها الذي سيواصل رحلة الحياة بدون والده؟.. هل تقول له لقد قتلته جماعة تلتصق كذبا بالدين؟.. كم وكم من نفس قتلها الإرهابيون بغير نفس! هل وصلت الرسالة لمن يطالبون بالمصالحة؟!